تمت تغطية اكتتاب شركة الحفر العربية السعودية، خلال ساعات فقط من طرحها أمام المستثمرين من المؤسسات المالية، حيث وجد الطرح طلبات كافية لتغطية جميع الأسهم المعروضة للاكتتاب العام الأولي، الذي يمكن أن يجمع ما يصل إلى 2.67 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
بحسب رسالة إلى المستثمرين؛ اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز"، تمت تغطية اكتتاب "الحفر العربية" المملوكة جزئياً لـ"شلمبرجير" عبر النطاق السعري، الذي حددته الشركة في بيان اليوم الأربعاء والذي يتراوح بين 90 ريالاً إلى 100 ريال للسهم، مما يمنح الشركة تقييماً بنحو 8.9 مليار ريال.
يعكس اقتناص المستثمرين لجميع الأسهم المعروضة ضمن طرح "الحفر العربية"، العاملة في مجال خدمات حقول النفط، أنَّ الطلب على الاكتتابات العامة الأولية في المملكة العربية السعودية ما يزال قوياً، حتى بعد أن أصبحت "تداول"، أول بورصة خليجية تدخل مرحلة السوق الهابطة، إذ أدى انخفاض أسعار النفط إلى تعكير المعنويات بعد قرابة عامين من الانتعاش القوي.
تمويل التوسعات داخل السعودية وخارجها
ستبيع شركة "الحفر العربية" 26.7 مليون سهم، أو 30% من أسهمها، في طرحٍ عام أولي بالسوق السعودية، وقد عيّنَت كلاً من "غولدمان ساكس" و"إتش إس بي سي" و"الأهلي المالية" لإدارة الطرح.
تبدأ فترة عملية بناء سجل الأوامر لشريحة المؤسسات اليوم الأربعاء، وتنتهي يوم 5 أكتوبر 2022، مع الإعلان عن السعر النهائي للاكتتاب في 11 أكتوبر المقبل.
قال الرئيس التنفيذي للشركة غسان مرداد في مقابلة سابقة مع "الشرق"، إنَّ عائدات الاكتتاب ستستخدم في دعم نمو الشركة ولتحقيق عوائد مالية للمؤسسين، مضيفاً أنَّ الشركة لديها استراتيجية واضحة للنمو داخل السعودية وخارجها، وهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من التمويل.
يعتبر الطرح العام الأولي لشركة "الحفر العربية"، الأكبر في المملكة، منذ أن جمعت شركة سلسلة الصيدليات النهدي الطبية 1.4 مليار دولار، لتنضم بذلك إلى التدفق المستمر للشركات الخليجية التي تدخل أسواق الأسهم وسط ارتفاع أسعار النفط.
كان طلب المستثمرين على عمليات الإدراج في الخليج قوياً، مع ظهور المنطقة كنقطة مضيئة في سوق الاكتتابات الأولية الهادئة على مستوى العالم، ومع ذلك، تبدو الآفاق قاتمة مع انخفاض أسعار النفط بنسبة 40% تقريباً منذ يونيو بسبب مخاوف من أن يؤدي التباطؤ الاقتصادي العالمي الناجم عن تشديد السياسة المتشددة للبنوك المركزية إلى الإضرار باستهلاك الطاقة والطلب عليها.
ستقوم شركة "شلمبرجير" وشركة التصنيع، وخدمات الطاقة السعودية "طاقة"، التي يسيطر عليها صندوق الاستثمارات العامة "الصندوق السيادي"، ببيع 17.7 مليون سهم ضمن الاكتتاب العام، فيما ستبيع "العربية للحفر" 9 ملايين سهم، وسيتم استخدام العائدات في زيادة أسطولها البري والبحري وتوسيع عملياتها في منطقة الخليج.