مصر تبحث عن إمدادات قمح فيما تتجنب الأسواق إنتاج روسيا

حصادة قمح في بيدر في روسيا - المصدر: بلومبرغ
حصادة قمح في بيدر في روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أدى غزو روسيا أوكرانيا لاضطراب أسواق المحاصيل عالمياً؛ فقد حذّر بعض التجار من أنَّه لا يُرجح أن يوفروا قمح منطقة البحر الأسود الحيوي لمناقصة شراء مصرية كانت محط الأنظار يوم الإثنين، في حين رفض آخرون المشاركة.

مصر هي إحدى الدول العديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعتمد على واردات قمح هائلة لإطعام مواطنيها، وتعد دول منطقة البحر الأسود، لا سيما روسيا وأوكرانيا، من بين مورديها الرئيسيين. ألغت مصر مناقصة سابقة يوم الخميس بعد أن تلقّت عرضاً واحداً فقط لقمح فرنسي، وحددت موعداً لمناقصة جديدة.

في حين أنَّ موانئ أوكرانيا مغلقة؛ فإنَّ بعض شركات التصدير الروسية تنفذ تعاقداتها الحالية، كما أنَّ السفن مستمرة بالمغادرة، بحسب شخص مطلع على الموضوع. قال شخص آخر، إنَّ شركة شحن واحدة على أقل تقدير لديها سفن محمّلة بالحبوب لم تستطع مغادرة أحد الموانئ الروسية، وذلك كان مساء الجمعة.

ليست هناك تعاقدات على صفقات جديدة؛ إذ قال التجار، إنَّهم سيبتعدون عن الحبوب الآتية من روسيا، في حين لا يستطيع المصدرون إبرام العقود حالياً، لأنَّهم لا يعلمون ما إذا كانوا سيتمكّنون من تنفيذها في ظل تطور الموقف، بحسب ما ذكره أشخاص مطلعون على الموضوع.

أدى عدم اليقين الناجم عن اندلاع الحرب بالدول المستوردة للبحث عن بدائل للشراء من مكان آخر. لكنَّ الخيارات المتاحة قد تكون محدودة نظراً لأنَّ روسيا وأوكرانيا تمثلان معاً ما يفوق ربع تجارة القمح عالمياً، وما يصل إلى خُمس تجارة الذرة.

تضخم وجوع

تأتي هذه العراقيل في حين شهدت أسعار المحاصيل زيادات على مستوى العالم لتبلغ مستويات قياسية، وهو ما أسفر عن ارتفاع التضخم، وزيادة الجوع مع تراجع مخزونات الحبوب. إن خرجت روسيا وأوكرانيا من سوق الحبوب العالمية لمدة طويلة؛ سيكون لذلك أثر مأساوي على إمدادات الغذاء وأسعاره.

صعدت أسعار العقود المستقبلية للقمح في بورصة شيكاغو بنحو 9% الإثنين لتقترب من أعلى سعر سجلته لأكثر من 13 سنة بعدما شدّد الغرب العقوبات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

قال تجار، إنَّ تكلفة توريد القمح من دول أخرى صعدت أيضاً جراء زيادة تكاليف التأمين والشحن. قال تجار كثيرون، إنَّهم سيعانون إن شاركوا في مناقصة هيئة السلع التموينية المصرية يوم الإثنين بسبب صعود أسعار القمح والشحن، فضلاً عن عدم اليقين جراء التغييرات المتسارعة المتعلقة بفرض العقوبات والقيود الأخرى.

حذّر بعض التجار الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية من أنَّهم لن يستطيعوا تقديم عروض لقمح منطقة البحر الأسود، فيما تركوا الحبوب الفرنسية والأمريكية كمصادر محتملة، وفقاً لما ذكره الأشخاص. شجعت الهيئة العامة للسلع التموينية المصرية التجار على تقديم عطاءات، لكنَّها تستعد لإلغاء المناقصة مجدداً، ولديها مخزون من القمح يكفي لما يزيد على 4 شهور، وفقاً لأحد الأشخاص.

على مدار الساعة

اجتمع رئيس الوزراء المصري مع محافظ البنك المركزي، ووزير التجارة والمالية، ومع مسؤولين آخرين للتباحث حول المخزونات المتوفرة لدى البلاد، وتقديم التمويل لشراء السلع التي تحتاجها، وفقاً لبيان من مجلس الوزراء الأحد.

أوضح البيان أنَّ المسؤولين يقيّمون الموقف على مدار الساعة لتقدير التمويل اللازم لضمان توفير إمدادات كافية في الفترة المقبلة، مضيفاً أنَّ الحكومة تتابع عن قرب حركة أسعار السلع العالمية.

أكد أندري سيزوف، رئيس شركة "سوف إكون" (SovEcon)، للاستشارات في رسالة الأسبوع الماضي، أنَّه يُرجح أنَّ لدى أوكرانيا نحو 6 ملايين طن من القمح المتبقي للتصدير هذا الموسم، وحوالي 14 مليون طن من الذرة. قال، إنَّ روسيا لديها كمية تترواح ما بين 7 و 7.5 مليون طن من القمح المخصص للتصدير.

استأنفت إحدى السفن التي تورّد القمح لهيئة السلع التموينية المصرية في أوكرانيا التحميل ببطء بعد إعادة الطاقم إلى فنادق الإقامة الأسبوع الماضي، وفقاً لشخص مطلع على الموضوع. قال الشخص، إنَّه لا يتضح ما إذا كانت السفينة ستتمكّن من الإبحار نحو مصر.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات