من المتحمل أن تكون صدمة التضخم الرابعة على التوالي في المملكة المتحدة كافية لتعزيز الرهانات على زيادة بنك إنجلترا أسعار الفائدة بنسبة كبيرة في الشهر المقبل.
يُنتظر أن تكشف الأرقام التي ستصدر غداً الأربعاء عن صمود معدل التضخم عند أعلى مستوى في ثلاثة عقود مسجلاً 5.4% في شهر يناير الماضي، فيما يشبه استراحة قصيرة في موجة صعود عنيدة في الأسعار أغرقت المملكة المتحدة في أزمة تتعلق بتكاليف المعيشة.
غير أن صدمة ارتفاع التضخم من 0.4% فقط منذ عام واحد فاجأت الاقتصاديين مرة بعد أخرى. فعلى مدى الأشهر الثمانية منذ كسر التضخم النسبة المستهدفة من البنك المركزي عند 2%، تجاوز المعدل توقعات الاقتصاديين ست مرات، من بينها توقعات الأشهر الثلاثة الماضية.
رفع الفائدة
ستشجع أي قراءة أخرى تتجاوز التوقعات المستثمرين على المراهنة على احتياج بنك إنجلترا إلى مزيد من التدخل– والذي ينهمك حالياً في تنفيذ أسرع وتيرة من زيادة أسعار الفائدة في تاريخه منذ استقلاله.
تراهن الأسواق فعلاً على زيادة سعر الفائدة المعياري إلى 2% هذا العام، مقارنة مع 0.5% حالياً، بما في ذلك زيادة غير مسبوقة بمقدار 50 نقطة أساس في أحد الاجتماعين القادمين للبنك المركزي.
الأسواق تراهن: "بنك إنجلترا" سيحذو حذو "الفيدرالي" في التشديد
قال ديلون لانكاستر، مدير محفظة لدى شركة "توينتي فور أسيت مانجمنت": "إن ارتفاعاً محتملاً في معدل التضخم بالمملكة المتحدة هذا الأسبوع يرفع بوضوح فرص زيادة بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس".
زيادة الأسعار في أعقاب فترات الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا، والتي يفاقم من تأثيرها رفع الضرائب القادم وزيادة فواتير الطاقة بنسبة 54% عند بعض الأسر، هذه الزيادة تمهد الطريق أمام ضغط شديد القسوة على مستوى المعيشة في المملكة المتحدة في عام 2022 الجاري.
بعد أن كشفت الأرقام اليوم الثلاثاء عن استمرار نمو سوق العمل في المملكة المتحدة بوتيرة صحية، يراهن المتعاملون بنسبة تزيد على 70% حالياً على إقرار زيادة كبيرة لأسعار الفائدة في مارس المقبل.
بنك إنجلترا والمركزي الأوروبي يتخليان عن التردد ويتجهان لاتباع تحركات "الفيدرالي الأمريكي"
في اجتماع لجنة السياسة النقدية في وقت سابق من الشهر الحالي اقتربت اللجنة من ذلك عندما أراد أربعة من أعضائها التسعة مضاعفة الزيادة التي بلغت 25 نقطة أساس التي تم إقرارها بأغلبية محدودة.
زيادة الفائدة في أمريكا
تكتسب فرصة اتخاذ خطوة كبيرة أرضية أضافية، بعد أن دفع ارتفاع التضخم بالولايات المتحدة بأعلى من المتوقع الأسواق إلى المراهنة على اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي إجراءً كبيراً بدوره في اليوم الذي يسبق قرار بنك إنجلترا.
توجهات البنوك المركزية العالمية ترسم نهايةً لحقبة "الأموال السهلة"
ورغم تأكيد حاكم البنك المركزي، أندرو بيلي على ضرورة الحذر، وتشكك الاقتصاديين بشأن احتمالات زيادة الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، قالت ألتيا سبينوتسي، محللة أوراق الدخل الثابت لدى بنك "ساكسو" قبل نشر تقرير الثلاثاء، إن بيانات الأسبوع الحالي التي تكشف عن نقص المعروض في سوق العمل وارتفاع مستوى التضخم "ربما تكفي حتى تطرح السوق زيادة في أسعار الفائدة للحاق ببنك الاحتياطي الفيدرالي عبر الأطلنطي أو حتى تجاوزه".
[object Promise]تسارع التضخم
بصرف النظر عما سيحدث يوم الأربعاء، فإن الاقتصاديين متأكدون أن المجال مفتوح لتسارع إضافي في معدل التضخم.
يتوقع بنك إنجلترا أن يبلغ معدل التضخم ذروته في أبريل القادم عند 7.25%، عندما ينتقل تأثير قفزة أسعار الطاقة إلى فواتير الأسر البريطانية، وهناك آخرون أكثر تشاؤماً من ذلك.
دراسة: البريطانيون أكثر تشاؤماً بأوضاعهم المالية عن أي فترة منذ 2013
قال أندرو غودوين، من مؤسسة "أكسفورد إيكونوميكس" يوم الإثنين الماضي: "إن ارتفاع التضخم هو المشكلة الأساسية التي تواجه الاقتصاد البريطاني. ونعتقد الآن أن ذروة التضخم في شهر أبريل ستبلغ 7.5%، وسيظل مستواه مرتفعاً في المدى القريب".