في حين جاء بيان لجنة السياسة بـ"الفيدرالي الأمريكي" بشكل يتناسب مع التوقعات المسبقة، أبدى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كثيراً من الثقة بشأن الاقتصاد، مشيراً عدة مرات في تصريحاته إلى نمو فوق الاتجاه. كما أوضح أن توقعات التضخم كانت أسوأ مما كانت عليه في اجتماع ديسمبر، وذكر ارتفاعاً قادماً في أسعار الفائدة. بالتالي، كرّس بشكل أساسي تسعير الأسواق لأربع زيادات في أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
جنباً إلى جنب مع رسالته التي مفادها أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتحرك عاجلاً وبشكل سريع لتقليص ميزانيته العمومية عما كانت عليه في الحالة السابقة، فقد وضع خريطة طريق واضحة، وجاءت جميع ردوده وفقاً للنمط المعهود. كذلك بدت الأسهم وكأنها قمر صناعي يدور في مداره الخاص، إذ ترتفع في البداية ثم تتلاشى، في حين كان الدولار هو الفائز الواضح في عالم مجموعة العشرة.
توازن دقيق
بالنسبة إلى هذا الاجتماع المؤثّر والمفصلي، لم يكن التقلب مزعجاً بلا داعٍ، فهو طريقة الأسواق في الإشادة بالتوازن الدقيق الذي يحقّقه بنك الاحتياطي الفيدرالي. مع ذلك، فهناك بعبع يحوم في الأجواء، وهو القلق الشديد غير المبرّر بشأن منحنى العائد، إذ يتمايل منحنى الفرق بين عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات، وعائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين، حول 65 نقطة أساس، في حين أن الفرق بين شريحة ثلاثة أشهر و10 سنوات هو نحو 160 نقطة أساس.
طالع المزيد: باول: المستثمرون الأجانب يشوهون منحنى العائد على السندات
مستويات صحية
هذه مستويات صحية تماماً وبعيدة بمقدار سنوات ضوئية عن أي انعكاس. وبعبارة أخرى فإنّ المخاوف بشأن الصحة الاقتصادية على هذه المستويات هي في غير محلها بشكل أساسي، كما أن باول نفسه اقترح ذلك، إذ أوضح أن الاحتياطي الفيدرالي يراقب منحنى العائد، وأن الأعضاء لا "ينظرون إليه على أنه أمر لا يقبل الجدل"، والفارق الحالي بين عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات وعائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين هو ضمن نطاق التوسع الطبيعي.
نمو الاقتصاد
فضلاً عن ذلك، ومع توقّع نمو الاقتصاد الأمريكي بما يقرب من نقطتين مئويتين فوق نمو الاتجاه هذا العام، والتضخم الذي أحدث فجوة عميقة في جيوب الجميع، فهناك كثير من الأمور التي قد تقضّ مضجع باول، إلا أن منحنى العائد الحالي ليس واحداً منها، بل هو مجرد مسألة بسيطة.