عاودت أسعار المعادن الأساسية الارتفاع مرة أخرى، حيث وصل سعر النيكل إلى 24,000 دولار للطن لأول مرة منذ أكثر من عقد، وحقّق القصدير رقماً قياسياً جديداً، وهو ما يأتي على خلفية أزمات الإمدادات والتيسير النقدي في الصين.
تتضاءل إمدادات المعادن وسط التعافي العالمي من الجائحة مع تخلّف جميع عقود بورصة لندن للمعادن الرئيسية - وهي حالة تكون فيها أسعار التسليم النقدي أعلى من العقود الآجلة - ما يشير إلى ضيق في الإمدادات. وانخفض المعروض في سوق النيكل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2007 بعد تراجع المخزونات، مما دفع البورصة إلى مراقبة السوق عن كثب.
فضلاً عن ذلك، قفز النيكل بشكل أكبر بعد ارتفاعه بنسبة 4.9%، أمس الأربعاء، حيث خفّض المقرضون الصينيون تكاليف الاقتراض للشهر الثاني على التوالي، بعد أن خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة على القروض، وتعهد بمزيد من التيسير لتحفيز الاقتصاد الذي يتعرض لضغوط من قطاع العقارات المحاصر، وهو أحد ركائز الطلب على المعادن.
قال وانغ يو، المحلل في شركة "شنغهاي إيست أسيا فيوتشرز" (Shanghai East Asia Futures)، معلّقاً على حالة النيكل: "بالإضافة إلى أحدث تسهيلات السيولة من الصين، فإن شح المعروض من المعادن هو المحرك الرئيسي للارتفاع. كما أن الطلب من جانب بطاريات السيارات الكهربائية قوي للغاية، بحيث لا يمكن للعرض الفوري مواكبة ذلك".
كما قالت شركة "شنغهاي ميتالز ماركت" (Shanghai Metals Market)، نقلاً عن تقرير من "ذا إيراوادي" (The Irrawaddy)، إن الإنتاج في مصنع "تاغونغ تاونغ" لمعالجة النيكل المدعوم من الصين، في منطقة ساغاينغ في ميانمار توقف هذا الشهر بعد انقطاع الكهرباء. ويُنتج المصنع 85,000 طن من "الفيرونيكل" سنوياً وهو الأكبر في البلاد، وفقاً للتقرير.
يُشار إلى أن النيكل تقدّم بنسبة 4% إلى 24,080 دولاراً في التعاملات الصباحية ببورصة لندن، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2011. كما ارتفعت العقود الآجلة في الصين عن الحد اليومي، وقفز القصدير 2.1% ليسجل رقماً قياسياً.