تفوقت أسواق الأسهم التي تقع في واجهة معركة احتواء فيروس كورونا في أدائها لهذا العام، لكن المستثمرين بدأوا النظر إلى أبعد من نجاحها في منع الوباء من الانتشار.
وتحتل الأسهم في نيوزيلندا واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وفنلندا المراكز الخمس الأولى في تصنيف بلومبرغ للمرونة في التعامل مع فيروس كوفيد19، وارتفعت أسهمها بمقدار 15% بالمتوسط، مقارنة مع نسبة لم تصل إلى 2% للدول التي تحتل آخر خمس مراكز في التصنيف، وهي المكسيك وبيرو وبلجيكا والتشيك.
إغلاقات سريعة ومبكرة
وشهدت أسواق الأسهم في نيوزيلندا التي تحتل المرتبة الأولى، والتي تمكنت من القضاء على انتشار الفيروس محلياً من خلال تطبيق إغلاقات سريعة ومبكرة، ارتفاعاً بنسبة 12%، في حين تراجعت أسواق الأسهم في المكسيك التي تحتل المرتبة الأخيرة في التصنيف، حيث تهاونت الحكومة مع التهديد الذي يمثله الفيروس.
وقال لويس غرانت مدير المحفظة الاستثمارية لفيديراتد هيرمز في تعليق عبر البريد الإلكتروني: "تميل الدول التي سيطرت بشكل أفضل على أثر الوباء لتقديم عائدات صحية أكثر في سوق الأسهم، واختبرت تراجعات أقل في الناتج المحلي الإجمالي. وأصبح من الواضح باضطراد أنه ليست هناك مقايضة بين الصحة والاقتصاد".
صيد القيمة
مع بدء توزيع اللقاح على النطاق العالمي، يحاول المستثمرون إيجاد القيمة بعد وصول الأسهم بالفعل إلى ارتفاعات قياسية، وأشعل التفاؤل بعودة الأمور إلى طبيعتها شرارة الانتقال من النمو إلى الأسهم الدوارة.
قال روب ألميدا الخبير الاستراتيجي في الاستثمار العالمي في إم إف إس انفيستمنت مانجمانت إن تحليل ما إذا كانت الشركة أو الدولة في وضع أقوى أو أضعف في عالم ما بعد كوفيد هو الطريقة الأفضل لتقييم فرص الاستثمار من مجرد النظر إلى مدى جدوى الطريقة التي تعاملت بها مع أزمة كوفيد 19.
وأضاف: "وجهة نظري هي أن الدول في المراتب الأعلى في تصنيف المرونة لديها نمو أكثر وانكشاف دائم للأسهم أكثر مقارنة بتلك التي أتت في آخر التصنيف، ما يعني غالباً أن لديها قيمة أكبر وهي دورية بطبيعتها".
ورغم التسارع الأخير للحصول على أسهم أرخص، إلا أن مقياس إم إس سي آي لأسهم النمو العالمي لا يزال عند مكاسب بنسبة 74% من أدنى مستوياته في مارس مقارنة بمكاسب بنسبة 53% لنظيره في مجال القيمة.
الاستثناء الأمريكي
بالطبع هناك استثناء واحد واضح، حيث أظهرت أسواق الأسهم الأمريكية عائدات ضخمة رغم التضخم الصارخ هناك واستجابة إدارة ترامب للوباء والتي تعرضت للكثير من الانتقادات.
كانت الأسهم الأمريكية مدعومة ببنك احتياطي فيدرالي فائق التيسير وارتفاع متزايد في أسهم شركات التكنولوجيا التي استفادت من النقلة للعمل من المنزل.
كما كان أداء الأسهم في اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية جيداً أيضاً بفضل الأسماء التكنولوجية التي أثبتت أنها "الفائزة من أزمة كوفيد" والتي استفادت من الطلب العالمي المتزايد وفقاً لغرانت في فيديراتد هيرمز.
وبالنظر قدماً، فإن جين بودكامينر، رئيس قسم الأبحاث في فرانكلين تيمبلتون إنفيستمنت سولوشنز، يفضل مزيجاً من احتمال النمو الاقتصادي والنجاح في التعامل مع فيروس كورونا. وهذا يتضمن أسهم آسيا والمحيط الهادئ من أمثال الصين وكوريا واليابان وأستراليا، على حد قوله.
قال بودكامينر: "نحن نركز في الأسهم على الأسهم النامية والأصول المكشوفة للطلب على السلع عادة. وقد تستمر المناطق التي تعاني أكثر من كوفيد مثل أوروبا والولايات المتحدة وكندا بالمعاناة لوقت أطول".