مع استعداد الكنديين للتصويت اليوم الإثنين في انتخابات في غاية التنافسية، تبدو توقُّعات أكبر قطاعين في مؤشر الأسهم في البلاد معلَّقة في الميزان.
تقول استطلاعات الرأي، إنَّ النسب ستكون متقاربة. إذا فاز رئيس الوزراء جاستن ترودو، كما يبدو هذا مرجحاً الآن؛ فقد يفي بوعده بزيادة الضرائب على أكبر البنوك، وشركات التأمين، وفرض قواعد انبعاثات أكثر صرامة على شركات النفط والغاز. تشكِّل الأسهم المالية وأسهم الطاقة 44% من مؤشر "ستاندرد آند بورز" المركب لبورصة "تورنتو".
لكن إذا نجح زعيم حزب المحافظين إيرين أوتول في إحداث اضطراب؛ فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى انتعاش الجماعتين.
قد تساعد عودة الليبرالي "ترودو" مع أقلية في مجلس العموم أيضاً في تحويل تركيز المستثمرين إلى الوباء والدعم المالي من الحكومة، وفقاً لديفيد روزنبرغ، كبير الاقتصاديين، ومؤسس شركة "روزنبرغ وشركاه للأبحاث" (Rosenberg Research & Associates).
وقال "روزنبرغ" للعملاء في مذكرة: "من المرجَّح أن يكون أداء السندات والأسهم، والعملة الكندية مرتبطاً بعوامل خارجية، بما في ذلك مسار الوباء، واتجاهات خفض التضخم، وتجارة السلع العالمية".
تقدَّم المؤشر بنسبة 17.5% هذا العام، مع تقدُّم التكنولوجيا والطاقة. وإليكم تفاصيل القطاعات والأسهم التي يجب مراقبتها:
القطاعات المالية
عانت البنوك وشركات التأمين في أنظار الحكومة من عجز قدره 314 مليار دولار كندي العام الماضي، وتبحث عن الإيرادات. تعهد ليبراليو ترودو برفع معدل ضريبة الدخل على الشركات بمقدار 3 نقاط مئوية على الأرباح التي تزيد عن 1 مليار دولار كندي في المؤسسات المالية.
"يمكن لزيادة ضرائب البنوك أن تحدَّ تماماً من حجم عمليات الدمج والاستحواذ التي تقوم بها البنوك الكندية في الولايات المتحدة أو على الصعيد العالمي"، كما قالت لارا زينك، كبيرة المديرين التنفيذيين لـ"وومن إن كابيتال ماركتس" (Women in Capital Markets)، التي أضافت بأنَّ هذه الأموال كانت ستستخدمها هذه الشركات لتنمية أعمالها في الولايات المتحدة.
قد تؤدي الضرائب المرتفعة أيضاً إلى دفع عمالقة البنوك الكندية إلى نقل التكلفة إلى المقترضين من خلال أسعار فائدة أعلى ورسوم خدمات، وفقاً لبلومبرغ إنتليجينس.
تشمل الأسهم التي يجب مراقبتها: "بنك تورنتو دومينيون" (Toronto-Dominion Bank) (+ 15% منذ بداية العام)، و"البنك الكندي الملكي" (Royal Bank of Canada) (+ 22%)، و"بنك مونتريال" (Bank of Montreal) (+ 32%)، و"البنك التجاري الكندي الامبراطوري" (Canadian Imperial Bank of Commerce) (+ 34%)، و"مانولايف فايننشال كورب" (Manulife Financial Corp) (+ 8%).
الاتصالات
تجري العديد من السلطات مراجعة لخطة شركة "روجرز كوميونكيشنز" (Rogers Communications) لشراء "شاو كوميونيكشنز" (Shaw Communications)، بما في ذلك الحكومة الفيدرالية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، والاتصالات الكندية.
صرَّح جيف فان، المحلل في "سكوتيا بنك" (Scotiabank)، للعملاء في مذكرة، أنَّ الأحزاب السياسية الوطنية الرئيسية الثلاثة "تتماشى بشكل أساسي مع الصفقة لكونها ترغب جميعاً في الحفاظ على المنافسة في مجال الاتصالات اللاسلكية، والحفاظ على هيكل السوق الحالية لأربعة مشغِّلين لشبكات اللاسلكية في جميع أنحاء كندا".
بغضِّ النظر عمَن سيفوز، فمن المحتمل أنَّ روجرز سيضطر إلى تقديم تنازلات لإيصال الصفقة إلى خط النهاية.
قال أرافيندا جالاباتثي، المحلل في "كاناكورد جينيتي" (Canaccord Genuity)، في مذكرة، إنَّه بصرف النظر عن الصفقة؛ يبدو أنَّ المحافظين أكثر ميلاً إلى تغيير السياسة لتعزيز المنافسة عبر قطاع الاتصالات، سواء كان ذلك من الشركات الإقليمية، أو الأجنبية، مضيفاً أنَّه "من المحتمل أن ينظر المستثمرون إلى ذلك بشكل سلبي". و كتب "جالاباتثي" أنَّ الحكومة الليبرالية هي أفضل سيناريو لشركات "بي سي إي" (BCE)، و"روجرز" (Rogers)، و"تيلوس" (Telus).
الأسهم التي يتوجب مراقبتها: روجرز (+ 0.9% منذ بداية العام)، و شاو (+ 62%)، و تيلوس (+ 14%)، و"كويبيكور" (Quebecor) (-7%)، و"كوروس إنترتينمت" (Corus Entertainment) (37%).
العقارات
كانت أسعار العقارات المرتفعة مشكلة كبيرة للناخبين، وقد اقترحت جميع الأحزاب الرئيسية إصلاحات لمساعدة المشترين. قد يتمُّ التركيز على صناديق الاستثمار العقاري متعددة العائلات، إذا فاز الليبراليون، إذ يسعون إلى مراجعة المعاملة الضريبية لأصحاب الشركات الكبيرة للعقارات السكنية، وتنفيذ سياسات للحدِّ من الأرباح الزائدة، وفقاً لـ"ديجاردين".
أما الأسهم التي يجب أن تراقب فهي: صندوق الاستثمار العقاري الكندية للشقق
(+ 22% منذ بداية العام)، وصندوق استثمار الإيجار الداخلي (+ 28%).
الطاقة
قد يؤدي انتصار المحافظين إلى تعزيز معنويات المستثمرين في قطاعي النفط والغاز في كندا، إذ واجه تطوير خطوط الأنابيب عقبات، ومن المقرر أن تكون ضرائب الكربون بمثابة رياح معاكسة أخرى.
لقد وعد المحافظون باتباع نهج أكثر تدرُّجاً للحدِّ من انبعاثات الكربون، وهم أكثر دعماً لخطوط الأنابيب. تعهد ليبراليو ترودو بإجبار شركات النفط والغاز على تحديد أهداف مدَّتها خمس سنوات لخفض انبعاثاتها، بهدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
وفي الوقت نفسه؛ فإنَّ حكومة ليبرالية ستكون إيجابية بنسبة طفيفة بالنسبة للمرافق، وشركات الطاقة المتجددة، وفقاً لـ"سكوتيا بنك".
من المتوقَّع أن تتفاوض الحكومة القادمة مع مجموعات السكان الأصليين المختلفة بشأن بيع خط أنابيب "ترانس ماونتن" للنفط الرملي، والذي اشترته الحكومة من شركة "كيندر مورغان" (Kinder Morgan) مقابل 4.5 مليار دولار كندي في عام 2018.
أما الأسهم التي يجب أن تراقب فهي: "سونكور إينيرجي" (Suncor Energy) (+16%)، "سينوفوس إينيرجي" (Cenovus Energy) (+42%)، "بيمبينا بايب لاين" (Pembina Pipeline) (+33%)، "إينبريدج" (Enbridge) (+24%)، "بروكفيلد رينيوابل بارتنر" ( Brookfield Renewable Partners) (-10%) وترانس ألتا" (TransAlta) (+33%).
الدمج والاستحواذ
قال شون ستيفنز، الشريك والرئيس المشارك لمجموعة الأوراق المالية والاندماج والاستحواذ في شركة المحاماة "فاسكين مارتينيو دو مولين" (Fasken Martineau DuMoulin): "نتوقَّع أن تكون سوق الاندماج والاستحواذ نشطة بغضِّ النظر عن النتيجة".
قد يكون المحافظون أكثر ودية نحو عمليات الاندماج والاستحواذ، برغم عدم وجود خطر حقيقي على الاتجاهات الحالية لعقد الصفقات في هذه الانتخابات، وفقاً لجوليان كليموشكو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "أكسيليرت فايننشال تكنولوجيز" (Accelerate Financial Technologies). هناك إمكانية أن تصبح صفقة روجرز شاو "لعبة كرة قدم سياسية"، ولكن يبدو أنَّها تجنَّبت أي سيناريوهات هبوطية حتى الآن.