أسست "ميليسا بيغز برادلي" (Melissa Biggs Bradley) شركة السفر الفاخر "إنداغير" (Indagare). ويعتبر نادي السفر -الذي يتطلب الانضمام إليه الحصول على عضوية- السلاح السري للطبقة الثرية، ويشتهر بتنظيم رحلات تكاد تكون مستحيلة، من استئجار الطائرات الخاصة واليخوت، إلى المبيت في جزر خاصة يملكها أصحاب المليارات.
وعندما لا تكون مشغولة بتنظيم رحلات الآخرين، تمضي "بيغز برادلي" ما بين 3 أشهر ونصف إلى 4 أشهر في السفر كل عام، أي أنها تقطع أكثر من 320 ألف كيلومتر، حيث لا تتمسك بشركة طيران محدّدة، فالمهم بالنسبة لها أن يكون موعد الرحلة ملائمًا.
ورغم ذلك توصي "برادلي" بخطوط "دلتا" (Delta) للسفر الداخلي، وحجز المقصورة من فئة "بريميوم" (premium) في الخطوط الجوية الفرنسية وشركة "كاثي باسيفيك" (Cathay Pacific)، إذ تعيش هذه في مدينة نيويورك مع زوجها وولديها المراهقين.
سر طاقم الطيران لتجنب الاضطراب المصاحب للسفر
لا آكل شيئًا أثناء الرحلات، لقد تحدثتُ مع بعض المضيفات حول هذا الأمر، وتبيّن أن ذلك سر من أسرار المهنة، فقبل 10 سنوات، كانت المضيفة ضمن طاقم طائرة الخطوط الجوية السنغافورية التي قطعت أطول رحلة في العالم في ذلك الوقت (من سنغافورة إلى نيويورك ومدتها 17 ساعة).
وأخبرتني المضيفة أن حيلتها المُجرّبة هي عدم تناول أي شيء على متن الطائرة، موضحةً لي أن الجهاز الهضمي يتوقف عن العمل بشكلٍ كامل عندما يكون الإنسان على ارتفاع شاهق، بينما وصف أحدهم أن الأمر أشبه بكونك تحت التخدير. وعند النزول من الطائرة، يعود الجهاز الهضمي إلى وظيفته ويكون أمامه الكثير من العمل ليقوم به، وهذا هو سبب شعورنا بالتعب من السفر.
وأضافت أيضا "يتناول معظم الناس الكثير من الطعام على متن الطائرة بهدف التسلية أو كوسيلة لتمضية الوقت؛ لكن حتى أفضل أنواع الأطعمة التي تُقدم في الطائرة، تضاف إليها الأملاح بشكلٍ مبالغٍ فيه والمواد الحافظة ليتسنى تسخينها بالمايكروويف، لذا فأنا أتناول الطعام قبل بضع ساعات من ركوب الطائرة، وخلال الرحلة لا آكل شيئًا بل أشرب الكثير من الماء"
فعلًا وبدون مبالغة، أتمسك بهذه الطريقة وأشعر بسببها أنني بحالٍ أفضل. على سبيل المثال، سافرتُ الأسبوع الماضي إلى باريس ونزلت من الطائرة حوالي الساعة 10 صباحًا، وفور نزولي منها ذهبت لتناول وجبة غداء رائعة ولم يشعرني ذلك بالذنب أبدًا".
كيف تحصل على نصائح السكان المحليين في مدينة لا تعرف فيها أحدًا؟
بالنسبة لي، يتمحور الجزء الأكبر من تجربة السفر حول الأشخاص الذين ألتقي بهم خلال سفري، ولا تقتصر فقط على المكان الذي أذهب إليه، فعندما تزور مدينة للمرة الأولى، عليك دائمًا العثور على شخص يرشدك ويقدم لك النصائح التي ستحتاجها في المدينة.
وقد أخبرني صديق لي أنه عندما يزور مدينة لا يعرف فيها أحدًا، يبحث عن مطاعم تضم طاولات جماعية مشتركة، لأنها أسهل وسيلة للتواصل مع سكان المدينة المحليين.
تأمين السفر ضروري – وكذلك التأمين على المعدة!
قبل عدة سنوات، كنتُ في مدينة دلهي وخرجت لتناول العشاء، وعلى الفور بدأت أشعر أنني مصابة بالتسمم الغذائي في أول مرة أسافر فيها إلى الهند. وبعدها أعطاني صديق لي علبة من "البروبيوتيكس" (probiotics)، تناولت منها حبتّين أو 3 حبات ليذهب الإحساس بالغثيان على الفور.
لقد كانت هذه التجربة من أكثر الأمور الجنونية التي تعرضت لها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أحرص على تناول "البروبيوتيكس"، يوميًا، أثناء سفري وهي (Pro-15)، كما أتناول أيضًا حبوب "بيبتوبيسمول" (Pepto-Bismol)؛ حيث تحفز "البروبيوتيكس" على تكاثر البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتعمل حبوب "بيبتوبيسمول" كغلافٍ واقٍ يحيط بالمسار الهضمي في الجسم، ويساعد على التخلص من الميكروبات الضارة الموجودة في الماء أو الطعام الملوثين.
من الذكاء في بعض الأحيان عدم الإقامة في فندق خمس نجوم
عند الذهاب إلى إحدى المدن المعروفة، فإنه من الأفضل لك أن تستأجر جناحًا رائعًا في فندق أربع نجوم بدلاً من الإقامة في غرفة من أرخص فئة في فندق خمس نجوم. ففي روما على سبيل المثال، يمكنك الإقامة في جناح رائع في فندق "بورتريه سويتس" (Portrait Suites)، أو إذا سافرت إلى برشلونة فيمكنك أن تنزل في "هوتيل آرتس" (Hotel Arts) بدلًا من الإقامة في فندق ومنتجع "ذا ماجستيك" (Majestic Hotel) مثلًا.
كيف تتدبر أمور عائلتك خلال السفر وتستفيد من وجودهم معك؟
إذا كنت في رحلة عائلية تضم أعمارًا مختلفة، حدد لهم الأدوار التالية: المرشد، والموثق، ومدوّن الملاحظات، وكل يوم على شخص ما أن يوثق كل شيء، أي أنه المصور، وعلى الآخر تدوين الملاحظات، بينما يتولى أحد آخر مهمة قيادة الرحلة، أي أن عليه إعطاء التعليمات لبضعة دقائق حول المعالم التي ستزورونها. ويوميا عليك أن تبدّل الأدوار، وفي نهاية الرحلة سيكون لديك سجل رائع، بإمكانك أيضًا تكليف أحد أفراد العائلة بدور المحرّر الذي سيقوم بتحضير ألبومٍ يضع فيه الصور ويطبعها للجميع.
كيف تحصل على دعم ملياردير لإجازتك؟
تعود ملكية العديد من الفنادق الأكثر روعة في العالم، لرجال أعمال ناجحين وقعوا في حب مكان ما وقرروا قضاء بعض الوقت فيه، ولكنهم يرغبون بمشاركته مع الضيوف مقابل أجر.
مثلًا، قرر "ديتريش ماتشيتز" (Dietrich Mateschitz) مؤسس "ريد بول" (Red bull)، تحويل جزيرة "مالكوم فوربز" (Malcolm Forbes) الخاصة في فيجي إلى منتجع "لاوكالا" (Laucala) الفاخر والمستدام.
وهناك أيضًا "بول تيودور جونز" (Paul Tudor Jones)، الذي استأجر مساحة تُقارب الـ 1416 كيلومتر مربع في شمال "سيرينغيتي" (Serengeti) الواقعة في تنزانيا، والتي تحتوي على العديد من النزل الفخمة مثل "سينغيتا ساساكاوا" (Singita Sasakwa) و"سابورا" (Sabora).
ولم يقم هؤلاء الأشخاص بشراء هذه الأماكن للحصول على الربح أو السيولة، فكل ما في الأمر هو أنهم أحبوا المكان واشتروه لمتعتهم الشخصية، واستثمروا مبالغ طائلة فيه ليرقى إلى معاييرهم المرتفعة. بمجرد ذهابك إلى هذه الأماكن، ستستوعب الأمر، أنت تدفع 3 آلاف دولار أمريكي لليلة، للإقامة في إحدى النزل التي يمتلكها "بول تيودور جونز".
لكن ماذا عن قيمة الطعام، والأنشطة الترفيهية والراحة؟ فكّر بالأمر كالتالي "إن جونز يدفع جزءًا من المبلغ عنّي". وفي منتجع "لاوكالا" ستدفع 4 آلاف دولار أمريكي لشخصين شاملًا التكاليف الأخرى. ولكنك ستقيم في تلك الجزيرة ولك المكان بأكمله، ولديك 400 موظف يلبّون طلباتك.
كيف تبقى متصلًا بالإنترنت مقابل 10 دولارات فقط؟
قبل عدة سنوات أعطاني صديق لي جهاز "سكاي روم" (Skyroam)، وهو جهاز للاتصال بشبكة الإنترنت. كل ما يتطلبه الأمر هو أن تدفع 10 دولارات يوميًا، بغض النظر عن كمية البيانات التي تستخدمها خلال اليوم، سواء قام أطفالك بتنزيل ثلاثة أفلام، أو استخدموا تطبيق إنستغرام الذي يستهلك الكثير من البيانات.
كما أنني استخدم هذا الجهاز في عديدٍ من صالات المطارات، لأن كثيرًا من الأشخاص يتصلون بشبكة الواي فاي مما يجعلها بطيئة. حتى في الفنادق التي أقيم فيها والتي تفرض رسوم استخدام على كل جهاز، استخدم جهاز "سكاي روم"، وهكذا أوفر الاتصال لخمسة أشخاص ولا أدفع مقابل شبكة الواي فاي في الفندق.
وقد تقع في مشكلة وحيدة مع هذا الجهاز في حال لم تتحقق من التغطية قبل سفرك إلى بلد ما، لأنه لا يعمل في جميع البلدان، ولكن هذا الجهاز لم يخذلني أبدًا. وهناك قائمة طويلة للبلدان التي يعمل بها في الموقع الإلكتروني الخاص بالجهاز، كما أنه يعمل بفعالية في المكسيك وإيطاليا واليابان.
