في ظل الأوضاع الراهنة، يُخفض المسافرون رفيعو المستوى إنفاقهم على إجازتهم الصيفية. لا يرغب المسافرون في دفع أكثر من 500 دولار مقابل الليلة في الفندق، ولا يهتمون بدفع المزيد من الأموال مقابل خيارات أكثر مراعاةً للبيئة أو أكثر فخامةً، وفقاً لأحدث استطلاع "ماركت لايف بالس" (MLIV Pulse) الذي شارك فيه 465 شخصاً -أكثر بقليل من نصفهم من الولايات المتحدة وكندا وربعهم من أوروبا.
قد يكون هذا انعكاساً لتراجع ثقة المستهلك أو الاستياء من أن الأسعار المرتفعة لم يلها تحسن في جودة الخدمات المتوفرة.
تتزامن هذه النتائج مع الفترة التي تشهد عادةً طلباً كبيراً على حجوزات السفر. حيث يُعتبر شهر مارس، الوقت الذي يبدأ فيه معظم الناس في وضع اللمسات الأخيرة على إجازاتهم الصيفية. حيث يستفيد المسافرون الذين يحجزون باكراً من أفضل الحجوزات لقضاء عطلتهم الصيفية.
أشار حوالي 69% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن الحد الأقصى لميزانيتهم المخصصة للسفر يبلغ 500 دولار مقابل الليلة في الفندق، بينما كان 24% على استعداد لإنفاق ما يصل إلى ألف دولار في الليلة. مع ذلك، حدد 5% إنفاقهم عند ألفي دولار في الليلة، واستمر 2% في الترفيه عن أنفسهم وإنفاق ثلاثة آلاف دولار في الليلة أو أكثر. يشمل المُشاركون في الاستطلاع التجار، ومديري المحافظ وكبار المديرين ومستثمرين في التجزئة.
على الرغم من أن المبلغ الذي يتراوح بين 500 إلى ألف دولار في الليلة للغرفة قد يبدو عالياً، إلا أن هذا النطاق يستثني أفخم الفنادق في معظم الأسواق الرئيسية، كما يستثني أيضاً الأجنحة أو الغرف الكبيرة في الفنادق متوسطة المستوى.
أسعار الفنادق في نيويورك
تتراوح الأسعار النموذجية وفقاً لبيانات "غوغل" لفنادق الخمس نجوم في مدينة نيويورك بين 523 دولاراً و999 دولاراً في الليلة في أبريل ومايو. بينما يرتفع هذا السعر في باريس حيث يتراوح من 707 دولارات إلى 1382 دولاراً لليلة. في سانت بارتس، حيث يشكل أواخر فصل الربيع نهاية الموسم، يمتد نطاق الأسعار النموذجية لفندق راقٍ ليصل إلى 1451 دولاراً في الليلة.
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الفنادق الفاخرة والمطاعم وشركات الطيران ستشهد استياء المستهلكين هذا الصيف.
قد تؤدي أزمة المصارف، والتضخم السريع، وارتفاع مدفوعات الرهن العقاري، وتراجع سوق العمل، خاصة في القطاعات ذات الدخل المرتفع مثل التكنولوجيا، إلى إبقاء السياح الإنفاق التقديري تحت سيطرتهم.
يسعى المسافرون إلى الانتباه لإنفاقهم والتحكم به، حتى بعد ارتفاع الدخل الشخصي بشكل أسرع مقارنةً بالأسعار خلال الأشهر الـ 12 حتى فبراير.
يُحتمل أن يؤدي الحماس المحدود للإنفاق المفرط إلى رفض بعض المسافرين ارتفاع أسعار تذاكر الطيران. حيث تعمدت بعض شركات الطيران، مثل "دويتشه لوفتهنزا" Deutsche) Lufthansa AG)، إبقاء السعة المتاحة تحت السيطرة، على أمل أن يكون السياح المتحمسون والمحايدون للأسعار على استعداد لدفع أموال طائلة مقابل الوصول إلى وجهتهم المطلوبة.
أشار أكثر من نصف المستثمرين المحترفين إلى أن العوامل الاقتصادية السلبية، مثل الركود، ستقوض أسهم شركات الطيران خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. بينما يُعتبر مستثمرو التجزئة أكثر تفاؤلاً، حيث توقع 60% منهم أن يشهد هذا القطاع زخماً إيجابياً.
ارتفاع السفر المرتبط بالعمل والترفيه
أظهرت نتائج الاستطلاع اتجاهاً آخر وهو ارتفاع نمط السفر المرتبط بالعمل والترفيه، حيث يقضي المسافرون إجازتهم في رحلة عمل للاستمتاع بوجهة أعمالهم في أوقات الفراغ. إلاَّ أن 62% من المستثمرين المحترفين و56% من المستثمرين الأفراد تراجعوا عن القيام بذلك، وفقاً لما أفادوا به.
قد لا يكون مفاجئاً أن يتمتع مستثمرو التجزئة بمرونة مستمرة للعمل عن بعد أكثر من موظفي البنوك وشركات وول ستريت، لكن تجدر الإشارة إلى ابتعاد كلاهما بشكل عام عن الغياب المطول عن العمل.
في الواقع، يقول معظم المشاركين في الاستطلاع إنه قد أُعيد ضبط عاداتهم وفقاً للمعايير التي كانت عليها قبل الوباء بشكل عام. يقول 10% فقط إنهم يجدون أنفسهم يتوجهون نحو خيارات سفر أكثر مراعاةً للبيئة -ما يتناقض مع تقارير هذه الصناعة- يُشير 50% إلى عودة إنفاقهم إلى مستويات ما قبل الوباء.
بالنسبة إلى هؤلاء المسافرين، فقد ولت فترة الإنفاق المتزايد الذي يُعرف بالإنفاق الانتقامي مع مرور فترة تفشي الوباء، إذا كان ذلك حدث أساساً.
كان عدد المستعدين لإنفاق مبالغ طائلة على عطلتهم القادمة صغيراً للغاية، حيث شكلوا 7%. قال ربع هذه النسبة إنهم ربما يرقون مستوى سفرهم قليلاً. ومن بين الـ 18% من الذين قالوا إنهم سيخفضون إنفاقهم، كان 72% منهم من التجار المحترفين و28% يعملون في مجال البيع بالتجزئة.
معنويات المستهلكين
تعتبر معنويات المستهلكين حول مراكز الطيران الرئيسية إحدى جوانب السفر التي لم تتغير منذ عام 2019. عندما سُئلوا عن المطار الذي يترددون في دخوله، توحدت الإجابات حول مطار "جون إف كينيدي" الدولي في نيويورك وهيثرو في لندن، يليهما مطارا لوس أنجلوس ونيوآرك ليبرتي الدوليان.
"ماركت لايف بالس" هو استطلاع أسبوعي لقراء "بلومبرغ نيوز"، يجريه فريق "بلومبرغ ماركتس لايف" (Bloomberg Markets Live)، والذي يدير أيضاً مدونة "MLIV 24/7" على المحطة.