المحادثات قد تمهد الطريق لعقد قمة بين الرئيسين في وقت أقربه الأسبوع المقبل

ختام مباحثات فريقي ترمب وبوتين في السعودية دون حل أزمة أوكرانيا

نائب الرئيس  الأميركي جي دي فانس أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في 14 فبراير - بلومبرغ
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في 14 فبراير - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اختتم مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وروسيا اجتماعهم في السعودية، الذي عُقد اليوم الثلاثاء، لمناقشة كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، دون مشاركة أي مسؤول من كييف. 

انعقدت المحادثات في الرياض بعد الاتصال الهاتفي التاريخي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، وغيّر خلاله المواقف الرئيسية للولايات المتحدة بشأن الصراع. 

قد تمهد هذه المحادثات الطريق لعقد قمة بين الرئيسين في وقت أقربه الأسبوع المقبل. وحذر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من أن بلاده لن تعترف بـ"أي اتفاقات دون مشاركتنا".

اقرأ أيضاً: ترمب: سألتقي بوتين في السعودية

أظهرت صور بثها التلفزيون مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايك والتز ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو وهم يجلسون مقابل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ويوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حاضراً أيضاً.

جهود إنهاء حرب أوكرانيا

الاجتماع هو وسيلة "لتحديد ما إذا كان الروس جادين، وربما إذا كانوا يتفقون" مع الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقاً للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، التي قدّمت إحاطة للصحفيين المرافقين لروبيو. 

قال أوشاكوف للتلفزيون الروسي الرسمي عند وصوله إلى الرياض مساء الإثنين: "الموضوع الرئيسي هو البدء في تطبيع حقيقي للعلاقات بيننا وبين واشنطن". وأضاف أن الاجتماع ركز على الاستعدادات لمفاوضات محتملة بشأن تسوية في أوكرانيا، وعقد لقاء بين الرئيسين.

فيما صرح دميتريف، رئيس الصندوق السيادي الروسي، إن الشركات الأميركية خسرت 300 مليار دولار بسبب انسحابها من السوق الروسية منذ بدء الحرب.

وقال مايكل مكفول، السفير الأميركي السابق لدى روسيا إن "الوفد الروسي في الرياض انصبت مهمته على تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا".

التواصل بين ترمب وبوتين

وصف ترمب الاتصال الهاتفي الذي استمر 90 دقيقة مع بوتين الأسبوع الماضي بأنه "مثمر للغاية"، وقال إنهما من المرجح أن يلتقيا في المملكة العربية السعودية. وكان أول اتصال معلن بين الزعيم الروسي ورئيس أميركي منذ أن أمر بوتين بالغزو الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

تخلى ترمب عن سياسة سلفه جو بايدن التي كانت ترفض التواصل مع روسيا دون مشاركة كييف. كما عدل عن المواقف الأميركية الراسخة منذ فترة طويلة التي تدعم استعادة جميع الأراضي الأوكرانية المحتلة وطموحات أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، رغم أن الشكوك حول جدوى الوفاء بتلك التعهدات قد تزايدت إبان إدارة بايدن.

اقرأ أيضاً: بوتين: روسيا منفتحة على الحوار بشأن أوكرانيا مع ترمب

إيلون ماسك، مستشار ترمب، أشاد بالتحرك الدبلوماسي. وقال على منصة "إكس"، إلى جانب مقطع فيديو لوصول الوفد الروسي إلى الرياض، إن التحرك الدبلوماسي "يمثل نموذجاً للقيادة القديرة".

وبعد احتجاج أوروبي على أن الولايات المتحدة وروسيا تمضيان قدماً دون أي تمثيل من أوكرانيا، أوضحت الولايات المتحدة أن هذه محادثات استكشافية، وليست بداية لمفاوضات شاملة لإنهاء الحرب التي اندلعت قبل ثلاث سنوات. قالت بروس: "لا أعتقد أنه ينبغي اعتبار المحادثات الحالية تتناول مناقشة التفاصيل أو المضي قدماً في نوع من المفاوضات".

اقرأ أيضاً: نزوح جماعي للشركات الأجنبية من روسيا بعد غزو أوكرانيا
 من جانبه، قال روبيو ومسؤولون أميركيون آخرون إن أوكرانيا ستشارك في أي مفاوضات لحل الصراع. ومع ذلك، شعر قادة أوروبيون بالصدمة من سرعة توجه ترمب لبدء المحادثات مع بوتين، خاصة بعد أن هاجم نائب الرئيس جي دي فانس الحكومات الأوروبية يوم الجمعة أمام  مؤتمر الأمن في ميونيخ. 

"إقرار سلام قوي ودائم في أوكرانيا"

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لقناة "زد دي إف" العامة الألمانية: "حتى وإن كنا نشعر بالغضب، يتعين أن نفكر بطريقة عقلانية". وأضافت: "لا ينبغي لنا أن نرتكب الخطأ الفادح المتمثل في تقديم خدمة إلى بوتين من خلال الحديث عن هذه المحادثات باعتبارها أكثر أهمية مما هي عليه حقاً. لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم إذا لم يضمن مصالح الأوروبيين".

اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل مفاوضات أوكرانيا مهمة وعقيمة في آن معاً؟

بعد استضافة قمة مصغرة لقادة أوروبا في باريس يوم الإثنين لمناقشة الوضع في أوكرانيا وسبل تعزيز الإنفاق الدفاعي، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترمب ثم مع زيلينسكي. 

قال ماكرون في منشور على حسابه عبر منصة "إكس": "نسعى إلى إقرار سلام قوي ودائم في أوكرانيا، ولتحقيق ذلك، يجب أن تنهي روسيا عدوانها، ويجب أن يكون ذلك مصحوباً بضمانات أمنية قوية وموثوقة للأوكرانيين".

فيما أشارت إدارة ترمب إلى أنها تعارض نشر القوات الأميركية في إطار أي حزمة أمنية لكييف، مما يضع مزيداً من الضغط على أوروبا لزيادة الإنفاق العسكري. 

انقسامات أوروبية

 كشفت محادثات باريس عن وجود انقسامات أوروبية. ففي حين قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه مستعد لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا إلى جانب دول أخرى، استبعد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إرسال قوات.

في حين أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا عسكرياً، تتوقع بولندا أيضاً أن يساعدها الحلفاء في تعزيز الدفاعات على الجبهة الشرقية لأوروبا، والتي تُعد الأكثر تهديداً من قبل روسيا.

قال توسك للصحفيين: "إذا كنت لا أستطيع الدفاع عن نفسي -وهذا ما أخبرت به زملائي اليوم- وإذا كان الاتحاد الأوروبي لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فكيف يمكننا تقديم ضمانات للآخرين؟ ستكون هذه ضمانات بدون قيمة حقيقية".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك