تتخذ مجموعة "سي دي سي"، وهي الذراع الاستثماري التنموي لحكومة المملكة المتحدة، خطوات للمساعدة في سدِّ فجوة تمويلية تقديرية تصل إلى 31 مليار دولار يواجهها قطاع الزراعة والصناعة الغذائية في إفريقيا سنوياً.
وتسعى المؤسسة البالغة من العمر 73 عاماً لتوجيه 100 مليون دولار إلى المزارعين أصحاب الأراضي الصغيرة في أفريقيا، من خلال شركة التصدير والتجارة "إي تي جي"، كما أنَّها تبحث اليوم عن شركاء آخرين لمساعدتها في توزيع المزيد من رأس المال في هذا القطاع.
وفي ظلِّ سحب البنوك لتمويلها للقطاع الزراعي بسبب التحديات التنظيمية، وتعثُّر بعض المنظمات الأكبر حجماً، فإنَّ المؤسسات مثل مجموعة "سي دي سي" تلعب دوراً مهماً في سدِّ النقص. وذلك بناءً على ما أفاده الناطق باسمها ومدير الاستثمارات بها، براد سميث. وقال في مكالمة فيديو: "هذه أكبر صفقة قمنا بها في مجال ديون الشركات".
تمويل المزارعين في القارة
وتمكِّن الاتفاقية مجموعة "سي دي سي" من الوصول إلى أكثر من نصف مليون مزارع في 29 دولة أفريقية جنوب الصحراء، من موزمبيق وتنزانيا حتى كينيا. ويستهدف التمويل الأسواق الأقل نمواً، حيث تعمل شركة "إي تي جي". ويتمُّ توزيع الأموال لتزويد المزارعين بالتمويل، وخدمات تحليل البيانات، والتدريب لتعزيز إنتاج المحاصيل الأساسية مثل: الحبوب، والأرز، والكاكاو.
يعدُّ هذا الاستثمار جزءاً من تعهد أكبر للمؤسسة البريطانية، التي التزمت بتقديم مساعدات بنحو مليار دولار للقارة هذا العام. ويذكر أنَّ العديد من الحكومات الأفريقية تتعرَّض في الوقت الحالي لضغوط نتيجة تكاليف إدارة جائحة "كوفيد-19" على خلفية ضعف الاستثمار، وعدم الاستقرار السياسي.
يمكن للتدخلات المناسبة لمعالجة نقص التمويل، الذي يتراوح سنوياً تقريباً بين 23 مليار دولار، و31 مليار دولار، أن تزيد من قيمة الإنتاج الزراعي لأفريقيا ليصل إلى 880 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، أو أكثر من ثلاثة أضعاف مما حقَّقته القارة في عام 2010 الذي بلغ 280 مليار دولار، بناءً على ما أظهره بحث جمعته مجموعة "سي دي سي".
وتسمح الصفقة للمموِّلين باستخدام شبكة شركة "إي تي جي" لتوسيع منشآتهم ودعم صناعتهم. وتقدِّم شركة "إي تي جي" خدمات متنوعة لصغار المزارعين، بما في ذلك المساعدة في إعداد التربة، والتخزين، والتوزيع، وهي تعمل في القارة الأفريقية منذ أكثر من نصف قرن.
أضاف سميث أخيراً: "نحن ننظر إلى لاعبين آخرين مشابهين لشركة "إي تي جي"، يركِّزون على أجزاء أخرى من الأسواق، وقد بدأنا في تحديد الشركات الكبيرة التي يمكنها تقديم مساعدة كبيرة شرط تلبيتها معايير مجموعة "سي دي سي" الخاصة بالأهداف البيئية، والاجتماعية، والحوكمة".