تُشكّل الفجوة الاقتصادية المتزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا تهديداً قد يؤدي إلى زيادة الضغط على اليورو ورفع ديون الدول الأوروبية، بحسب محمد العريان.
"إذا نظرنا إلى الأمور الطيبة والشرسة والقبيحة (في إشارة إلى الفيلم الشهير) في الاقتصاد العالمي، فإن اقتصاد أوروبا للأسف يُعتبر الجانب القبيح"، حسبما رأى العريان، وهو رئيس كلية "كوينز" بجامعة "كامبريدج"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" اليوم الخميس. أضاف: "لقد أدركت السوق أن هذا التباين سيكون قضيةً رئيسية في المستقبل".
فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية أدى إلى زيادة قوة الدولار، بينما تراجع اليورو مع توقعات الأسواق بتخفيضات تدريجية لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وانخفضت العملة الأوروبية الموحدة لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى 1.05 دولار اليوم الخميس، وهو أضعف مستوى لها منذ أكثر من عام.
تابع العريان، وهو كاتب مقالات رأي في بلومبرغ، قائلاً: "لن أكون متفاجئاً إذا أصبح اليورو أضعف".
أسعار الفائدة
يتوقع المتداولون في سوق المبادلات أن يضطر البنك المركزي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر القادمة. وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، فهم يتوقعون أن يخفض المركزي الأوروبي الفائدة بنحو 100 نقطة أساس بحلول مارس. بالمقارنة، يراهن المتداولون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفضها بنحو 40 نقطة أساس فقط.
فوز ترمب يعزز فرص زيادة الرسوم الجمركية وارتفاع التضخم، بينما تواجه ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا، أزمة سياسية كبيرة، وهذا يضع المستثمرين في أميركا وأوروبا أمام خيارات صعبة ومهمة.
في ألمانيا، قال فريق من مستشاري المستشار أولاف شولتس يوم الأربعاء إن الاقتصاد من المتوقع أن ينمو 0.4% فقط في 2025. بينما أشار رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناغل، إلى أن الرسوم الجمركية التي هدد بها ترمب قد تؤثر سلباً على الناتج الاقتصادي الألماني.
فروق عوائد سندات الخزانة
الفارق بين عوائد سندات الخزانة الأميركية وسندات الخزانة الألمانية لأجل 10 سنوات ارتفع إلى حوالي 209 نقاط أساس يوم الخميس، وهو الأكبر منذ أبريل، فيما حذر العريان إلى أن هذا الفارق يمكن أن يتسع أكثر في المستقبل.
ووصف العريان تقريراً صدر في وقت سابق من هذا العام حول التنافسية الأوروبية، والذي أعده الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، بأنه "خريطة طريق"، رغم أن الاقتصاد ما زال يواجه تحديات طويلة الأمد ودورية.