دعت مجموعة "بريكس" إلى إصلاح صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بختام اجتماع القمة لزعماء دول المجموعة في روسيا، مع مراعاة زيادة تمثيل الدول النامية في المؤسستين الدوليتين. كما أشارت إلى الحاجة لإصلاح البنية المالية الدولية الحالية، بموازاة قلقها إزاء التأثير السلبي للعقوبات أحادية الجانب على الاقتصاد العالمي.
المجموعة أكدت أيضاً في البيان الختامي للقمة، التي عُقدت بمدينة قازان في روسيا اليوم الأربعاء، على القرار المتخذ بشأن تدابير دعم إصلاح منظمة التجارة العالمية، مع الترحيب باستخدام العملات الوطنية في المعاملات المالية بين دول "بريكس" وشركائها التجاريين.
رغم أن الدول الأعضاء في المجموعة تفضل زيادة استخدام العملات المحلية في التجارة الثنائية، إلا أنها لا تجد الحافز نفسه للتخلي عن النظام القائم على الدولار، كما تعارض بعض الدول، ومن بينها الهند وجنوب أفريقيا والإمارات، تصوير مجموعة "بريكس" على أنها منظمة معادية للولايات المتحدة بأي شكل، بحسب تقرير بلومبرغ عن القمة اليوم الأربعاء.
تستضيف روسيا أول قمة لـ"بريكس" منذ زيادة عدد أعضائها في يناير الماضي، بعد انضمام الإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا إلى المنظمة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. كما أعربت أكثر من 30 دولة، من بينها تايلندا والجزائر وتركيا -الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)- عن اهتمامها بالانضمام إلى "بريكس"، وسط انقسام آراء الأعضاء الحاليين حول جدوى التوسع الكبير في الفترة الحالية.
دعم مقترح موسكو بإنشاء بورصة حبوب
دعم البيان الختامي أيضاً مبادرة طرحتها روسيا خلال الاجتماع لإنشاء بورصة للحبوب، على أن تغطي قطاعات الزراعة الأخرى في المستقبل. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح في وقت سابق اليوم تأسيس بورصة للحبوب بين الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس".
يتزايد نفوذ "بريكس" في الفترة الحالية، حيث تشكل الدول الأعضاء التسع 26% من الاقتصاد العالمي، و45% من عدد سكان العالم، مقارنة بـ"مجموعة الدول السبع" التي تمثل 44% من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، و10% من عدد سكانه. ستستضيف البرازيل قمة "مجموعة العشرين" (G20) الشهر المقبل، بعد رئاسة الهند للمجموعة في العام الماضي، وقبيل استضافة جنوب أفريقيا لها في 2025.
قال الرئيس الروسي في وقت سابق إن حصة دول "بريكس" في الاقتصاد العالمي بنهاية 2024 ستمثل 36.7% أي ما يفوق حصة "مجموعة G7" البالغة نحو 30%.
شددت دول "بريكس" على أهمية الاستمرار في تنفيذ استراتيجية الشراكة الاقتصادية حتى عام 2025 بكافة المجالات، إضافةً إلى الترحيب بإنشاء منصة استثمارية جديدة تستخدم البنية التحتية لبنك التنمية الجديد التابع لها.
كانت تركيا أحدث الاقتصادات الكبيرة التي أبدت رغبتها في الانضمام إلى"بريكس". وحال إتمام إجراءات عضويتها ستكون الوحيدة بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تنضم إلى المجموعة.
ويتمثل الهدف من الخطوة، حسب أشخاص مطلعين على الأمر لبلوبمرغ، في تعزيز نفوذ تركيا على الساحة العالمية وتكوين علاقات جديدة خارج نطاق حلفائها الغربيين التقليديين.
يرى مسؤولون في إدارة الرئيس الرتكي رجب طيب أردوغان أن مركز الثقل الجيوسياسي يتحول بعيداً عن الاقتصادات المتقدمة، وأن الانضمام إلى "بريكس" يمكن أن يعزز العلاقات الاقتصادية لتركيا مع روسيا والصين.
تُعتبر قمة "بريكس" في قازان أكبر تجمع لزعماء العالم في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا، وينظر لها الكرملين باعتبارها دليلاً على أن بوتين ليس رئيساً منبوذاً، رغم كل الجهود التي بذلها الغرب لعزله عن العالم.
