وسعت إسرائيل هجماتها الجوية على لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع، مستهدفة المؤسسات المالية التي تقول إنها تساعد في تمويل العمليات العسكرية لـ"حزب الله".
جاءت هذه الخطوة لإضعاف الجماعة المسلحة المدعومة من إيران قبل زيارة مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان حيث يبحث البيت الأبيض عن طرق للتوصل إلى حل دبلوماسي واحتواء الصراع الإسرائيلي المتصاعد على جبهات متعددة.
استهدفت إسرائيل فروع جمعية "القرض الحسن"، وهي مؤسسة تشبه البنوك، بالعاصمة بيروت وسهل البقاع في الشرق وصور والنبطية في الجنوب. وشن الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 11 ضربة مساء الأحد في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي يتمتع حزب الله فيها بحضور قوي، وفقاً لوسائل إعلام لبنانية.
تأسست "جمعية القرض الحسن" في عام 1983 وتُعتبر رسمياً مؤسسة خيرية، لكنها تعمل فعلياً كبنك شبه رسمي. وتقدم الجمعية قروضاً لمؤيدي "حزب الله"، وهو جماعة شيعية تُعد أيضاً حزباً سياسياً.
الرد الإسرائيلي على إيران
انعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الأحد لمناقشة الرد على إيران بسبب هجوم صاروخي شنته قبل 3 أسابيع تقريباً، على الرغم من أن الحكومة لم تعلن عن الإجراء الذي قد تتخذه. وانتهى الاجتماع ببيان تحدث فقط عن صفقة محتملة لتحرير الرهائن المحتجزين لدى "حماس" في غزة.
صرح مسؤول إسرائيلي لوكالة "بلومبرغ" أنه بعد أكثر من عام من الحرب، أصبحت إسرائيل منفتحة على صفقة شاملة من شأنها تهدئة الجبهة في جنوب لبنان، وإطلاق سراح الرهائن في غزة، والسماح لمزيد من المساعدات بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية. ويبدو أن هذا يشير إلى مقايضة محتملة مع إيران، التي تتمتع بنفوذ على "حزب الله" و"حماس".
أوضحت وزيرة العلوم جيلا غامليل، التي تشغل منصباً في المجلس الأمني الإسرائيلي، لراديو الجيش الإسرائيلي أن "أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحرب هو السعي لاستغلالها بأكبر قدر ممكن لضمان إعادة الرهائن بنجاح".
وأضافت أن إسرائيل ما تزال عازمةً على "توجيه ضربة قوية" لإيران.
جهود دبلوماسية أميركية لحل الأزمة
من جانبه، وصل أموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيسي لملف إسرائيل ولبنان، إلى بيروت يوم الإثنين. وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو أحد الوسطاء الأساسيين بين الغرب و"حزب الله" الذي صنفته الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى كمنظمة إرهابية، لقناة "الجديد" التلفزيونية إن الزيارة تمثل "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر عقدها في 5 نوفمبر.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
بدأ الصراع في غزة في أكتوبر من العام الماضي عندما هاجمت "حماس" إسرائيل، وامتد منذ ذلك الحين إلى لبنان. كما أدى إلى هجمات صاروخية مباشرة بين إسرائيل وإيران لأول مرة.
قتلت القوات الإسرائيلية نصف مقاتلي "حماس" تقريباً البالغ عددهم حوالي 35 ألفاً، بما في ذلك كبار قادتها في غزة. لكن إسرائيل لا تزال تقاتل المتمردين والمجندين الجدد في الجزء الشمالي من القطاع الفلسطيني.
قُتل أكثر من 42 ألف فلسطيني في الحرب التي استمرت عاماً، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها "حماس" في غزة. وفي هجوم شنته "حماس" على جنوب إسرائيل، قُتل 1200 شخص واختُطف 250 آخرون. كما صنفت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى "حماس" كمنظمة إرهابية.
نفذ "حزب الله" هجمات على إسرائيل تضامناً مع "حماس". ووفقاً لمسؤول إسرائيلي مطلع على التخطيط العسكري، فإن الإسرائيليين يريدون إبعاد الجماعة عن منطقة الحدود في جنوب لبنان والاحتفاظ بالحق في اتخاذ إجراءات عسكرية لإبقائها خارجها بموجب اتفاق الهدنة.