ستنضم وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى وزراء مالية مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو هذا الأسبوع، في سلسلة من الاجتماعات تتناول القضايا العالمية الملحة، لكن من المرجح أن تطغى السياسة الأميركية على المحادثات.
ومع اكتساب محاولة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استعادة البيت الأبيض زخماً متزايداً، سيتعين على العديد من المسؤولين حول العالم التعامل مع احتمال أن تخفف واشنطن قريباً من تركيزها على التعامل مع الهيئات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين.
وبدا أن النائب الأول للشؤون الدولية بوزارة الخزانة جاي شامبو يلمح إلى هذه القضية في تصريحات للصحفيين يوم الجمعة، إذ قال: "تحت قيادة الرئيس (جو) بايدن والوزيرة يلين، جددت الولايات المتحدة التزامها بالتعامل مع العالم، وليس إدارة ظهرنا له".
وفي البرازيل، قال شامبو إن يلين ستعيد التأكيد أيضاً على التزام إدارة بايدن بمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وهو مجال آخر يمكن أن تتغير فيه السياسة الأميركية بشكل جذري في حالة فوز ترمب في نوفمبر.
الموقف من الصين ثابت
أحد المجالات التي من المرجح أن تشهد استمرارية، هو موقف واشنطن الصارم تجاه الصين. وخلال اجتماعات هذا الأسبوع، من المتوقع أن تستمر يلين في التعبير عن اعتراضات واشنطن على اعتماد الصين على الصادرات والدعم الشامل لتصنيعها.
وقد حذرت يلين مراراً من أن الطاقة الفائضة لدى الصين تهدد بإغراق الأسواق العالمية بسلع رخيصة بشكل مصطنع، مما يؤدي إلى القضاء على الصناعات في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم.
وفي مايو، زاد بايدن الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات الصينية، وكانت يلين في طليعة من حث حلفاء الولايات المتحدة أيضاً على التحرك بشأن هذه القضية. وفي ريو، ربما تشجع يلين دول الأسواق الناشئة على التعبير عن مخاوفها بشأن الصادرات الصينية.
ورداً على أسئلة الصحفيين، أكد مسؤول كبير بوزارة الخزانة أن بعض الأسواق الناشئة، بما في ذلك البرازيل والهند، عبرت بالفعل عن استيائها، من خلال اتخاذ إجراءات لحماية صناعاتها من الصادرات الصينية.
وتوقع المسؤول أن يتم طرح الموضوع خلال الاجتماعات الوزارية هذا الأسبوع، لكنه امتنع عن القول ما إذا كان من الممكن توقع انتقادات علنية لبكين.
حث البرازيل والهند على التحدث علناً
وعادة ما تتجنب معظم دول الأسواق الناشئة مهاجمة بكين بشأن هذه القضية، وذلك لتجنب ردود الفعل الدبلوماسية العنيفة. وعلى النقيض من ذلك، أصبحت الولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى أكثر عدوانية في لهجتها بشأن الصين. وقد ظهر ذلك في بيان مجموعة السبع في مايو.
وإذا تحدث البرازيليون أو الهنود بقوة أكبر، فإن ذلك من شأنه أن يمثل فوزاً كبيراً للولايات المتحدة، وفق جوش ليبسكي، مدير مركز "الاقتصادات الجيولوجية" التابع للمجلس الأطلسي ومقره واشنطن.
وقال ليبسكي: "أرى أن الولايات المتحدة تحاول نقل هذه الحجة إلى البرازيل والهند"، مضيفاً أن "السؤال هو: هل يمكنهم إقناع بلدان الأسواق الناشئة الكبيرة بقول شيء ما علناً؟".
يتضمن جدول يلين مؤتمراً صحفياً في الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك يوم 25 يوليو. ومن المتوقع أن تتناول اجتماعات المجموعة أيضاً التنفيذ المتوقف للاتفاق بشأن الضريبة العالمية، وهو اتفاق تم التوصل إليه قبل ثلاث سنوات، وتخفيف أعباء الديون عن البلدان منخفضة الدخل، وإصلاح بنك التنمية المتعدد الأطراف.
وفي 27 يوليو، ستحضر يلين اجتماعاً يستضيفه بنك التنمية للبلدان الأميركية في مدينة بيليم شمال البرازيل. ومن المقرر أن تلقي خطاباً حول سياسات إدارة بايدن بشأن تغير المناخ.