تأمل مصر أن يتمكن ساحلها على البحر الأبيض المتوسط من جذب ملايين السياح الأجانب سنوياً بعد أن وافقت الحكومة على صفقة تطوير ضخمة مع الإمارات العربية المتحدة.
الساحل الشمالي، الممتد غرب الإسكندرية باتجاه الحدود الليبية، مليء بالفعل بالفيلات والشاليهات، ويُستخدم الكثير منها كملاذ صيفي للمصريين الأثرياء الذين يتطلعون للهروب من حرارة القاهرة الخانقة.
"لكنه لم يحصل على نصيبه العادل من السياحة الدولية" بسبب نقص الفنادق، وفق تصريحات وزير السياحة أحمد عيسى في مقابلة. ويوجد في هذا المنطقة 4174 غرفة مرخصة فقط، مقارنة بنحو 87 ألف غرفة في المنتجعات الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر في مصر، وفقاً للحكومة.
قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، يوم الجمعة، إن الحكومة تتوقع جذب 8 ملايين سائح إضافي إلى منطقة رأس الحكمة.
وتُمنح شركات بناء الفنادق حوافز لتسريع عمليات الإنشاءات في جميع أنحاء البلاد، في حين ستخصص مصر المزيد من الأموال الترويجية للساحل الشمالي بدءاً من العام المقبل، وفقاً لما ذكره عيسى.
قطاع حيوي
يُعد قطاع السياحة في مصر صناعة جوهرية في بلد تصارع أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. وسجلت الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان العام الماضي رقماً قياسياً بلغ 14.9 مليون وافد، معظمهم إلى القاهرة والبحر الأحمر. وتستهدف الحكومة مضاعفة هذا العدد إلى 30 مليوناً بحلول نهاية العقد.
من جهة أخرى، فإن القطاع عرضة للتأثر بحالة لعدم الاستقرار الإقليمي. إذ أدى اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس على الحدود الشمالية الشرقية لمصر في أكتوبر إلى تباطؤ الطلب. ومع ذلك، قال عيسى إن أعداد الزوار بين الأول من يناير وأواخر فبراير كانت أعلى بنسبة 6% عن نفس الفترة من 2023.
قالت "القابضة" (ADQ) الأسبوع الماضي إنها ستستثمر 35 مليار دولار لتطوير رأس الحكمة ومناطق أخرى في مصر.
يبدو أن الصفقة تمثل نقطة تحول بالنسبة للبلاد، إذ ارتفعت السندات الحكومية الدولارية بشكل ملحوظ، وانخفض متوسط العائد على تلك السندات إلى أقل من 10% يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ عامين تقريباً.
وسيكون هذا المبلغ الضخم، الذي تم تحويل بعضه بالفعل ويُنتظر دفع الباقي خلال شهرين، كافياً لتخفيف شح الدولار في الاقتصاد البالغ قيمته 400 مليار دولار. وقد يمهد الطريق لخفض قيمة العملة الذي طال انتظاره وإبرام اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي.
وقال عيسى إن الحكومة المصرية تعمل أيضاً على تجديد المواقع السياحية الرئيسية في القاهرة، بما في ذلك الحي الإسلامي التاريخي. ويهدف المتحف المصري الكبير، الذي كلف ما يقدر بمليار دولار ويجري العمل عليه منذ سنوات، إلى بلوغ مكانة أهرامات الجيزة كمنطقة جذب رئيسية في العاصمة. ولم يكشف وزير السياحة عن موعد افتتاحه.