أعلنت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الجمعة أن الاقتصاد الأميركي حقق هبوطاً سلساً طال انتظاره، وهو حدث غير عادي تاريخياً يتم فيه ترويض التضخم المرتفع دون الإضرار بشكل كبير بسوق العمل.
"ما نراه الآن أعتقد أنه يمكننا وصفه بأنه هبوط سلس، وآمل أن يستمر"، وفق تصريحات يلين يوم الجمعة في مقابلة مع شبكة "سي إن إن".
أظهرت الأرقام الحكومية الصادرة في وقت سابق من يوم الجمعة ارتفاع الوظائف وزيادة الأجور في ديسمبر بما يتجاوز التوقعات، إذ صعدت كشوف الأجور بـ216,000 وظيفة. ودفع التقرير، الذي أشار إلى استمرار المخاطر الصعودية للتضخم، المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في مارس.
تسارع نمو الوظائف الأميركية في ديسمبر وسط استمرار قوة سوق العمل
وركزت يلين على أحدث بيانات الأجور، والتي أظهرت ارتفاع متوسط الأجر في الساعة 4.1% خلال العام حتى ديسمبر. ونظراً لتوقعات الاقتصاديين أن يصل التضخم الاستهلاكي لهذا العام إلى 3.2%، فإن هذا يعني أن الأجور ستتجاوز نمو الأسعار في 2023.
أوضحت يلين: "زيادات الأجور تتفوق على ارتفاع الأسعار الآن.. تتحسن أحوال العمال الأميركيين، والتقدم الذي أحرزته الأسر ذات الدخل المتوسط ملحوظ للغاية".
وعلى صعيد آخر، رفضت يلين التعليق على التحركات التي قد يتخذها الاحتياطي الفيدرالي، لكنها قالت إن البنك المركزي تعامل مع السياسة النقدية بشكل جيد.
وقالت يلين: "المسار الذي تتحرك فيه سوق العمل والاقتصاد والتضخم، يشير إلى أنهم (أعضاء لجنة السياسة النقدية) اتخذوا مجموعة من القرارات الجيدة".
على مدار عامين، رفضت وزيرة الخزانة باستمرار التوقعات الأكثر قتامة بالنسبة للاقتصاد الأميركي، حتى مع استمرار البنك المركزي في حملته القوية لرفع أسعار الفائدة خلال معظم عامي 2022 و2023. ورغم أنها لم تستبعد الركود تماماً، إلا أنها قالت أكثر من مرة إنها تتوقع أن يتخذ الاقتصاد "مساراً" إلى ما يُسمى بالهبوط السلس.
وفي الأسابيع الأخيرة، كانت يلين تشعر بحالة أشبه بالنصر. وفي ديسمبر، قالت إن الاقتصاديين الذين توقعوا الركود أصبحوا الآن "يسحبون توقعاتهم"، وكررت انتقاداتها يوم الجمعة.
وقالت: "كان هناك الكثير من التشاؤم بشأن الاقتصاد الذي ثبت أنه غير مبرر.. قبل عام مضى، كان معظم المحللين يعتقدون أننا سنقع في الركود. ومن الواضح أن ذلك لم يحدث".
