الخسائر "الدفترية" بلغت 41 مليار ريال العام الماضي

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يتحول للخسارة وسط قفزة أصوله

برج صندوق الاستثمارات العامة بالرياض في المملكة العربية السعودية - المصدر: بلومبرغ
برج صندوق الاستثمارات العامة بالرياض في المملكة العربية السعودية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

رغم قفزة بعض إيرادات صندوق الاستثمارات العامة السعودي بأكثر من 31% العام الماضي، فإنه تحول للخسارة بسبب خسائر دفترية في بعض أنشطته الاستثمارية بأكثر من 41 مليار ريال، بضغط من تراجع أسعار الأسهم العالمية.

بنهاية 2022 ارتفعت الإيرادات من الأنشطة غير الاستثمارية إلى ما يفوق 206 مليارات ريال، من نحو 157 مليار ريال قبل عام، إلاّ أن الصندوق اختتم العام بخسارة صافية قيمتها 14.7 مليار ريال (الدولار الأميركي يعادل 3.75 ريال سعودي)، حسب قوائمه المالية الموحدة المقدمة لحملة السندات الخضراء التي اطّلع عليها "اقتصاد الشرق".

كان الصندوق جنى أرباحاً من الأنشطة الاستثمارية بقيمة 71 مليار ريال في 2021 حين انتعشت أسواق الأسهم في أعقاب جائحة كورونا، محقّقاً عائداً على الاستثمار بنسبة 25%، بما يتماشى إلى حدّ كبير مع العائد الذي حقّقه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأميركي للفترة عينها.

يدير الصندوق محفظة بقيمة 35.6 مليار دولار في الأسهم الأميركية، تشمل حصصاً في "لوسيد" للسيارات الكهربائية، وتطبيق المواصلات الشهير "أوبر"، و"أكتيفجن بليزرد" للألعاب الإلكترونية والتي تضع "مايكروسوفت" اللمسات الأخيرة للاستحواذ عليها مقابل أكثر من 68 مليار دولار.

رياح معاكسة

وفقاً للبيانات، نمَت إيرادات الصندوق من الخدمات المالية والبنوك بنحو 33% على أساس سنوي، لتصل إلى 47.6 مليار ريال. في حين مثّل قطاع الاتصالات البند الأعلى من حيث الإيرادات بواقع 66 مليار ريال. في حين شهدت أنشطة التعدين الأداء الأبرز بارتفاعها بنسبة تجاوزت 50% إلى 40 مليار ريال.

كما كان لافتاً قفزةُ إيرادات قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي يمثّل محور تركيز استراتيجياً للصندوق، بنحو 300% إلى 4 مليارات ريال.

لكن الخسائر الدفترية غير المحققة في العمليات المستمرة كان لها انعكاس سلبي على صافي الإيرادات، الذي تراجع بنحو 27.5%، على أساس سنوي، إلى 165 مليار ريال، بما يمثل انعكاساً لظروف الأسواق العالمية الصعبة التي واجهت الصندوق في ثاني أعوام استراتيجيته الجديدة التي تمتدّ ما بين عامَي 2021 و2025.

الصندوق السعودي لم يكن استثناءً لناحية تضرر الكيانات السيادية من الركود في الأسواق العالمية، إذ أعلن قبل يومين صندوق الاستثمار المملوك للدولة في سنغافورة "تيماسيك هولدنغز" (Temasek Holdings) عن أسوأ عائد له منذ سبع سنوات وخسارة صافية نادرة، وعزا ذلك إلى تراجع الأسهم. كما أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر عالمياً بأصول تناهز قيمتها 1.3 تريليون دولار، تَعرُّضه عام 2022 لأكبر خسارة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

نبيل البرهان، رئيس شركة "قرافين فنتشرز" للاستثمار، يشير إلى أن خسائر صندوق الاستثمارات العامة "الدفترية" العام الماضي لا تمثل سوى 1.5% من أصول الصندوق، في حين بلغت خسائر الصندوق النرويجي 14% خلال الفترة عينها، معتبراً أن هذه الخسائر تعود أساساً إلى الحركة التصحيحية التي تشهدها أسواق الأسهم العالمية، بالإضافة إلى الأداء السلبي لصندوق "رؤية" الذي يديره "سوفت بنك"، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي مستثمر رئيسي فيه.

تعظيم الأصول

يسعى صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبلوغ قيمة أصوله 7.5 تريليون ريال بحلول 2030، وتتنوّع محفظته لتشمل حصة 8% في عملاق النفط "أرامكو"، وبكبرى شركات التعدين والاتصالات، وحصصاً وازنة في شركات صناعة ألعاب الفيديو وتصنيع السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير مشاريع ومدن جديدة في مقدّمتها "نيوم".

ونما إجمالي أصول صندوق الاستثمارات العامة العام الماضي بأكثر من 11% ليصل إلى 2.9 تريليون ريال، مقارنة بنحو 2.6 مليار ريال بنهاية 2021، حسب بيانات الصندوق، الذي أصبح يتسم بشفافيةٍ أكبر، وهو أمر مستجَدّ في التقارير الاستثمارية الصادرة عن الصناديق السيادية في المنطقة التي تدير تريليونات الدولارات، مدفوعةً خلال السنوات الأخيرة بتطوير المعايير المحاسبية، لا سيما لناحية التداخل بين ميزانيات الدول والأداء المالي لصناديقها السيادية، وبمتطلبات الاستثمارات المراعية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.

خلال الأشهر الأخيرة، اجتذب الصندوق اهتماماً عالمياً بعد أن وحّد رابطة لاعبي الغولف المحترفين (PGA Tour) و"ليف غولف" (LIV Golf) تحت مظلّة واحدة، لتشكيل أكبر كيان منظم لمباريات لعبة الأغنياء عالمياً، بما يمثل خطوة جديدة في استراتيجيته التي تركز محورياً على الاستثمار في الرياضة محلياً ودولياً، إذ أنشأ قبل بضعة أشهر شركة تابعة لهذا الغرض.

تصنيفات

قصص قد تهمك