صعدت مبيعات التجزئة الأميركية على نحو غير متوقَّع في مايو، مما يدلل على قوة طلب المستهلكين في مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة.
أظهرت بيانات وزارة التجارة ارتفاع قيمة مشتريات التجزئة 0.3%، بعد صعودها 0.4% في أبريل. وباستبعاد السيارات والبنزين؛ ارتفعت المبيعات بنسبة 0.4%. وتجدر الإشارة إلى أنَّه لم يتم تعديل الأرقام وفقاً للتضخم.
صعد الرقم الإجمالي على جميع التقديرات باستثناء واحد في استطلاع أجرته "بلومبرغ" للاقتصاديين.
زادت المبيعات في 10 من أصل 13 فئة للبيع بالتجزئة الشهر الماضي، مما يعكس زيادة الإنفاق على مواد البناء والسيارات.
في حين جاءت البيانات أقوى من المتوقَّع، لكنَّها ما تزال تظهر اعتدالاً في طلب المستهلكين مقارنة بالعام الماضي. استمر الأميركيون في الإنفاق على الرغم من صعود الأسعار، وتكاليف الاقتراض المرتفعة، بدعم من سوق العمل التي ما تزال قوية، والمدخرات المتراجعة.
تشديد نقدي محتمل
تقدم بيانات المبيعات جانباً آخر من وضع الطلب لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع تحديد سعر الفائدة المرتقب في يوليو.
حافظ إنفاق الأسر المستدام على ضغوط الأسعار من التباطؤ بشكل ملحوظ. وترك مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، لكنَّهم ألمحوا إلى المزيد من التشديد النقدي في المستقبل. ترجح توقُّعاتهم الفصلية الجديدة نمواً اقتصادياً وتضخماً أساسياً أقوى.
صعدت الأسعار في المطاعم والمقاهي، وهي الفئة الوحيدة لقطاع الخدمات في التقرير، بنسبة 0.4%.
يسهم تقرير مبيعات التجزئة في تشكيل تقديرات الاقتصاديين للإنفاق الشخصي والناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني. قبل صدور هذه الأرقام؛ رجحت توقُّعات الناتج المحلي الإجمالي "GDPNOW" لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا زيادة سنوية في الاستهلاك بنسبة 1.4% لهذه الفترة.
زادت مبيعات المجموعة الضابطة- التي تُستخدم لحساب الناتج المحلي الإجمالي وتستبعد الخدمات الغذائية وتجارة السيارات ومخازن مواد البناء ومحطات البنزين- بنسبة 0.2% في مايو بعد ارتفاعها 0.6% في الشهر السابق. ويمثل الإنفاق الاستهلاكي نحو ثلثي الناتج المحلي الإجمالي.
فقد يكون من الصعب استخلاص استنتاجات ملموسة من التقرير لأنَّ بيانات مبيعات التجزئة لا يتم تعديلها لتغيُّر الأسعار، وتتضمن فئة واحدة فقط من قطاع الخدمات. من المرتقب صدور بيانات مكتملة بشكل أكبر ومعدلة بحسب التضخم عن نفقات مايو، بما في ذلك الخدمات، في وقت لاحق من هذا الشهر.
في سياق مواز، أظهر تقرير منفصل اليوم الخميس أنَّ طلبات إعانات البطالة الأميركية ظلت خلال الأسبوع الماضي عند أعلى مستوى لها منذ أواخر 2021.
