مساوئ "بريكست" تتربص باقتصاد المملكة المتحدة

كريستين برادن، الرئيسة التنفيذية لـ"سيتي بنك أوروبا" - المصدر: بلومبرغ
كريستين برادن، الرئيسة التنفيذية لـ"سيتي بنك أوروبا" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لم يشهد اقتصاد بريطانيا بعد أسوأ آثار لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من الجهود الأخيرة التي بذلها رئيس الوزراء ريشي سوناك لتحسين العلاقات مع الكتلة، وفقاً لما قاله كبار رجال الأعمال في البلاد.

في هذا الإطار، قالت كريستين برادن، الرئيسة التنفيذية لـ"سيتي بنك يوروب" (Citibank Europe) يوم الأربعاء خلال حلقة نقاش في مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد (Bloomberg New Economy Gateway Europe): "لم تشهد بريطانيا بعد الجزء الأكثر فوضى، من حيث التأثير على الخدمات المالية".

دعم ديكلان كيليهر مستشار شركة "آبكو وورد وايلد" (APCO Worldwide LLC) وجهة نظر برادن الذي توقع أن تزداد الاحتكاكات التجارية عبر الحدود مع تنفيذ المملكة المتحدة قواعد جديدة.

في الوقت نفسه، قال مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الأيرلندية "ريان إير" (Ryanair)، إن هذا الخروج سيستمر في إحداث "تأثيره السلبي" على الاقتصاد البريطاني على المدى القصير إلى المتوسط.

تُسلط آراء رجال الأعمال الضوء على كيفية استمرار تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على مجموعة من الشركات بعد مرور 7 سنوات من تصويت البريطانيين بفارق ضئيل للخروج من الاتحاد الأوروبي. ويقدر مكتب مسؤولية الميزانية في بريطانيا، وهو هيئة الرقابة المالية الحكومية، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى تراجع 4% من الناتج الاقتصادي المتوقع على المدى الطويل، مقارنةً بما كان عليه لو بقيت المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي.

"تحديات كبيرة "

أشارت برادن إلى أن الوحدة الأوروبية التابعة لمجموعة "سيتي غروب" اضطرت إلى إعادة توجيه العملاء إلى مكاتبه في الاتحاد الأوروبي نتيجةً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. يُعتبر المصرف بصدد نقل الموظفين ويدخل الآن مرحلة ثالثة، حيث ينقل عملياته من المملكة المتحدة إلى دول أوروبية أخرى.

من جانبه، ذكر أوليري أن التأثير على "ريان إير" كان أكثر فوضى مما كان ينبغي أن يكون عليه"؛ محذراً أن هناك حاجة إلى عقد اتفاقية تجارية أكثر عقلانية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي للتخفيف من تداعيات الخروج.

وقال إن "ريان إير" شهدت "تحديات هائلة" في المملكة المتحدة، يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى "تراجع سوق العمل في البلاد". مُشيراً إلى أنه "صعب للغاية" توظيف أشخاص في المملكة المتحدة، كما أن الحصول على تأشيرات للعمال الأوروبيين أصبح الآن مكلفاً للغاية، ما يزيد من التكاليف.

في الوقت نفسه، حذّر كيليهر، كبير المستشارين في "أبكو" (APCO)، من أن الاحتكاك التجاري الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيزداد مع مرور الوقت. لأن المملكة المتحدة لم تنفذ بعد التغييرات التنظيمية وعمليات التفتيش على الحدود بشكل كامل.

رفع الحواجز

"لا تزال هذه الحواجز قائمة وستزداد بالفعل"، قال كيليهر، الذي عمل سابقاً كممثل دائم لأيرلندا لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل. مُشيراً إلى أنه بمجرد تطبيق الضوابط كاملةً، فإن تأثيرها على الشركات "سيصبح أكثر صعوبة".

مع ذلك، برزت بعض التحسينات، حيث أبرم سوناك في وقت سابق من هذا العام اتفاقاً جديداً مع الاتحاد الأوروبي بشأن الترتيبات التجارية مع أيرلندا الشمالية، ما أزال نقطة توتر رئيسية مع التكتل. وقال كل من أوليري وبرادن إن ذلك يمثل تقدماً بارزاً.

بالنسبة لأوليري، تُشير التركيبة السكانية لبريطانيا أيضاً إلى إمكانية تحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر، بسبب فارق العمر الأكبر سناً لأولئك الذين صوّتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

خلال السنوات الخمس وحتى العشر المقبلة، سيموت عدد كبير من مؤيدي الـ"بريكست". فالغالبية العظمى من الشباب القادمين في المملكة المتحدة هم أكثر تأييداً لأوروبا".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك