أعلنت السعودية عن مشاريع بقيمة 192.4 مليار ريال تمثل الحزمة الأولى لدعم مشاريع الشركات المحلية الكبرى المنضمة إلى برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص "شريك"، ما يمثل تقدماً في تنفيذ الطموحات التي حددتها "رؤية 2030" التي تمثل برنامج تحول وطني يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وخلال حفل نظم لهذه المناسبة في العاصمة الرياض مساء الأربعاء، قال عبد العزيز العريفي الرئيس التنفيذي للبرنامج إن عدد الشركات السعودية المشاركة في هذه الحزمة هو 28 شركة، حيث تم التوقيع على اتفاقيات مع 8 شركات كبرى ستعمل على 12 مشروعاً. وتضم قائمة الشركات الثمانية كلاً من "أرامكو"، و"معادن"، و"أكوا باور"، و"إس تي سي"، و"زين"، و"البحري"، و"المتقدمة"، و"سابك"، وجميعها مدرجة في سوق الأسهم السعودية. وتبلغ حصة هذه الشركات الثمانية من الدعم 120 مليار ريال.
كان مجلس الوزراء السعودي قد وافق اليوم على تحويل برنامج "شريك" إلى مركز يهدف إلى تنمية استثمارات القطاع الخاص المحلية لتصل إلى 5 تريليونات ريال بحلول عام 2030، كما يدعم توفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل وتعزيز المحتوى المحلي.
تتوزع المشاريع المعلنة على أربعة قطاعات حيوية هي: الطاقة، والبتروكيماويات، والاتصالات، والنقل والخدمات اللوجستية. وقدّر العريفي أثر هذه المشاريع على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بمبلغ 466 مليار ريال خلال العقدين القادمين. ولفت في الوقت نفسه إلى دور هذه المشاريع في تعزيز نمو الشركات والمساهمة في رفع إمكانياتها التنافسية على الصعيد الدولي.
يقدر عدد الوظائف التي ستتاح ضمن هذه الحزمة بنحو 64.5 ألف وظيفة.
ما هو برنامج "شريك"؟
أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل عامين، برنامج "شريك" ضمن "رؤية 2030" للمملكة لتنويع مواردها الاقتصادية وتقليص اعتمادها على النفط وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 65% ورفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50%. كما يستهدف زيادة تنمية استثمارات القطاع الخاص لتصل إلى 5 تريليونات ريال بحلول عام 2030.
يساعد البرنامج الشركات التي تستوفي معايير التأهيل على رفع حجم استثماراتها والتسريع من وتيرة تنفيذ مشاريعها واستكشاف فرص استثمارية جديدة من خلال تقديم الدعم الحكومي لها.
أرامكو وسابك ومعادن و"إس تي سي"
خلال الحفل، قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" إن 5 مشاريع تابعة للشركة مع شركات عالمية ضمن برنامج "شريك" تبلغ ميزانيتها 62 مليار ريال، موضحاً أن من بين تلك الشركات "توتال" و"غوغل". ولفت في الوقت نفسه إلى أن برنامج "شريك" يسرع مشاريع "أرامكو" والقطاع الخاص ويعزز من ربحيتها.
أما عبدالرحمن الفقيه الرئيس التنفيذي المكلف لشركة "سابك" فقال إن لدى الشركة مشروع هو الأول من نوعه لإنتاج المحفزات داخل المملكة ضمن برنامج "شريك". ويهدف المشروع إلى تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الصادرات من خلال إنشاء أول مركز لصناعة المحفزات في المملكة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ"إس تي سي" (STC) السعودية، عليان الوتيد، إن الشركة لديها مشروع كابلات بحرية ضمن برنامج "شريك" ويهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للبيانات. وذكر أن المشروع سيعمل على جذب الشركات الأجنبية وخاصة الشركات التقنية منها لفتح مقرات لها في السعودية بتكلفة تصل إلى 4.5 مليار ريال.
ستحصل شركة التعدين العربية السعودية (معادن) على الدعم من البرنامج لتسريع إنجاز مشروعها "فوسفات 3" في منطقة وعد الشمال، والذي من المنتظر أن يسهم في تعزيز مكانة الشركة كثالث أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية عالمياً بحلول عام 2029، وترسيخ ريادة المملكة العربية السعودية ضمن سلسلة القيمة العالمية لقطاع الزراعة، مما يساعد في دعم الأمن الغذائي العالمي.
الرئيس التنفيذي لشركة "معادن" روبرت ويلت، قال إن شركته تخطط لإضافة طاقة إنتاجية بنحو 50% في قطاع الأسمدة الفوسفاتية بدعم الاتفاقية التي جرى توقيعها اليوم.
مشاريع ضخمة يدعمها "شريك":
-خمسة مشاريع خاصة بشركة "أرامكو السعودية":
- مشروع مشترك لإنشاء مصنع لألواح الحديد، والذي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للملكة بحلول عام 2030.
- مشروع خدمات الحوسبة السحابية من شأنه أن يجلب خدمات "غوغل" السحابية إلى المملكة.
- مشروع مشترك لتصنيع محركات السفن سيساهم في تطوير قطاع صناعات بحرية مستدام وتحقيق المزيد من القيمة في قطاعات تصنيع المعادن والآلات.
- مشروع مشترك لصب وتشكيل المعادن في رأس الخير.
- مشروع مجمع أميرال للبتروكيماويات الذي يسهم في توطين إنتاج مواد كيماوية جديدة.
- مشروع شركة "أكوا باور" لدعم إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، إذ يتم تطويره وفق شراكة مع شركتي "نيوم للهيدروجين الأخضر" و"إير برودكتس قدرة".
-مشروع "فوسفات 3" التابع لـ"شركة التعدين العربية السعودية" (معادن).
-مشروع صناعة المحفزات التابع لشركة "سابك" الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الصادرات من خلال إنشاء أول مركز لصناعة المحفزات في المملكة.
-مشروع إنتاج الميثيونين السائل وكبريتات الأمونيوم التابع لـ"شركة المتقدمة للبتروكيماويات". يساهم المشروع في تعزيز الأمن الغذائي بالمملكة ورفع كفاءة الإنتاج الحيواني، كما سيسهم في توفير 21 ألف فرصة عمل جديدة بالمملكة.
-مشروع كابلات بحرية تابع لشركة "stc".
-مشروع إنشاء مراكز بيانات رقمية تابع لمجموعة الاتصالات المتنقلة "زين".
- مشروع نقل غاز الأمونيا لشركة "البحري" السعودية. ويهدف المشروع إلى توفير خدمات نقل الأمونيا لأول مرة في المملكة وبالتالي تقليل الاعتماد على الناقلات الأجنبية.