قالت وحدة الاستخبارات الاقتصادية (Economist Intelligence Unit) إنَّ الصين ستعمل على تعميق علاقاتها مع أفريقيا خلال العقد المقبل من خلال التركيز على التجارة، وإنَّه من غير المرجح أن تتزعزع تلك العلاقات بسبب محاولات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإعادة الانخراط مع القارة.
من المرجح أن تواصل الدولة الآسيوية الاستثمار في الموارد الطبيعية لأفريقيا، وقد تنظر إلى القارة كمصدر للغذاء، مما سيزيد من إنفاقها على الزراعة، بحسب ما ذكرت "وحدة الاستخبارات الاقتصادية" في تقرير صدر اليوم الخميس. وقالت المنظمة البحثية إنَّ آسيا قد ترى في السكان الشباب في أفريقيا مصدراً للعمالة لشركاتها الصناعية، فضلاً عن أنَّها سوق لسلعها الاستهلاكية.
ذكر تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصادية أنَّ الصين تخطط لتجاوز الاتحاد الأوروبي كأكبر شريك تجاري لأفريقيا بحلول عام 2030، وبينما تحاول القوى الغربية تعزيز العلاقات مع القارة؛ فإنَّها ستكافح من أجل اللحاق بالركب. واعتبرت أنَّ ما يعقّد العلاقات الغربية مع القارة هو التاريخ الاستعماري لأوروبا مع أفريقيا وعدم الثقة في نواياهم بسبب الالتزام غير المنتظم على مدى العقود القليلة الماضية.
بنك التنمية الأفريقي يطلق صندوقاً بـ1.5 مليار دولار لفطم القارة عن القمح الروسي
وفقاً للتقرير "تثار علامات الاستفهام أيضاً في أفريقيا حول الدوافع الكامنة وراء إعادة انخراط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". وأضافت المنظمة أنَّ تلك الدوافع "تحيي ذكريات الالتزامات السابقة الفاشلة، وينظر إليها على أنَّها مجرد رغبة في مواجهة النفوذ الصيني بدلاً من العمل مع شركاء الأعمال الأفارقة".
عقدت الصين اجتماعات سنوية مع رؤساء دول أفريقية، وهي خطوة بات يقلدها الآن خصومها من الجيوسياسيين، إذ تحاول روسيا وتركيا والبرازيل والمملكة العربية السعودية بناء علاقات مع القارة أيضاً.
عقد الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي قمة في فبراير، ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اجتماع مع القادة الأفارقة في ديسمبر.
قالت وحدة الاستخبارات الاقتصادية إنَّ ذلك "سيساعد إلى حد ما في مواجهة النفوذ الصيني في جميع أنحاء القارة، ولكن ليس إزاحته".
مؤسسة بحثية يدعمها غيتس تسعى لتوفير 50 مليار دولار لمواجهة ديون أفريقيا
أمضت الصين عقدين من الزمن في تنمية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع أفريقيا، ويمكن أن تعود العلاقات القوية الآن بالفائدة على اقتصادها حتى مع تباطؤ النمو الذي قد يقيّد الاستثمار في القارة.
الأمن الغذائي
ذكر التقرير أنَّ "قضايا الأمن الغذائي واحتياجات الصين الهائلة لاستيراد المواد الغذائية يمكن أن تقدّم دفعة كبيرة لتدفقات التجارة والاستثمار في المنتجات الزراعية الأفريقية والإنتاج... تمتلك أفريقيا مجموعة هائلة من العمالة الشابة ومنخفضة التكلفة والتي تمثل سوقاً محتملة لقطاع التصنيع الصيني كثيف العمالة - وهو أمر سيصبح جذاباً بشكل متزايد مع تقدّم القوى العاملة الصينية في السن وزيادة تكلفتها".
أفريقيا تتحوّل إلى "ضرر جانبي" لحرب أوكرانيا
علاقات قوية
نقلت الوحدة عن الحكومة الصينية أنَّ التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا ارتفعت 35% في عام 2021 مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 254 مليار دولار، مع وصول الصادرات الأفريقية إلى مستوى قياسي بلغ 106 مليارات دولار. وتعتبر نيجيريا أكبر دولة مستوردة في أفريقيا من الصين، بينما تعد جنوب أفريقيا أكبر مصدر لها.
في هذا السياق، قالت بات ثاكر، مديرة تحرير قسم منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في "وحدة الاستخبارات الاقتصادية"، في بيان: "من الواضح أنَّ العلاقات الأفرو-صينية تنتقل إلى مرحلة جديدة... تشير أحدث مبادرات السياسة واستراتيجيات التنمية والتعهدات المالية إلى انخراط أعمق وأوسع".