يستعد قادة مجموعة العشرين للاقتصادات الغنية، للتعهد بوقف تمويل المحطات الأجنبية التي تعمل بـ"الفحم"، لكنهم مازالوا يجادلون حول أهداف المناخ التي تعتبر حاسمة للمحافظة على درجات الحرارة عالمياً تحت السيطرة، وفقاً لمسودة بيان يصدر عن قمتهم التي تنعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع بروما في إيطاليا.
الوثيقة المكونة من 11 صفحة التي اطلعت عليها "بلومبرغ"، والتي لا يزال الدبلوماسيون في روما يتفاوضون بشأنها قبل الاجتماع، تظهر أن النتائج الرئيسية لم يتم الاتفاق عليها بعد. مسودة البيان المؤرخة يوم الخميس، تشير إلى "التحدي الوجودي" لتغير المناخ.
مازالت الإشارات العديدة إلى الأهداف والتواريخ بشأن المناخ، بين قوسين، أو مجموعة كبيرة من النصوص التي تم تسليط الضوء عليها بألوان مختلفة، ما يعني أنه لم يتم الانتهاء منها.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: العالم يعاني "فجوة انبعاثات" هائلة
يتضمن ذلك تعهداً باتخاذ "إجراء فوري" للمحافظة على هدف الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية في المتناول. هناك إشارة إلى إنهاء استخدام الفحم في توليد الطاقة محلياً، لكن الصياغة الحالية ستمنح البلدان مجالاً للمناورة.
الاستعداد لـ"جلاسكو"
يعد الاتفاق نوعاً ما بين قادة مجموعة العشرين، أمراً ضرورياً، لأن العديد منهم يذهبون إلى جلاسكو في أسكتلندا لحضور قمة المناخ "كوب 26" (COP26)، والتي تُعقد لتحسين الأهداف المحددة بموجب "اتفاقية باريس" للمناخ.
وفقاً للوثيقة، سيلتزم القادة بـ"وضع حد لتوفير التمويل العام دولياً لتوليد الطاقة من الفحم، الذي تم تطبيقه حديثاً بلا هوادة، وذلك بحلول نهاية عام 2021، وتعبئة التمويل العام دولياً لدعم تنمية الطاقة الخضراء والشاملة".
يشير هذا إلى استثمارات الدول، وليس فقط صندوق النقد الدولي، وفقاً لمسؤول في مجموعة العشرين طلب عدم الكشف عن هويته لكشفه عن محادثات سرية.
في ما يتعلق بالفحم المحلي، جاء في مشروع البيان على لسان قادة مجموعة العشرين: "سنبذل قصارى جهدنا لتجنب بناء قدرة جديدة لتوليد الطاقة بالفحم دون هوادة، مع مراعاة الظروف الوطنية".
اقرأ المزيد: تقرير: تمويل الفحم مستمر رغم تصاعد القلق بشأن المناخ
تشير الوثيقة إلى أن البلدان يمكن أن توافق على "مسؤوليات متباينة"، اعتماداً على "قدرات كل منها".
قالت كريستين شيرر، مديرة برنامج في "غلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor)، إن اتفاقاً لوقف تمويل محطات الفحم في الخارج يمكن أن يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 230 مليون طن سنوياً، أي ما يعادل تقريباً الانبعاثات السنوية لبلجيكا ونيجيريا مجتمعتين.
سيأتي الجزء الأكبر من تقليل الانبعاثات من الصين، رغم عدم الوضوح في ما يتعلق بتعهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في سبتمبر، بالتوقف عن بناء محطات طاقة تعمل بالفحم في الخارج.
التزام باتفاقية باريس
تقول دول مجموعة العشرين إنها "لا تزال ملتزمة" بـ"اتفاقية باريس" الخاصة بالمحافظة على متوسط زيادة درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين، ومتابعة الجهود للحد من ارتفاعها إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة.
تقرّ دول مجموعة العشرين "بالأهمية الرئيسية للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية أو حياد الكربون"، ولكن التاريخ المستهدف لعام 2050 كما هو في النص، موضوع بين قوسين.
تتعهد المسودة أيضاً "بتقليل انبعاثات غاز الميثان الجماعية لدينا بشكل كبير" ولكن الجملة، وكذلك التاريخ المحدد "بحلول عام 2030"، لا يزالان قيد المناقشة.
يدرك القادة "قيمة المبادرات الوطنية والدولية بشأن الحدّ من انبعاثات الميثان، بما في ذلك التعهد العالمي بشأن الميثان وهدفه المتمثل في خفض انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% على الأقل دون مستويات 2020 بحلول عام 2030".
أما القسم الخاص بجمع تمويل سنوي بقيمة 100 مليار دولار لصالح البلدان النامية لمكافحة تغير المناخ، فلم يتم تفصيله بعد.
اقرأ أيضاً: 100 مليار دولار تعوق نجاح محادثات المناخ في "جلاسكو"
نقاط أخرى بارزة في مشروع البيان:
- لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على تعهد محتمل بالعمل نحو الاعتراف بلقاحات كوفيد-19 التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة وفعالة، بهدف توسيع قائمة اللقاحات المصرح باستخدامها في حالات الطوارئ.
- كما لم تتم صياغة مقترح لإنشاء فريق عمل مشترك بين مجموعة العشرين للتمويل والصحة، لتعزيز التعاون في قضايا مثل التأهب لمواجهة الوباء والاستجابة له.
- يتضمن مشروع البيان جملة حول أهمية منع تدفقات الهجرة غير الشرعية ومواجهة الاتجار بالبشر، مع التركيز على "الهجرة الآمنة والمنظمة والشرعية".
- لا توجد صيغة مقترحة حتى الآن بشأن الضرائب الدولية.
- هناك بيان دعم "للتجارة المفتوحة والعادلة والقائمة على القواعد"، جنباً إلى جنب مع "الالتزام بمكافحة الحمائية وتعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف، مع وجود منظمة التجارة العالمية في جوهره".
قال مسؤول آخر في مجموعة العشرين إن المفاوضات بطيئة للغاية، لا سيما قضايا المناخ والطاقة.