المستثمرون التقليديون يقبلون على فئة الأصول بعد إقرار الهيئات التنظيمية الأميركية لها في بداية العام

شركات وبنوك تقود تدفق الأموال إلى صناديق بتكوين المتداولة

شعار عملة بتكوين المشفرة على مسكوكة معدنية - المصدر: بلومبرغ
شعار عملة بتكوين المشفرة على مسكوكة معدنية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

واصلت صناديق التحوط والتقاعد والبنوك ضخ الأموال بالصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر مباشرة بعملة بتكوين، مع تبني مزيد من المستثمرين التقليديين لهذه الفئة من الأصول التي حصلت على دفعة بعد إقرار الجهات التنظيمية الأميركية لها في بداية هذا العام.

كانت صناديق التحوط مثل "ميلينيوم مانجمنت" (Millennium Management)، الذي امتلك حصصاً في خمسة صناديق بتكوين متداولة في البورصة على الأقل، ضمن أبرز المشترين المعروفين، بحسب تحليل "أجرته "بلومبرغ" لوثائق الربع الثاني المقدمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. وخفضت الشركة، التي تدير أصولاً بقيمة 68 مليار دولار، حصصها في الصناديق المتداولة في البورصة بشكل كبير مقارنة بالربع السابق، لكنها ظلت صاحبة المركز الأول في معظم الصناديق، بما في ذلك "آي شيرز بتكوين تراست" (iShares Bitcoin Trust) التابع لشركة "بلاك روك" (BlackRock).

كما أعلنت شركتا "كابولا إنفستمنت مانجمنت" (Capula Investment Management) و"شونفيلد ستراتيجيك أدفيزورز" (Schonfeld Strategic Advisors) عن حصص في صناديق التداول، إضافة إلى شركة "بوينت 72 أسيت مانجمنت" (Point72 Asset Management) التابعة لستيفن كوهين. وشملت قائمة المشترين الآخرين هيئة الاستثمار في ولاية ويسكونسن، وصُناع السوق في عدة مناطق جغرافية تمتد من هونغ كونغ إلى جزر كايمان وكندا وسويسرا.

ارتفاع التدفقات لصناديق بتكوين

أبلغ 701 صندوقاً جديداً عن حيازاتهم من صناديق بتكوين الفورية المتداولة في البورصة بعد الأربعاء الماضي، وهو الموعد النهائي لتقديم تقارير "13 إف" (13F) الخاصة بالربع الثاني إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات، مما يرفع العدد الإجمالي لحاملي هذه الصناديق إلى نحو 1950، وفقاً لما أظهرته بيانات "بلومبرغ". ورفضت "ميلينيوم" و"كابولا" و"شونفيلد" وهيئة الاستثمار في ولاية ويسكونسن و"بوينت 72" التعليق على الأمر.

وفاقت صناديق بتكوين المتداولة في البورصة -التي أُطلقت لأول مرة في يناير الماضي- التوقعات المتعلقة بالتدفقات والأصول، حيث اجتذبت مجموعة الصناديق بشكل عام -بما فيها المشاركين الجدد بالسوق- تدفقات صافية قدرها 17 مليار دولار هذا العام، ونمت "آي شيرز بتكوين تراست" لتصبح شركة عملاقة قيمتها 20 مليار دولار. ووفر وجود مثل هذه الصناديق للمستثمرين العاديين طريقة أسهل للتداول في "بتكوين" والتخارج منها.

يُعتبر ارتفاع أعداد مشتري منتجات هذه الصناديق أمراً مشجعاً بشكل خاص بالنظر إلى تراجع سعر عملة "بتكوين"، التي انخفضت بنحو 13% خلال الربع الماضي، إضافة إلى نُصح العديد من المستشارين الماليين لعملائهم بالابتعاد عن صناديق الاستثمار المتداولة، وفق نويل أتشيسون، معدة النشرة الإخبارية "كريبتو إز ماكرو ناو" (Cyrpto is Macro Now).

وأوضحت أتشيسون أن "هذا يعكس مزيجاً من قلة الثقة واستغراق المستثمرين وقتاً أطول للدخول في السوق". وتابعت أن مورغان ستانلي هو البنك الاستثماري الوحيد حتى الآن الذي يمكن لمستشاريه الماليين التوصية بتنويع الاستثمار في صناديق بتكوين المتداولة في البورصة، لكن مؤسسات أخرى قد تحذو حذوه مستقبلاً، و"هذا لن يجلب طلباً أكبر فحسب، بل سيوفر أيضاً منظوراً أطول أجلاً"، حسب رأيها.

الاستثمار في صناديق "إيثريوم"

في الوقت نفسه، جرت الموافقة على الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر في "إيثريوم" خلال يوليو. وشهدت مجموعة صناديق إيثريوم المتداولة تدفقات صافية بقيمة 1.9 مليار دولار، بعد خروج استثمارات بقيمة 2.3 مليار دولار من صندوق "غراي سكيل إيثريوم ترست" (Grayscale Ethereum Trust) الذي تحول إلى صندوق متداول في البورصة الشهر الماضي، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".

لا تمثل تقارير "13 إف"، التي تُقدمها المؤسسات الاستثمارية المؤهلة بشكل فصلي، سوى لمحة سريعة، ومن المستحيل معرفة سبب احتفاظ مديري الأموال بصناديق الاستثمار المتداولة دون توافر بيانات واضحة. ومن المحتمل ألا يكون جميعهم من مؤيدي "بتكوين"، وربما فتح البعض مراكز كجزء من صفقة تهدف إلى الربح من تقلب العملة المشفرة أو تعويض مركز قصير في المشتقات. وربما اشترى آخرون صناديق الاستثمار المتداولة كجزء من تداول أساسي، وهي استراتيجية شائعة تستغل فروق الأسعار بين أسواق العقود الفورية والمستقبلية، دون عناء التعامل مع عملة "بتكوين" بشكل مباشر.

جاء صندوق التحوط "هانتنغ هيل غلوبال كابيتال" (Hunting Hill Global Capital)، الذي أفاد بحيازته لأسهم "آي شيرز بتكوين تراست"، ضمن أبرز المشترين في الربع الثاني. وذكر آدم جورين، مؤسس "هانتنغ هيل غلوبال كابيتال" والمدير الاستثماري الرئيسي به، إن الشركة تعمل في مجال العملات المشفرة منذ 2016.

وأفاد أن "إحدى استراتيجيات التداول لدينا تتضمن توفير السيولة داخل منظومة الصناديق المتداولة في البورصة. ونظراً للرياح السياسية المواتية الحالية، نتوقع إدخال منتجات تشفير أكثر في الولايات المتحدة، بما فيها خيارات صناديق بتكوين وصناديق سولانا المتداولة في البورصة وربما غيرها، وهذا التوسع من شأنه توفير فرص أكثر لاستراتيجيات التداول لدينا".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك