تدرس شركات نفط أميركية، بما في ذلك شركة "دياموندباك إنرجي" (.Diamondback Energy Inc)، إنشاء مفاعلات نووية صغيرة لتشغيل عمليات الحفر في حوض "بيرميان" بولاية تكساس، في خطوة تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون، وضمان الوصول الموثوق إلى الكهرباء.
وقّعت "دياموندباك"، وهي أكبر شركة منتجة مستقلة ويقع مقرها الرئيسي في منطقة النفط الصخري، خطاب نوايا غير ملزم مع شركة "أوكلو" (.Oklo Inc) لإنشاء مفاعلات صغيرة لتلبية بعض احتياجاتها المستقبلية من الطاقة، وفقاً لرئيس "دياموندباك" كايس فانت هوف.
قال الرئيس التنفيذي في مقابلة إن شركة "أوكلو"، التي تطور مفاعلاً انشطارياً متقدماً، أجرت مناقشات مماثلة مع شركات نفط أخرى.
عملت الشركات المنتجة في حوض "بيرميان" على تحويل عملياتها بشكل متزايد من مولدات الديزل إلى الكهرباء التي توفرها شبكة الطاقة المحلية. لكن شبكة تكساس يمكن أن تكون ضعيفة، خاصة في الأجزاء النائية من رقعة النفط. من شأن موقع الحفر الذي يضم محطة نووية خاصة به أن يوفر موثوقية تزويد دون انبعاثات الغازات الدفيئة، حيث إن المفاعلات تولد الطاقة من دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
قال فانت هوف في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "تعد المفاعلات النووية الصغيرة مصدر طاقة بديلاً، ومنخفض التكلفة، ومنخفض الكربون، وعالي الموثوقية لشركة مثل دياموندباك التي لا تزال احتياجاتها من الطاقة آخذة في التزايد".
لكن ذلك لن يحدث قريباً. إذ لا تزال "أوكلو" وغيرها من الشركات التي تعمل على تطوير مفاعلات صغيرة، أبعد ما يكون عن توفير هذه الأنظمة على نطاق تجاري.
طاقة مناسبة للمواقع الصناعية
ستكون منظومة "أوكلو" التي تبلغ طاقتها 15 ميغاواطاً أصغر بكثير من المفاعلات التقليدية المستخدمة اليوم، والتي تنتج عادة 1000 ميغاواط من الكهرباء. (الميغاواط الواحدة تكفي لتزويد 200 منزل نموذجي في تكساس بالطاقة).
يقول المؤيدون لهذا النوع من المنظومات إن المحطات النووية الصغيرة ستكون مناسبة لتزويد المواقع الصناعية بالطاقة، وخاصة في المناطق النائية.
تهتم بعض الشركات أيضاً باستغلال الحرارة من المفاعلات، مثل شركة الكيماويات العملاقة "داو" (.Dow Inc)، التي قالت إنها تخطط لتشغيل منشأة في تكساس بنظام توفره شركة "إكس-إنرجي ريآكتور" (.X-Energy Reactor Co).
ينظر صانعو السياسات بشكل متزايد إلى الطاقة النووية باعتبارها جزءاً أساسياً من الجهود الرامية لمكافحة تغير المناخ. وفي حين أن هناك حملة متزايدة للتخلص من الوقود الأحفوري، قال جاكوب ديويت، الرئيس التنفيذي لـ"أوكلو"، إن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً للحد من الطلب على النفط. من شأن دمج الطاقة النووية في عمليات الحفر أن يساعد في تقليص الغازات الدفيئة، بينما لا تزال هناك حاجة إلى النفط.
قال ديويت في مقابلة: "سوف يُنتج هذا الوقود الأحفوري. هل نريد حرق الكربون لإنتاجه، أم لا نريد حرق الكربون لإنتاجه؟ هناك إجابة واضحة جداً".