يتضمن الاتفاق المبدئي الذي أبرمته شركة "جنرال موتورز" لإنهاء إضراب نظمه "اتحاد عمال السيارات المتحدون" لستة أسابيع، استثماراً بقيمة 13 مليار دولار في العمليات الأميركية، وأجوراً أفضل للعمال في مصانع البطاريات.
أعلن اتحاد العمال يوم السبت، أن "جنرال موتورز" تستثمر ما يصل إلى 4 مليارات دولار في مصنعها أوريون الواقع خارج ديترويت لتطوير السيارات المستقبلية. تعتزم الشركة أيضاً استثمار مليارَي دولار في مصنع تجميع السيارات الكهربائية في سبرينغ هيل بولاية تينيسي، حيث تصنع الشركة بالفعل سيارة "كاديلاك ليريك" الكهربائية (Cadillac Lyriq EV).
يتضمن الاتفاق خطوات نحو زيادة الفوائد التي يتمتع بها العمال في مصانع بطاريات السيارات الكهربائية، حيث ستعيد الشركة توظيف عمال مصانع "ألتيوم سيلز" (Ultium Cells LLC) لخلايا البطاريات التابعة لـ"جنرال موتورز" بموجب ذلك الاتفاق. كما ستتم الاستعانة بهم مرة أخرى في المشروع المشترك للبطاريات، ودفع 75% على الأقل من أعلى الأجور المدفوعة في المصانع المنخرطة في الاتفاق الرئيسي.
اقرأ أيضاً: محاولات لحل أزمة شركات السيارات الأميركية مع العمال المضربين
يمكن أن ينتقل العمال، الذين عملوا سابقاً في مصنع "جنرال موتورز" المغلق حالياً في لوردستاون بولاية أوهايو، إلى مصنع "ألتيوم" هناك.
قال شون فين، رئيس اتحاد عمال السيارات: "نحن كعائلة نقابة عمال السيارات المتحدون، فزنا بهذه الجولة.. لكن إذا أردنا الفوز بالجولة التالية وما بعدها، فيجب على الحركة العمالية العودة إلى ساحة النضال".
تحسين أوضاع العمال
من المقرر أن يزداد الأجر الأساسي المبدئي بنحو 70% بحلول نهاية العقد، بينما سيرتفع الأجر الأعلى بنحو 33%.
استمر إضراب "جنرال موتورز" الذي يعتبر الأطول بين إضرابات شركات صناعة السيارات الثلاث الكبرى، في إحداث فوضى في إنتاج السيارات في الولايات المتحدة، وكبّد الصناعة خسائر بمليارات الدولارات.
يتضمن الاتفاق زيادة أجور ساعة العمل بنسبة 25%، إضافة إلى بدلات لتغطية تكاليف المعيشة حتى 2028. كما يلغي الاتفاق فئات أجور عديدة، ويزيد من عدد العمال المنضمين إلى الاتفاق الرئيسي، ومن بينهم عمال "ألتيوم سيلز" المملوكة لشركتي "جنرال موتورز" و"إل جي إنرجي سوليوشن" الكورية الجنوبية (LG Energy Solution).
اقرأ أيضاً: سباق تأمين معادن البطاريات يحتدم بعد إبرام "جنرال موتورز" و"فورد" صفقات ضخمة
من المقرر التخلص تدريجياً من المصانع المنتجة لمحركات السيارات التقليدية وناقلات الحركة وقطع الغيار الأخرى الخاصة بتلك السيارات على مدى أعوام عديدة، في ظل ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية. وهذا دفع اتحاد عمال السيارات إلى بذل جهود لتعزيز التعاون بين عمال المصانع التي تنتج أجزاء السيارات الكهربائية.
لا يزال يتعين الحصول على موافقة أعضاء اتحاد العمال التابعين لـ"جنرال موتورز"، والبالغ عددهم 46 ألف عضو، على الشروط.
يتشابه هذا الاتفاق بشكل عام مع صفقات وقعتها شركتا "فورد موتور" و"ستيلانتيس" (Stellantis NV)، بالرغم من أن "جنرال موتورز" كانت تعاني من مشكلات خاصة. فعلى سبيل المثال، تعاني شركة صناعة السيارات من ارتفاع عدد المتقاعدين لديها مقارنة بأي من منافسيها، مما يجعل تحسين مخصصات المعاشات التقاعدية أكثر تكلفة. كما يشكل العمال المؤقتون 10% من القوى العاملة لدى "جنرال موتورز"، مقارنة بـ3% فقط لدى "فورد".