"بلومبرغ": تسعير اكتتابات بنحو 25 مليار دولار في مارس وأبريل

بوادر تعافٍ بالطروحات الأولية عالمياً رغم مخاوف الركود

شاشة عرض أسعار الأسهم بعد حفل إدراج أسهم "بي تي غلوبال ديجيتال نياغا" (PT Global Digital Niaga)، الشركة المالكة لمجموعة "بليبي" (Blibi) للتجارة الإلكترونية الإندونيسية، في جاكرتا، بتاريخ 8 نوفمبر 2022 - المصدر: بلومبرغ
شاشة عرض أسعار الأسهم بعد حفل إدراج أسهم "بي تي غلوبال ديجيتال نياغا" (PT Global Digital Niaga)، الشركة المالكة لمجموعة "بليبي" (Blibi) للتجارة الإلكترونية الإندونيسية، في جاكرتا، بتاريخ 8 نوفمبر 2022 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تظهر السوق العالمية للطروحات العامة الأولية علامات على التعافي، حيث شجع الانتعاش في سوق الأسهم الشركات على اختبار شهية المستثمرين لصفقات جديدة لإدراج أسهم، لا سيما في آسيا، لكن يبدو أن الانتعاش الكامل بعيد المنال.

شهد شهرا مارس وأبريل تسعير اكتتابات عامة أولية بنحو 25 مليار دولار على مستوى العالم، أي ما يقرب من ضعف القيمة المسجلة في الشهرين الأولين من العام عندما دخلت عمليات الإدراج في حالة ركود تقريباً، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

يرى محللون أن جهات الإصدار من هونغ كونغ إلى ميلانو انتهزت فرصة سانحة مع انحسار تقلبات السوق. كان النشاط مزدهراً بشكل خاص في آسيا، حيث استحوذت البورصات الإقليمية على ما يقرب من 80% من صفقات بيع الأسهم الجديدة في أبريل. كذلك صعدت صفقات الإدراج في أوروبا، لكن القلق بشأن الركود حال دون استفادة جهات الإصدار في أميركا، مما أدى إلى تباطؤ الانتعاش الكامل. كانت أحجام الصفقات في المتوسط أصغر، ولا تزال الأموال التي جُمعت حتى الآن هذا العام أقل بـ51% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

قال جيسون مانكيتو، الرئيس المشارك العالمي لممارسة الأسهم بشركة "لينكليترز" (Linklaters) للمحاماة: "بدأنا نشهد بوادر إيجابية للنشاط مع إعادة الشركات للعمليات التي كانت معلّقة، ولكن لا تزال هناك درجة معقولة من عدم اليقين في السوق. يترقب المشترون النتائج ربع السنوية قبل الالتزام باكتتاب عام، وهذا يعني أن بعض الصفقات المحتملة في عام 2023 أُرجئت حتى 2024".

آسيا في الصدارة

تظهر البيانات أن آسيا هي المنطقة الأكثر زخماً بالطروحات على مستوى العالم في الوقت الحالي. ولكن هناك تغيير رئيسي مقارنة بعام 2022، الذي تركزت فيه الغالبية العظمى من الصفقات كبيرة الحجم في بر الصين الرئيسي، حيث يأتي الإصدار من منطقة أوسع في آسيا هذا العام.

حظيت إندونيسيا بكونها السوق الأبرز مع ارتفاع أول صفقتين لشركتين منتجتين للنيكل. وبرز مصرف "راكوتين بنك" (.Rakuten Bank Ltd) بعد أن جمع 83.3 مليار ين (623 مليون دولار) في أكبر طرح عام أولي في اليابان منذ عام 2018. على الرغم من ذلك، جاء هذا الصعود بعد خفض النطاق السعري الأولي. وسعّرت شركة الخمور الصينية "زي جيه إل دي غروب" (.ZJLD Group Inc) المدعومة من شركة "كيه كيه آر أند كو." (.KKR & Co) يوم الخميس أكبر عرض في هونغ كونغ لعام 2023.

قال جيمس وانغ، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال في "غولدمان ساكس" في آسيا باستثناء اليابان: "سوق الاكتتاب العام تعود تدريجياً وببطء. لم يُستأنف هذا النمو بنسبة 100% بعد، ولكن هناك مؤشرات على الحياة والنشاط المتجدد".

نهضة بأوروبا

كانت سوق الاكتتابات الأولية في أوروبا تحتضر، حيث انخفض النشاط في 2023 بنحو 12% عن الفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت توقف نشاط الطروحات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

شكّل ضعف عائدات الطروحات العامة عاملاً رئيسياً أدى إلى إحجام المستثمرين. كان مديرو المحافظ يقودون صفقات صعبة على التقييمات، ويرفضون دفع سعر أعلى لشركات جديدة ذات وضع غير مؤكّد. بالإضافة إلى ذلك، أدى الانهيار المفاجئ لمجموعة "كريدي سويس" (Credit Suisse Group AG)، والذي أجّج فتيل أزمة السوق العالمية الشهر الماضي، إلى زيادة مخاوف المستثمرين بشأن أسعار الفائدة والتضخم، مما فاقم تعكير صفو خطط الإدراج.

لكن كانت هناك علامات على أن حالة القتامة تنقشع، فشركة "لوتوماتيكا" (Lottomatica SpA)، وهي شركة مقامرة إيطالية مدعومة من قبل "أبولو غلوبال مانجمنت" (.Apollo Global Management Inc)، فتحت الأسبوع الماضي دفاتر اكتتاب عام بقيمة 600 مليون يورو (657 مليون دولار)، لتصبح ثالث شركة كبيرة تستفيد من البورصات الأوروبية هذا العام.

بالإضافة إلى ذلك، تمكّنت كلٌ من شركة استضافة الويب الألمانية "إيونوس" (Ionos SE) وصانعة مكونات المحركات الكهربائية "يوروغروب لامينيشنز" (EuroGroup Laminations SpA) من جمع أكثر من 400 مليون دولار في المنطقة، على الرغم من أن كلا السهمين قد واجه تحديات بعد أول طرح لهما.

أميركا تتخلف عن الركب

مع ذلك، لا تزال التوقعات بشأن الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة تواجه تحديات. فقد جمعت الشركات المدرجة في البورصات الأميركية 4.1 مليار دولار فقط هذا العام، حيث تمثل ثلاث شركات فقط، وهي "نيكست تراكر" (.Nextracker Inc) و"أطلاس إنرجي سوليوشنز" (.Atlas Energy Solutions Inc) و"إنلايت رينيوابل إنرجي" (Enlight Renewable Energy Ltd) ثلث هذه القيمة.

في الواقع، خارج تلك المجموعة بجانب اثنتي عشرة شركة شيك على بياض (SPAC) التي أدرجت أسهمها لأول مرة هذا العام، تُصنف الغالبية العظمى من الطروحات العامة الأولية الجديدة على أنها أسهم صغيرة.

قال غريغ مارتن، الشريك المؤسس لشركة "رين ميكر سيكيوريتيز" (Rainmaker Securities)، التي تسهل المعاملات الثانوية للشركات الخاصة: "ما زلنا في عالم يسوده عدم اليقين وهو أسوأ شيء بالنسبة إلى الإصدارات الجديدة".

تتزايد الأدلة على أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو الركود ولا يزال مسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي للمضي قدماً بشأن أسعار الفائدة غير واضح.

قال باتريك غالي، الرئيس التنفيذي ورئيس قسم المعلومات في "ريفرنورث كابيتال مانجمنت" (RiverNorth Capital Management): "كيف يمكنك تسعير الصفقة عندما لا تعرف تكلفة رأس المال التي يجب أن تكون حقاً على أساس آجل. فالأمر يتطلب قدراً من الوضوح بشأن أسعار الفائدة".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك