تسابق شركات التكنولوجيا الحيوية الزمن من أجل تقييم الضرر الناجم عن انهيار "إس في بي فايننشال غروب" (SVB Financial Group)، أو "سيليكون فالي بنك"، فيما يشكّل ذلك أحدث مشكلة تواجه العديد من الشركات الناشئة التي تبحث عن السيولة.
تضطلع "إس في بي"، التي انهارت يوم الجمعة بعد عمليات السحب، بدور بارز في تمويل شركات علوم الحياة والرعاية الصحية في مراحلها المبكرة. تمثل الشركات الصحية المدعومة من قبل رأس المال الجريء نسبة 12% من ودائع "إس في بي" البالغة 173 مليار دولار، و36% من الأموال المعلّقة خارج الميزانيات العمومية البالغة قيمتها 168 مليار دولار حتى نهاية العام.
أغلق مؤشر "إس بي دي آر إس أند بي بيوتك إي تي إف" (SPDR S&P Biotech ETF) منخفضاً بنسبة 3.9%، بينما تراجع مؤشر "ناسداك بيوتكنولوجي" (Nasdaq Biotechnology Index) بنسبة 1.6%. وهوى مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 1.5%.
موقف صعب للتكنولوجيا الحيوية
شأنها شأن شركات التكنولوجيا، فقد وجدت شركات التكنولوجيا الحيوية نفسها في موقف صعب فيما يتعلق بمحاولة التوصل إلى قرار بشأن ما يتعين عليها القيام به حيال الأموال المودعة لدى "إس في بي" التي تُعد شريكاً مالياً مهماً لهذه الصناعة، بحسب تصريحات في مقابلة أدلى بها جون ماراغانور، الرئيس السابق لشركة "ألنيلام فارماسيوتيكالز" (.Alnylam Pharmaceuticals Inc) الذي يرتبط بالعديد من شركات الاستثمار ومجالس إدارة شركات التكنولوجيا الحيوية.
وجه انهيار "سيليكون فالي بنك" المصرف الأكثر شهرة بالنسبة إلى الشركات المدعومة من المخاطرة ضربة أخرى للصناعة التي تواجه ركوداً على مدار فترة زمنية ممتدة. فقد تعرضت شركات التكنولوجيا الحيوية بالفعل لضغوط مكثّفة منذ أكثر من عام مع تباطؤ نموها الذي حفزته الجائحة، فيما بدأ المستثمرون يتخلصون من الأصول الخطرة وسط ارتفاع أسعار الفائدة.
قال ماراغانور في وقت مبكر يوم الجمعة إن معظم شركات التكنولوجيا الحيوية قد أجرت تقييماً لانكشافها، وبدأت في إيجاد سبل لاحتواء آثار هذا الانكشاف. وأوضح أن الساعات الأخيرة الماضية شهدت نشاطاً مكثفاً لرسائل البريد الإلكتروني المتبادلة ودعوات لانعقاد اجتماعات مجالس الإدارات حول التعامل مع الوضع.
هزة لشركات رأس المال الجريء
قال إيزاك ستونر، الرئيس التنفيذي لشركة "أوكتاغون ثيرابيوتكس" (Octagon Therapeutics)، إن المختبرات في حاضنة الشركات الناشئة في كامبريدج كانت تضج بالحِراك صباح يوم الجمعة بعدما بدا أن سقوط "إس في بي" بات وشيكاً.
أضاف: "صار هذا الأمر حديث الجميع، في المختبر وفي المكتب".
كذلك شعرت شركات رأس المال الجريء التي تموّل أنواعاً أخرى من شركات الرعاية الصحية الناشئة بالهزات التي أحدثها انهيار "إس في بي".
قال بيل غيري، الشريك المؤسس في "فلير كابيتال بارتنرز" (Flare Capital Partners)، الشركة الاستثمارية التي تركّز على استثمارات تكنولوجيا الصحة في المرحلة المبكرة، إن جميع الشركات التابعة لمحفظة الشركة قد تأثرت إلى حد ما. وصف "غيري" الآثار المترتبة على ذلك بأنها "بالغة" ذلك أن "إس في بي" لعبت مثل هذا الدور المهم في منظومة الرعاية الصحية.
أشار غيري إلى أنه في ظل استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، يمكن أن يسبب انهيار "إس في بي" مزيداً من التشاؤم بشأن القدرة على جمع رأس المال.
الشركات العامة محصنة
قال: "لا يمكن أن تضع في الاعتبار هذه الأمور بمعزل عن بعضها البعض. فجميعها له التأثير السلبي المضاعف نفسه. هذا مجرد مثال واحد على كيفية تأثر مؤسسة مالية مهمة في سلسلة القيمة بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة.
حتى الآن، يبدو أن شركات التكنولوجيا الحيوية العامة محصّنة من وطأة الضرر. قالت معظم هذه الشركات التي شملها استطلاع جوش شيمر، المحلل في "إيفكور آي إس آي" (Evercore ISI)، إن لديها انكشافاً محدوداً ولا تتوقع أي مخاطر ملموسة على ميزانياتها العمومية.
قال شيمر أمس الجمعة في نقاش عبر منصة مساحات "تويتر": "لم أجد أي شركة حتى الآن لديها أي مخاطر مادية في هذا الصدد، ولكن قد يكون هناك بعض الاضطراب في غضون ذلك".