وقَّعت شركة طيران الهند عدداً من الاتفاقات مع شركتي "إيرباص" و"بوينغ" لعملية شراء طائرات قد تكون الأضخم بتاريخ قطاع الطيران التجاري، إذ تسعى الشركة لإعادة تقديم نفسها بواسطة أسطول يتميز بالكفاءة في استهلاك الوقود، مما سيمكّنها من التصدي لمنافسين محليين من شركات طيران اقتصادي، إلى جانب شركات طيران خليجية قوية على غرار طيران الإمارات.
قبلت شركة الطيران الهندية بالخطوط العريضة للاتفاق مع شركتي تصنيع الطائرات، وربما تعلن بصورة رسمية عن الصفقة مع بداية الأسبوع الجاري، بحسب أشخاص مطلعين على المحادثات طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم نظراً لسرية المفاوضات.
أوضح الأشخاص أنَّ شركة "إيرباص" ستفوز بما يصل إجماليه إلى 250 طلب شراء تقريباً بجانب الالتزامات، تشمل 210 طائرات من طرازات عائلة "إيه 320" (A320) ذات الهيكل الضيق و40 طائرة أخرى من ذوات الهيكل العريض من طراز "إيه 350" (A350). ذكر الأشخاص أنَّ "بوينغ" أمّنت 290 طلباً محتملاً للشراء تقريباً، تتضمن 190 طائرة من طراز "737 ماكس" مع وجود خيار لشراء 50 طائرة إضافية، علاوة على 20 طائرة من طراز " 787 دريملاينر" ونفس العدد كطلب تكميلي محتمل إلى جانب 10 طائرات من طراز "777x".
undefined
صفقة معقدة
أشار الأشخاص إلى أنَّ المحصلة النهائية ما زالت عرضة للتغير بسبب البنية المعقدة للصفقة التي تتضمّن طلبات شراء مؤكدة بجانب مذكرات للتعاون وخطابات نوايا، وهي تعد أقل تأكيداً مقارنة بأي اتفاقية شراء مكتملة.
امتنع مسؤولون في "إيرباص" و"بوينغ" وشركة "طيران الهند" عن التعليق على الأمر.
"طيران الهند" تستهدف مضاعفة أسطولها 3 مرات في 5 سنوات
استغرقت شركة "طيران الهند" وشركتها الأم، "تاتا غروب"، شهوراً للتفاوض حول الصفقة الهائلة، التي ستمكّن شركة الطيران من تحسين الخدمة الاعتمادية إلى جانب تقليص تكاليف الوقود. تمثل هذه الصفقة أيضاً محاولة من قبل شركة الطيران العريقة، التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي كشركة تابعة لـ"تاتا"، لتسترد مرة أخرى حركة السفر من منافسين خليجيين على غرار "طيران الإمارات" أو الخطوط الجوية القطرية، اللتين أنشأتا نموذجاً للأعمال لنقل الهنود للولايات المتحدة الأميركية وأوروبا عبر مراكزهم الهائلة بدبي والدوحة.
undefined
طفرة بسبب الصين
جددت شركات الطيران بأنحاء العالم كافة من أساطيلها لاستغلال التعافي السريع لقطاع السفر عقب انتهاء وباء كوفيد. وبات توفير التزامات الطائرات الجديدة أمراً عاجلاً لشركة طيران الهند، إذ أصبحت إمدادات الطائرات المصنعة حديثاً محدودة بطريقة متزايدة.
undefined
في أعقاب إنهاء الصين العديد من تدابيرها الصارمة المتعلقة باحتواء فيروس كورونا بطريقة مفاجئة في ديسمبر الماضي، وفتح حدودها الدولية بسرعة مفاجئة الشهر الماضي، حصل قطاع السفر على قوة دافعة كبيرة. كما تزيد شركات الطيران سعة مقاعدها على المدى البعيد، بدافع من إمكانية فتح أكبر سوق سياحية للخارج على مستوى العالم للشركات مرة ثانية، والرهان على عودة الطلب بدرجة أكبر لمستويات ما قبل وباء كورونا 2023.
"إيرباص" تحوم للانقضاض على "بوينغ 737"
اشترت "تاتا" شركة "طيران الهند" العام الماضي ضمن عمليات خصخصة هي الأكثر شهرة في حقبة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وتوجت الصفقة عقوداً من محاولات التخلص من شركة الطيران الخاسرة المثقلة بالديون التي صمدت على مدى أعوام بفضل عمليات إنقاذ بأموال دافعي الضرائب.
undefined
دمج السوق
في إطار صفقة الشراء، بدأت المجموعة دمج أنشطتها التجارية على صعيد الطيران، التي تشمل 4 علامات تجارية لشركات طيران. وأوضحت "تاتا" السنة الماضية أنَّها ستدمج شركة "طيران الهند" مع شركة "فيستارا" (Vistara) التي تملكها بالاشتراك مع شركة الخطوط الجوية السنغافورية. ستمنح هذه الاتفاقية شركة "طيران سنغافورة" حصة ملكية تبلغ 25.1% في الشركة المدمجة.
تشكّل الصفقة أيضاً انتصاراً كبيراً لشركتي "إيرباص" و"بوينغ"، ولدى الشركتين مشروعات محلية بالتعاون مع "تاتا غروب"، أكبر شركة متعددة الأنشطة بالهند. أفاد ازدهار شركات الطيران الاقتصادي بالهند شركات تصنيع الطائرات، فقد تقدّمت بطلبات شراء ضخمة خلال الأعوام الماضية. في 2019، عقدت شركة "إيرباص" صفقة كانت من بين الأكبر في تاريخها، إذ باعت 300 طائرة ضيقة الهيكل لشركة الطيران الاقتصادي الهندية "إنديغو" (IndiGo)، بقيمة تفوق 33 مليار دولار، وفقاً لأسعار المصنع المعلنة.
بينما يعزز طلب الشراء الأخير الخاص بشركة "طيران الهند" من تفوق "إيرباص" على صعيد طائرات الهيكل الضيق، لكنَّه يعطي شركة التصنيع الأوروبية انتصاراً مهماً على صعيد طائرات الهيكل العريض التي كانت "بيونغ" تهيمن عليها من الناحية التاريخية.
undefined