أيّد المديرون المستقلون لشركة "نيسان موتور" مقترحات "رينو"، الهادفة إلى إعادة تشكيل تحالفهما الذي استمر 23 عاماً، بما يمهّد الطريق أمام تجديد شركة صناعة السيارات الفرنسية، وفقاً لما أفاد به شخصان مطلعان على الموضوع.
المحادثات النهائية جارية لخفض حصة "رينو" في شركة صناعة السيارات اليابانية بمرور الوقت إلى 15%، وفقاً للشخصين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأن المحادثات ليست علنية. يُتوقع أن يجتمع مجلس إدارة شركة "نيسان" بكامل هيئته، ومن بينهم ممثلون عن "رينو"، في وقت لاحق من الشهر الجاري لحسم قرارها.
"رينو" و"نيسان" تقتربان من اتفاق تاريخي لإعادة تشكيل تحالف مشترك
يمكن عقد اجتماع آخر في أوائل فبراير، حسبما قال أشخاص مطلعون على الخطط، حيث أشاروا إلى أن اجتماع مديري "نيسان" المستقلين يوم الإثنين، استمر لأكثر من ساعتين، وانتهى قبل منتصف الليل بقليل بتوقيت طوكيو.
في هذا الإطار، قال أحد الأشخاص، إن "نيسان" لا تزال تتفاوض أيضاً على الاستثمار في سيارة "رينو" الكهربائية المخطط لها، ويتعين عليها تحديد مستوى الاستثمار. ورفض شيرو ناغاي، المتحدث باسم "نيسان" التعليق. كما رفض متحدث باسم "رينو" التعليق على المفاوضات الجارية مع "نيسان".
خطة إصلاح شاملة
تُعتبر "رينو"، التي تقدّم خطة تحوّل كبيرة، في منتصف عملية إصلاح شاملة تسمح لها بجمع الأموال اللازمة لتطوير سياراتها الكهربائية، وتضييق الفجوة مع الشركات الأكبر مثل شركة "تسلا". ويشمل ذلك تقسيم أعمالها في مجال السيارات الكهربائية وسيارات محركات الاحتراق الداخلي، بدعم من مستثمرين خارجيين. وفي الوقت ذاته، تعقد كل من "رينو" و"نيسان" محادثات منذ أشهر، تناقشان فيها سبل إعادة التوازن إلى علاقاتها الرأسمالية غير المتوازنة التي أدت إلى توتر العلاقات بين الشركتين على مر السنين.
قال بيير إيف كويمينر، المحلل في "ستيفال يوروب بنك" (Stifel Europe Bank) في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "قد تكون المفاوضات الشاقة والطويلة على وشك الانتهاء، ما سيعني اهتماماً إدارياً أقل في سياسات الشركات، والمزيد من التركيز على عمليات التنفيذ".
قد تستثمر "نيسان" ما تصل قيمته إلى 750 مليون دولار للحصول على حصة تبلغ نحو 15% في شركة "أمبير" (Ampere)، على الرغم من وجود خلافات حول التقييم. وقد ينتهي الأمر بالشركة اليابانية باستثمار أقل مما كانت تأمل به "رينو" في البداية، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات. تخطط "رينو" لطرح عام أولي لشركة "أمبير" في النصف الثاني من العام، اعتماداً على ظروف السوق، حيث ترى إمكانية تقييم بما يقرب من 10 مليارات يورو (10.8 مليار دولار) في ذلك الوقت، وفقاً للمصادر.
مصادر: "رينو" و"جيلي" تتطلعان لجذب "أرامكو" إلى مشروع لمحركات السيارات
إنقاذ "نيسان"
تنبع هذه الشراكة، التي تضم أيضاً شركة "ميتسوبيشي موتورز"، العضو الأصغر، من خطة إنقاذ "رينو" لـ"نيسان" عن طريق ضخ الأموال والتحول بعيداً عن سياسة الرئيس السابق كارلوس غصن، حيث يتعرض التحالف لضغوط منذ سنوات، مع تدهور العلاقات بعد اعتقال غصن عام 2018 بسبب سوء سلوك مالي مزعوم، فضلاً عن المخاوف بشأن علاقات الملكية. تمتلك شركة صناعة السيارات الفرنسية حصة بنسبة 43% في "نيسان"، حيث تتمتع بحق التصويت، فيما تمتلك الشركة اليابانية بدورها 15% فقط من الأسهم غير المصوتة في "رينو".
طمأنت الحكومة الفرنسية، أقوى مساهم في "رينو"، شركة "نيسان" بأنها ستدعم خطة إعادة التوازن. وقالت المصادر إن "رينو" تخطط لبيع حصتها بمرور الوقت للوصول إلى مستوى حيازة متساو بنسبة 15%، مُشيرةً إلى مدى أهمية تطمينات الحكومة الفرنسية بالنسبة إلى "نيسان" للمضي قدماً في الاتفاق، بعد أن وصلت المحادثات إلى طريق مسدود.
محادثات مستمرة
كجزء من المقترحات قيد المناقشة حالياً، لن تسمح "نيسان" بمشاركة تقنيتها الهجينة "إي باور" (e-Power) داخل "هورس" (Horse) ، وهو كيان تقوم "رينو" بإنشائه لأصولها القديمة في محركات الاحتراق الداخلي، حسبما قال الأشخاص. وستكون "هورس" شراكة متساوية مع مجموعة "تشجيانغ جيلي هولدنغ" (Zhejiang Geely Holding Group ) الصينية، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات في وقت سابق.
يُتوقع أن يحضر جان دومينيك سينار، رئيس مجلس إدارة "رينو"، ولوكا دي ميو، رئيسها التنفيذي، اجتماع المجلس المقبل لإعادة هيكلة التحالف بين الشركتين، المقرر عقده في 26 أو 27 يناير.
أشارت المصادر إلى أن هذا الاجتماع سيعقبه اجتماع لمجلس إدارة "نيسان" للموافقة على الصفقة، قبل تنظيم حفل الإعلان عن الاتفاق.
ارتفع سهم "رينو" اليوم بنسبة 1.9% في بورصة باريس، لتصل مكاسبه منذ بداية العام إلى 21.5%. أما سهم "نيسان"، فارتفع اليوم بنسبة 2.7%.
