بعد عدة سنوات من المشاورات، بدأ عملاق إنتاج خام الحديد البرازيلي "فالي" في وضع خطة لفصل جزء من أصول شركة النيكل والنحاس التابعة له مع ازدياد الطلب على ما يسمى بمعادن البطاريات.
الرئيس التنفيذي إدواردو بارتولوميو، والمدير المالي غوستافو بيمنتا قالا في مقابلة إن المجموعة -ومقرها ريو دي جانيرو- ستفصل أصول المعادن الأساسية عن عملياتها في قطاع الحديد الخام، وستكشف عن شريك استراتيجي في النصف الأول من العام المقبل.
من المقرر أن تتبع مناجم النحاس لهيكل قانوني جديد، مع إدارة مستقلة ومجلس يركز على عمليات استخراج المعادن من باطن الأرض، ومتخصصين في السيارات الكهربائية. لكن الطرح العام الأولي ليس ضمن الخيارات المطروحة حالياً.
إعادة ترتيب الاستثمارات
قال بارتولوميو من نيويورك إن الفصل بين شركتي المجموعة أساسي للوصول إلى رأس المال "التنافسي" اللازم لاستثمارات تقدر بنحو 20 مليار دولار في مجال المعادن الأساسية. إلى جانب هذا، فبيع حصة تناهز 10% من الكيان الجديد إلى شريك سيعني فصل جزء من أصول الشركة التي تقدرها "فالي" بنحو 40 مليار دولار.. علق بارتولوميو في المقابلة التي أجريت في نيويورك: "لنكن واضحين: المهم هو فصل الأصول... لماذا نريد شريكاً؟ لأن الشريك يجعل فصل الأصول حقيقياً، حيث يثبت أقدامنا، ويتيح جلب أشخاص متميزين إلى مجلس إدارة الشركة".
وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ، فإن أسهم "فالي" تتداول بمكرر ربحية يعادل 6.5 مرة، وهو نصف متوسط نظرائها من كبار شركات المعادن الأساسية. يرجع فرق التقييم جزئياً إلى حقيقة أن "فالي" ما تزال تجني معظم أموالها من مناجم الحديد الخام في البرازيل التي تضررت بسبب كارثتين ناجمتين عن تراكم النفايات في السنوات الأخيرة.
سوق السيارات الكهربائية
قال بارتولوميو إن الطرح العام الأولي المحتمل يجب أن يأتي بشكل متأنٍ، اعتماداً على ظروف السوق ومدى نجاح "فالي" في تنفيذ الخطط الحالية.
فكرت "فالي" لسنوات فصل شركتها الخاصة بإنتاج خام الحديد في البرازيل عن أصول النيكل والنحاس، التي استحوذت على كم كبير منها عبر صفقة شراء شركة "إنكو" (Inco) الكندية بقيمة 17 مليار دولار، والتي تم الإعلان عنها في 2006. واكتسبت هذه المداولات قوة مع تسارع الطلب على المعادن المستخدمة في الأسلاك وبطاريات السيارات الكهربائية.
وأضاف بيمنتا، المدير المالي للمجموعة: "لا توجد في العالم اليوم شركة بهذا الحجم تجمع بين النحاس والنيكل".
شكلت أصول النيكل والنحاس في كندا والبرازيل وإندونيسيا قرابة 15% من عائدات "فالي" العام الماضي. بعد تكبدها سلسلة من النكسات التشغيلية في السنوات الأخيرة، والتي أدت إلى تخفيضات في توجيه الأرباح، كما عملت المجموعة على ضمان استقرار إنتاجها من المعادن الأساسية.
تهدف عملاقة التعدين البرازيلية لأن تكون مورداً رئيسياً لسوق السيارات الكهربائية، إذ وقعت عقداً لبطاريات النيكل مع "تسلا"، كما عقدت شراكة مع "فورد موتور" لتطوير النيكل في إندونيسيا.