تدرس شركة طيران الإمارات التقدّم بطلبية لشراء مزيد من طائرات "إيرباص" من طراز "إس إي إيه 350" لمساعدتها في ملء فجوة أسطولها خلال السنوات المقبلة، في الوقت الذي تكافح فيه "بوينغ" من أجل تزويد السوق بطائراتها ذات الجسم العريض.
في أعقاب الطلب القوي على الشحن في أثناء الوباء، حوّلت "طيران الإمارات" 10 طائرات "بوينغ" من طراز "777" إلى طائرات شحن، ما أدى إلى استنفاد سعة الركاب، وقد تدفع قوة السوق شركة النقل الجوي إلى تبديل 10 طائرات أخرى، وفقاً لتيم كلارك، رئيس الشركة.
أفاد كلارك بأنه قد ينتج عن ذلك فجوة في عمليات الشركة، ومقرها دبي، في وقت ما بين أعوام 2024 و2027، ولا يمكن سدّ هذه الثغرة عبر التزامات الطلبات الحالية. كما أضاف أنه جرى ترحيل دخول طائرة "بوينغ" من طراز "777 إكس" الجديد إلى الخدمة لعام 2025، ولن تحصل "طيران الإمارات" على "787 دريملاينر" حتى نفس العام على الأقل، في حال وقّعت العقد مع المصنّعة الأمريكية.
قال كلارك، الأربعاء، للصحفيين في ألمانيا: "هذا متأخر جداً بالنسبة إلينا، ولهذا السبب نحن قلقون بعض الشيء، ونبحث أمر (إيه 350). ليس لدينا حقاً سوى مكان واحد فقط نلجأ إليه".
ستدرس طيران الإمارات موقف الطائرة البديلة "إيه 350-1000" رغم إشارة كلارك إلى مشكلات محركات "رولز رويس هولدينغز" التي يرى أنها لم تثبت موثوقيتها بشكل كافٍ حتى الآن. ويجب أن يحلّق الطراز الأكبر من "إيه 350" في السماء، وهو الطراز الذي تعتبر "رولز" المورّد الوحيد لمحركاته، مع تقديم "ضمانات عالية للغاية" قبل التفكير في شرائه، حسب قول "كلارك".
مشكلات "777 إكس"
لا يزال كلارك متفائلاً بمواظبة "بوينغ" على إنتاج طائرة "777 إكس"، حسب قوله، نظراً إلى أن "طيران الإمارات" شاركت بقوة في هذا البرنامج منذ إنشائه.
خفّضت أكبر ناقلة طيران للمسافات الطويلة طلبية "777 إكس" مرتين من أصل 150 طائرة، إذ قلّصت التزامها بـ126 طائرة في معرض دبي 2019 الأخير، واشترت 30 طائرة أصغر من طراز "787"، و50 طائرة من طراز "إيه 350"، ثم خفّضتها إلى 115 بعد ذلك.
قال كلارك بخصوص تأخيرات البرنامج: "لسنا متأكدين مما يحدث. أجرينا هذه المناقشات في العامين الماضيين، ولم أقتنع كلية بأنهم قادرون على ذلك. هذه مشكلة إدارية عليهم حلها".
بعد وقف جزء كبير من أسطولها خلال الوباء، تعمل "طيران الإمارات" حالياً على تشغيل كل طائراتها الأصلية من طراز "777"، ونحو 70 طائرة من طراز إيرباص "إيه 380" ذات الطابقين، لتعود سعتها إلى نحو 70% من مستوياتها السابقة، لكن إعادة الطيارين وأطقم الضيافة إلى الخدمة سيستغرق وقتاً بسبب بعض الاختناقات في مرافق التدريب، وفقاً لكلارك.
رحلات برلين
قال كلارك، في أثناء حديثه في برلين خلال معرض طيران "آي إل إيه" (ILA)، إنه لا يزال يأمل في منح "طيران الإمارات" حقوق الهبوط في العاصمة الألمانية. ومُنحت الشركة حق الهبوط في أربع مدن، فرانكفورت ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ، وفشلت في إقناع الحكومة بمنحها مدينة إضافية حتى الآن.
ذكر كلارك أنه لا يرغب في التخلي عن مدينة أخرى بدلاً من برلين بسبب الطلب القوي على تلك المدن والاستثمارات التي جرى ضخها في السنين الماضية، وتحدث بشأن المفاوضات مع الحكومة قائلاً: "نأمل أن يهتموا بذلك، ونحن لسنا هنا لتدمير أي شيء، بل لإضافة القيمة".
