أكياس النوم تملأ مكاتب التداول وسط إغلاق شنغهاي

الوسط التجاري في مدينة شانغهاي الصينية - المصدر: بلومبرغ
الوسط التجاري في مدينة شانغهاي الصينية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سارعت البنوك وشركات السمسرة وإدارة الأصول في شنغهاي باستدعاء موظفيها للمكاتب قبل موعد تطبيق الإغلاق، في الخامسة صباحاً، أمس الإثنين، كما طلب بعضهم من الموظفين البقاء لعدة أيام في المكتب لضمان استمرار العمل، في الوقت الذي تكافح فيه المدينة أسوأ حالات انتشار فيروس كورونا منذ أوائل 2020.

كان "بنك أوف كوميونيكيشنز" (Bank of Communications)، و"هواتاي سيكيورتيز" (Huatai Securities)، و"إتش إف تي إنفستمنت مانجمنت" (HFT Investment Management) من بين الشركات التي نبّهت الموظفين إلى ضرورة الرجوع إلى المكاتب، لتجنّب إلقاء القبض عليهم أثناء الإغلاق، وفقاً لمصادر مطلعة على الأوامر التوجيهية.

طالبت العديد من الشركات موظفيها بالاستعداد للبيات في المكاتب، وعرضت إحدى شركات إدارة الأصول حافزاً إضافياً بنحو 2000 يوان (ما يعادل 313 دولاراً) نظير قضاء ليلة واحدة خلال أيام الأسبوع، و4000 يوان أثناء العطلات الأسبوعية، بحسب أحد المصادر.

فترة تقلب

أعلنت شنغهاي، الأحد الماضي، أنَّها ستطبق إغلاقاً على المدينة التي يسكنها 25 مليون شخص على مرحلتين يوم الإثنين، لإجراء اختبارات جماعية. كما علّقت المدينة عمل وسائل النقل العامة، وخدمات مشاركة السيارات، وحظرت مغادرة المقيمين لمنازلهم. وقالت مقاطعة بودونغ، التي تعتبر مقرّاً لعدد كبير من المؤسسات المالية المحلية والدولية، بالإضافة إلى بورصة شنغهاي، إنَّها ستُغلق ضمن المرحلة الأولى.

عاشت بورصة الصين خلال الشهر الجاري واحدة من أكثر الفترات تقلّباً على مدى عدة عقود، وسجلت انخفاضات قياسية، تلتها ارتفاعات مذهلة، بعد إطلاق بكين لمجموعة شاملة من الوعود التي تهدف إلى ضمان استقرار الأسهم.

تعاني الشركات من ضغوط الآن أكثر من أي وقت مضى، للتأكد من قدرة الموظفين على تنفيذ التداولات ومعاناتهم من أقل عدد ممكن من الاضطرابات، وذلك في ظل مواجهتهم لمشكلات مثل تقطع شبكات الإنترنت، وضرورة الامتثال للقواعد التي تحظر إجراء أوامر التداول من خارج المكاتب.

أضرار متلاحقة

تراجع مؤشر بورصة الصين المرجعي (سي إس آي 300) بنحو 0.6% في إغلاق يوم الإثنين. وانخفضت أحجام التداول بأكثر من 20% مقارنة بمتوسط 3 أشهر.

تعتبر شنغهاي المقر الرئيسي لأكثر من 1600 مؤسسة مالية، والتي يعمل فيها ما يزيد عن 470 ألف موظف. وتوجد في المدينة أيضاً أكبر بورصات الأسهم، والعملات، والعقود المستقبلية، والذهب في الصين، والتي تنفّذ صفقات تتخطى حاجز الـ 1900 تريليون يوان كل عام.

أضرّ التفشي بالفعل بسوق العملة، مع انخفاض أحجام التداول في العقود الفورية للدولار مقابل اليوان إلى أدنى مستوى له في أكثر من عام خلال الجمعة الماضية.

استمرارية العمل

طلبت شركات السمسرة مثل "هواتاي سيكيورتيز"، والمصارف على غرار "بنك أوف كوميونيكشنز" و"شنغهاي بودونغ ديفلوبمنت بنك" (Shanghai Pudong Development Bank) من المتداولين والموظفين في المواقع الرئيسية الإسراع بالعودة، بحسب ما قالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أثناء مناقشة معلومات داخلية.

أخبرت شركة "إتش إف تي إنفستمنت" موظفيها، في وقت متأخر يوم الأحد الماضي، عبر مجموعة للتواصل خاصة بالشركة على منصة "وي شات"، أنَّه يتوجب على من يعملون يوم الإثنين القدوم إلى المكتب قبل المواعيد المقررة، لتجنّب احتجازهم في الإغلاق، بحسب ما قال مصدر مطلع على الأمر. وظل عدّة موظفين في مجموعة أقسام تشمل التداول، والعمليات، وإدارة المخاطر بالفعل في المكتب.

أوضحت شركة "سينولينك سيكيورتيز" (Sinolink Securities) للموظفين المداومين أنَّ عليهم العودة للمكتب قبل منتصف الليل لضمان "استمرارية" التداول، وفقاً لمذكرة داخلية اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز"، وأكدت الشركة فحواها. كما ستواصل شركة السمسرة تنفيذ خطة للموظفين في المواقع الرئيسية تضمن تناوبهم على العمل من المكتب.

التأقلم مع الإغلاق

أما "ماكسويلث فاند مانجمنت" (Maxwealth Fund Management)، فطالبت موظفين أكثر في أقسامها الرئيسية بالعمل من المكتب، للتأقلم مع ظروف الإغلاق، وفقاً للشركة.

قالت "جين تراست فاند مانجمنت" (Jintrust Fund Management) التابعة لـ "إتش إس بي سي"، إنَّها أعدّت إمدادات كافية لدعم عمل الموظفين من المكتب بعد الخامس من أبريل المقبل.

على المنوال نفسه، في وقت متأخر من الأحد الماضي، طالبت شركات إدارة الصناديق، بما فيها: "تشاينا يونيفرسال أسيت مانجمنت"، و"هارفست فاند مانجمنت"، بالإضافة إلى الصناديق الخاصة مثل: "روسيفينش فاند" (Rosefinch Fund)، و"غرين وودز أسيت" (Greenwoods Asset)، لمديري الصناديق فيها، وفرق العمل المعاونة، أن يستعدوا للبيات في المكاتب مساء الأحد أيضاً، بحسب مصادر مُطلعة على الأمر.

خطط للطوارئ

في وقت سابق من هذا الشهر، وضعت بيوت التمويل والبنوك خططاً للطوارئ، وأمدّت المتداولين بأسِرّة صغيرة ومستلزمات الطوارئ للنوم في مكاتبهم استعداداً للإغلاقات المفاجئة. وأعلنت شنغهاي عن معدل إصابات محلية قياسي، يوم الأحد الماضي، إذ بلغ 3500 حالة.

نظراً لظروف الإغلاق؛ ستقدّم بورصة شنغهاي خدمات عبر الإنترنت للحصول على موافقات الاكتتابات العامة الأولية، والاستشارات، والحملات الترويجية.

لم تستجب شركات "هواتاي سيكيورتيز"، و"إتش إف تي"، و"تشاينا يونيفرسال أسيت"، و"هارفست فاند"، و"بوكوم" (Bocom)، و"شنغهاي بودونغ"، و"غرين وودز"، و"روسيفينش" فوراً لطلب التعليق عندما تواصلت معها "بلومبرغ نيوز".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك