تخطط شركة "ريثيون" (Raytheon) لتصنيع جزء من مكوّنات صواريخ "باتريوت" (Patriot) في السعودية، كما كشف رئيس قسم الحرب البرية والدفاع الجوي بالشركة توماس لاليبرتي خلال مقابلة مع "الشرق"، اليوم الإثنين، على هامش معرض الدفاع العالمي المُقام في العاصمة السعودية الرياض.
المسؤول في عملاق الصناعات الدفاعية الأمريكية أعلن عن توقيع اتفاقية مع الهيئة العامة للصناعات العسكرية لنقل خط إنتاج أجزاء من سلاسل التوريد الخاصة بمكوّنات نظام الصواريخ الدفاعية "باتريوت" إلى المملكة، "وسيكون هذا الجزء من سلسلة التوريد في خدمة السعودية، والمنطقة، وسائر زبائننا حول العالم".
تسعى السعودية، أكبر دولة مصدّرة للبترول بالعالم وصاحبة أكبر اقتصاد عربي، لتوطين أكثر من 50% من إنفاقها على المعدات والخدمات العسكرية بحلول العام 2030، من حوالي 13% حالياً.
السعودية والإمارات ومصر
إلى ذلك، قال راي بيزيللي، نائب الرئيس للأعمال الدولية في "لوكهيد مارتن"، بمقابلة خاصة مع "الشرق"، إنَّ شركته ستنفق أكثر من مليار دولار لتوطين بعض صناعاتها ومنتجاتها الدفاعية في السعودية دعماً لرؤية 2030.
وأضاف أنَّ السوق الخليجية "مهمة جداً لنا؛ فقد بلغ حجم أعمالنا في المنطقة 4 مليارت دولار في 2020. في حين أنَّ نشاطنا التجاري في المملكة تحديداً تجاوز 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة".
بالنسبة لمسار صفقة طائرات F35 لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ أجاب بيزيللي أنَّ هناك مباحثات حكومية بين واشنطن وأبوظبي بهذا الشأن. كاشفاً أنَّه سيقوم بزيارة إلى مصر بعد معرض الرياض مباشرةً، "حيث ينتظرون منّا عروضاً للبحث بفرص إضافية لتوطين تصنيع وصيانة منتجات معيّنة".
أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية عن موافقتها على مشروعي توطين صناعة منصات إطلاق صواريخ الاعتراض "ثاد" (Thaad)، بالإضافة لتصنيع حاويات الصواريخ محلياً، وذلك بالتعاون مع شركة "لوكهيد مارتن" العربية السعودية، الفرع المحلّي للشركة الأم الأمريكية (Lockheed Martin)، والتي تأتي كأحد مشاريع توطين منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد".
وكانت السعودية اتفقت نهاية العام 2018 على شراء 44 منصة لإطلاق صواريخ "ثاد"، وصواريخ ومعدات أخرى بقيمة 15 مليار دولار.
نقل مقرّات الشركات
الاتفاقيتان مع شركتي "ريثيون ميسلز آند ديفينس" و"لوكهيد مارتن" الأمريكيتين تمّ توقيعهما خلال معرض الدفاع العالمي 2022. وأفصحت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية عن توقيع 22 اتفاقية مشاركة صناعية بقيمة إجمالية تبلغ 8 مليارات ريال باليوم الثاني من المعرض.
كما وقّعت وزارة الاستثمار السعودية أيضاً مذكرات تفاهم مع 12 شركة أجنبية متخصصة في الدفاع لتعزيز استثماراتها في الفرص المتوفّرة بقطاع الصناعات العسكرية بالمملكة، بالإضافة إلى التباحث بشأن إنشاء مقرات إقليمية لعددٍ من الشركات في الرياض.
دخل مسؤولون سعوديون في محادثات مع 7000 شركة في أنحاء العالم لفتح مقار إقليمية لها في المملكة، مقدِّمين إعفاءات ضريبية، وحوافز متنوعة لتحويل عاصمتهم إلى مركز أعمال عالمي. وتسلَّمت 44 شركة عالمية في أكتوبر تراخيص مقرّاتها الإقليمية لمزاولة نشاطها في السعودية.
يُتوقَّع أن تصل قيمة الاستثمارات بقطاع الصناعات العسكرية في السعودية إلى أكثر من 37 مليار ريال، وأن يُسهم قطاع الدفاع بحوالي 17 مليار ريال من الناتج الإجمالي المحلّي، بحلول عام 2030.
وعلمت "الشرق" أنَّ من ضمن الشركات الدفاعية العالمية التي تبحث إمكانية إنشاء مقرّات لها بالمملكة: L3HARRIS، وLIG، وNORINCO، وNaval Group.