توصلت شركة "توتال" الفرنسية وشركاؤها إلى قرار استثماري نهائي بقيمة تزيد عن 10 مليارات دولار لإنتاج النفط في أوغندا وبناء خط أنابيب يحول الدولة غير الساحلية الواقعة في شرق أفريقيا إلى دولة مصدرة مهمة للنفط الخام.
أعلنت الشركة الفرنسية الكبرى، جنباً إلى جنب مع شركة "سينوك" ( Cnooc) وشركة النفط الوطنية الأوغندية المملوكة للدولة، عن الاتفاقية التي تؤدي إلى إنتاج النفط من حقلي "تيلنجا" و"كينجفيشر" بالقرب من بحيرة ألبرت ونقله عبر خط أنابيب النفط الخام في شرق أفريقيا المخطط له.
وقال باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لـ"توتال" أمام حشد من المسؤولين في العاصمة الأوغندية، كمبالا: "قبل هذا اليوم، كانت مفاوضات طويلة.. لقد حان الوقت الآن للتنفيذ والوقت هو المال، لذا يجب ألا نخسر يوما".
تأتي الخطوة الرئيسية وسط قلق متزايد من أن التطورات الجديدة في مجال النفط والغاز تتعارض مع التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، وقد مارس دعاة الحفاظ على البيئة ضغوطاً على مصادر التمويل المحتملة.
لا تزال الحكومة والشركات تخطط للمضي قدماً في الإنتاج المتوقع خلال عام 2025. ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى ذروته عند 230 ألف برميل يومياً، ما يجعل أوغندا المنتجة الجديدة للنفط أكبر من بعض أعضاء أوبك الأفارقة.
بحثت أوغندا إمكانية تطوير الحقول في عام 2006، عندما تم إجراء الاكتشافات التجارية الأولى بواسطة شركة "تالو اويل" (Tullow Oil Plc). كانت شركة الاستكشاف، التي يقع مقرها بلندن تأمل في بدء التصدير في مطلع عام 2015، لكنها في النهاية باعت حصتها في الحقول. وأصابت التأخيرات عمليات التطوير، بدءاً من تغيير مسار خط الأنابيب إلى التوصل إلى اتفاق مع الحكومة بشأن الضرائب.
تغير ذلك عندما تم الانتهاء من مجموعة من الاتفاقات المتعلقة بالمشاريع في عام 2021. ستقوم الشركات الدولية بتطوير الحقول وخط أنابيب بطول 897 ميلا (1444 كيلومترا) بقيمة 4.2 مليار دولار لنقل النفط الخام الشمعي إلى ميناء تانجا في تنزانيا خلال السنوات الأربع المقبلة.
تمتلك توتال حصة 62% في الحقل، كما تمتلك كل من شركة النفط الوطنية الأوغندية ( يو إن أو سي) و "تنزانيا بتروليوم ديفلابمنت" (Tanzania Petroleum Development Corp ) %15 لكل منهما، في حين تمتلك "سينوك" النسبة المتبقية.
الحصول على مشترين
قال الرئيس يويري موسيفيني، في تصريحات خلال الحفل، إن التوجه العالمي الذي يدفع باتجاه المزيد من الطاقة النظيفة لن يكون بمثابة مشكلة للمشروع. وأضاف: "لقد درسنا هذا، ولا توجد إمكانية لعدم وجود مشترين للنفط".
وفقاً لبولين إيرين باتي، السكرتيرة الدائمة في وزارة الطاقة، فإن حكومة "موسيفيني" و"توتال" اتفقتا على تطوير "غيغاوات" من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
بتكلفة تعادل 10 دولارات لبرميل النفط المكافئ لتطوير المشروع، فإنه يفي بمعايير" توتال"، وسيحقق ما يقرب من ثلث التدفق النقدي الحر الإقليمي للشركة، بحسب جمعة ملاوا، كبير المحللين في مجموعة الاستشارات "وود ماك" (Woodmac).
على الرغم من أن الحكومة ستجني أكبر فائدة من الاستثمار، حيث ستحصل على نحو ملياري دولار من الضرائب والإتاوات في ذروتها، على حد قوله.
قد يشهد قطاع الطاقة إطلاق مشروعات بنحو 15 مليار دولار في السنوات الأربع المقبلة، وفقاً لـبيتر موليسا، المتحدث باسم شركة النفط الوطنية الأوغندية، مضيفا: "هذا استثمار ضخم لهذا البلد.. أوغندا لديها خطط لبناء مصفاة بطاقة 60 ألف برميل يومياً بقيادة شركة جنرال إلكتريك لتلبية الطلب الإقليمي على المنتجات التي يتم استيرادها حالياً.