ربما لا تكون أزمة ديون مجموعة "إيفرغراند غروب" الصينية، في مرحلة تشبه أزمة "ليمان برازر" في الولايات المتحدة، لكن يمتد تأثيرها ليشمل أسهم الشركات المرتبطة بشركة التنمية العقارية وبثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تأتي الشركات الموردة، وأقرانها، والمقرضون في صدارة قائمة المتعاملين عن الشركات المتأثرة بأزمة المجموعة الصينية المتعثرة، وكذلك يأتي المستثمرون فيها.
يليهم في الترتيب على نفس القائمة الشركات المعتمدة على الصين في جزء كبير من إيراداتها، وقد وضعت في دائرة الضوء بسبب الإجراءات التنظيمية الصارمة التي تطبقها الدولة حالياً. ويركز مراقبو السوق من الولايات المتحدة على الأسهم الصناعية، بينما تتجه أنظار الأوروبيين إلى أسهم شركات التعدين.
تسببت المخاوف من أن يؤدي انهيار مجموعة "إيفرغراند" إلى انتشار عدوى مالية في الاقتصاد الصيني، يترتب عليها انخفاض معدلات النمو، في نوع من الفوضى في الأسواق العالمية يوم الإثنين الماضي. وقد هدأت موجة القلق بعد أن وافقت شركة التنمية العقارية على تسوية بعض مدفوعات الفائدة على سندات محلية، غير أن المشكلة مازالت قائمة إذ إن حاملي السندات الدولارية للشركة لم يتسلموا بعد قيمة كوبونات مستحقة السداد.
فيما يلي بعض الأسهم والقطاعات التي يراقب المتعاملون أحوالها:
شركات التنمية العقارية
سيستمر تأثير حجم مجموعة "إيفرغراند"، بالإضافة إلى تركيز بكين في مراقبة وتمحيص نشاط القطاع العقاري، قائماً بدرجة كبيرة على شركات التنمية العقارية كلها. وحسب تقديرات مجموعة "غولدمان ساكس"، تقدر قيمة الأصول التي تمتلكها الشركة بنحو تريليوني يوان (310 مليارات دولار) – تعادل 2% من إجمالي الناتج المحلي للصين. لذلك فإن أي تصرف في هذه الأصول ربما يلحق أضراراً بالسوق.
تقول مجموعة "سيتي غروب" إن أسعار المنازل في الصين مهددة حالياً "بانخفاض كبير" بصرف النظر عما يحدث لمجموعة "إيفرغراند".
انخفض مؤشر "هانغ سنغ العقاري" إلى أدنى مستوى في خمسة أعوام في أوائل الشهر الجاري. ويضم المؤشر 12 سهماً، من بينها شركة "كانتري غاردن هولدينجز" التي خسر سهمها 25% من قيمته منذ نهاية مارس الماضي، وشركة "تشاينا إوفرسيس لاند أند إنفستمنت" وتراجعت أسعار أسهمها بنسبة 16%.
الموردون الآسيويون
ستخضع شركات توريد مواد ومعدات البناء لمشروعات مجموعة "إيفرغراند" لدراسة ومتابعة دقيقة بهدف معرفة قيمة ديون شركة التنمية العقارية المستحقة لها وما هو تأثير نهوض الشركة أو انهيارها على إيراداتها الجارية.
تخضع للمتابعة أيضاً أسهم الوحدات التابعة لمجموعة "إيفرغراند"، مثل مجموعة "إيفرغراند للخدمات العقارية" – التي انخفضت قيمة أسهمها بمقدار النصف خلال العام الحالي – و مجموعة "تشاينا إيفرغراند للسيارات الكهربائية"– والتر تراجعت قيمة أسهمها بنسبة 90%.
الشركات الصناعية الأمريكية
سوف يمتد تأثير أي عملية إعادة هيكلة تشكل عبئاً على ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى الإضرار بالأسهم الأمريكية المعولمة التي تتسم بحساسية اقتصادية بالغة أكثر من غيرها. وربما تتعرض للضربة الأعنف شركات الولايات المتحدة الصناعية، التي تعتبر مؤشراً على صحة الاقتصاد في أمريكا في أغلب الأحوال.
وفق تقديرات ستيفن توسا، محلل لدى "جيه بي مورغان": "سوف تتعرض 10% من مبيعات شركات الصناعة التحويلية الأمريكية لمخاطر الأزمة في الصين. وتشمل الأسهم التي يرتقب أن تتأثر بها أسهم "جنرال إليكتريك" و "أوتيس وورلدوايد" وشركة "هاني ويل إنترناشيونال" بالإضافة إلى شركة صناعة معدات البناء والمعدات الثقيلة "كاتربيلار".
شركات التعدين الأوروبية
في أوروبا، تتردد تأثيرات أزمة مجموعة "إيفرغراند" في كل أسهم شركات المواد الخام الأساسية.
تمثل الإيرادات من الصين نحو 62% من إجمالي إيرادات مجموعة "بي إتش بي غروب"، و58% من إيرادات "ريو تينتو" وتقريباً نصف إيرادات شركتي "أنغلو أميركان" و"غلينكور"، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
وبحسب أحد استراتيجيي "ليبروم"، ربما تتعرض شركات صناعة الأسمنت الأوروبية لأضرار مباشرة نتيجة أزمة "إيفرغراند"، مثل "هايدلبرغ سمنت"، وكذلك شركات توريد مواد البناء مثل "كون أو واي جيه" (Kone OYJ) و شركة "شيندلر هولدينغ".