قد لا تكون هنالك طريقة جيدة لتسريح الموظفين، لكن بلا شكّ ثم طريقة سيئة لا بل عدّة منها، ويبدو أن إيلون ماسك الذي سمى نفسه "كبير المغردين" في شركة "تويتر" استخدم معظمها. فقد أُبلغ بعض الموظفين بقرار فصلهم بواسطة رسالة عبر البريد الإلكتروني، فيما أبطلت حسابات استخدام بعضهم لأجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بالشركة وقنوات الاتصال الداخلية قبل إبلاغهم رسمياً بقرار الفصل.
لم يذكر ماسك السبب الرئيسي الذي جعل التسريح ضرورياً وهو حاجته لتأمين جزء من مبلغ 1.2 مليار دولار لدفع فائدة الدين الذي تكبده لتمويل صفقة شراء الشركة. كان الأسوأ من كلّ ذلك أنه عزى مشاكل الشركة للموظفين تكراراً.
تقنية لتنقية تقييمات الأداء من كلمات "وقح" و"لطيف"
في كتاب "ذا هارد ثينغ أباوت هارد ثينغس" (The Hard Thing About Hard Things)، وهو بمثابة كتيب إرشادي موسع لمؤسسي الشركات الناشئة صادر في 2014، يحدد الرأسمالي المغامر بن هورويتز خمس خطوات لتسريح الموظفين بشكل صحيح: 1) تأكد من صحة تفكيرك، 2) لا تؤجل، 3) كوّن إدراكاً واعياً للسبب الذي دفعك لتسريح موظفين، 4) درب المديرين العاملين لديك، 5) خاطب كامل الشركة.
تختصر كاميلا بويير، مديرة الاتصالات التنفيذية في شركة معالجة الدفعات "تشيك أوت دوت كوم" (Checkout.com) هذه النصيحة في ثلاثة مفاهيم: تحمّل المسؤولية والرفق والخاتمة. قالت إنها لسوء الحظ عملت العام الماضي مع ثلاث شركات على عمليات فصل جماعية، واضطرت لمساعدة المديرين التنفيذيين على تبليغ الموظفين بقرارات الفصل.
ضحايا التقنية
قالت بويير: "تحمل المسؤولية تعني أن يكون المدير مستعداً للاعتراف بأخطائه... لا نتوقع المثالية من المديرين لكننا نتوقع أن يتحلوا بالتواضع ليعترفوا أنهم غير معصومين، وهذا يساعد كثيراً بالحفاظ على ثقة من يتبقى في الشركة من الفريق".
أمّا الرفق فغالباً ما يكون على شكل مكافأة نهاية خدمة سخية. قد يبدو قرار رئيس "ميتا بلاتفورمز" التنفيذي مارك زوكربرغ بفصل 11 ألف موظف قاسياً فيما يواصل إنفاق مليارات الدولارات على خطط "ميتافيرس"، لكنه أعطاهم على الأقل راتب 16 أسبوعاً وتأميناً صحياً لستة أشهر، كما لن يُحرموا مكافآت 2022.
"ميتا" تعلن عن تسريح أكثر من 11 ألف موظف
أخيراً "الخاتمة أمر مهم جداً غالباً ما تقلل الشركات من شأنه"، حسب بويير، التي شرحت بأن الخاتمة "تعني أن الجانبين المغادر والمتبقي في الشركة سيحظون بفرصة وداع". يعني ذلك أيضاً السماح لهم بالاستمرار باستخدام البريد الإلكتروني الخاص بالشركة وقنوات التواصل الداخلية لبضع ساعات، رغم حظر المعلومات الحساسة.
ترى بويير أن صرف الموظفين جماعياً مرفوض تماماً، سواء كان بواسطة البريد الإلكتروني كما فعل ماسك، أو عبر اتصال فيديو كما فعلت المنصة الإلكترونية للرهون العقارية "بيتر دوت كوم" (Better.com)، التي صرفت 900 موظف في اتصال عبر تطبيق "زوم" العام الماضي. فيما يتلقى المفصولون وطأة القرار، على المديرين أن يفكروا كيف يؤثر ذلك على معنويات موظفيهم الآخرين.
بدأ قطاع التقنية يتقلص بعد سنوات من النموّ الفائق وبات آلاف الموظفين يخسرون وظائفهم. فيما تتهاوى طموحات المديرين التنفيذيين، أقل ما يمكنهم فعله هو التخفيف من حدّة سقوط ضحايا إخفاقاتهم.