نقل عملاء بنوك في الولايات المتحدة، ودائعهم من مؤسسات مالية صغيرة الحجم إلى أخرى كبيرة، في ظل أزمة مصرفية دفعت بالجهات التنظيمية إلى فرض الحراسة القضائية على بنكين محليين تباعاً.
أظهرت بيانات أسبوعية نشرها الاحتياطي الفيدرالي، أن البنوك الكبرى جمعت ودائع قيمتها 120 مليار دولار، فيما خسرت نظيراتها الأصغر حجماً 109 مليارات دولار، وفقاً لوكالة "موديز" للتصنيف الائتماني في تقرير بحثي، استناداً إلى أرقام نُشرت يوم الجمعة الماضي. وتراجع إجمالي ودائع البنوك صغيرة الحجم بنسبة 1.5% في الأسبوع المنتهي في 15 مارس، مقارنةً مع مستواه قبل عام، وهو أول تراجع سنوي منذ عام 1986.
كتب محللو وكالة "موديز"، بقيادة جيل سيتينا ودايفيد فاجنر، في التقرير، أن أحدث الأرقام "تتسم بأهمية خاصة، إذ إنها تشمل تطورات في الميزانية العمومية للنظام المصرفي في الولايات المتحدة"، في فترة تتسم "بضغوط تمويل شديدة للغاية، وتهافت على سحب الودائع في بعض البنوك في أعقاب انهيار مصرفي (سيليكون فالي بنك) و(سيغنتشر بنك)".
انهيار البنوك وراء سحب الودائع
وضعت السلطات الأميركية "سيليكون فالي بنك" في 10 مارس، التابع لمجموعة "إس في بي فايننشال غروب" (SVB Financial Group)، تحت الحراسة القضائية للمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع.
بعد ذلك بيومين، انهار مصرف "سيغنتشر بنك"، ومقره نيويورك، فيما يُعد ثالث أكبر انهيار من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة، واستحوذ "فلاغستار بنك" التابع لمصرف "نيويورك كوميونتي بانكورب" (New York Community Bancorp) على ودائع "سيغنتشر بنك" وبعض قروضه في وقت لاحق.
ووافقت شركة "فيرست سيتيزن بنك شيرز" (First Citizens BancShares Inc) يوم الأحد، على شراء مصرف "سيليكون فالي بنك"، ما جعل الشركة، التي تتخذ من راليه بولاية نورث كارولينا مقراً لها، أحد أكبر 15 مصرفاً أميركياً.
على صعيد مؤسسات الإقراض الأميركية، يبدو أن الودائع لم تنتقل فقط من البنوك الأصغر حجماً إلى نظيراتها الأكبر، لكن يبدو أيضاً أنها انتقلت من النظام البنكي في البلاد إلى صناديق سوق المال، وذلك بأخذ الفروع الأجنبية والوكالات في الحسبان، وفقاً لتقرير وكالة "موديز".
تشمل المؤسسات الكبرى أكبر 25 بنكاً، فيما تضم البنوك الصغيرة المعتمَدة محلياً كل البنوك الأخرى التي تأتي دون ذلك في التصنيف.
وقالت "موديز" إن أرقام الاحتياطي الفيدرالي، التي لم تُعدّل على أساس موسمي، تشير إلى انخفاض في ودائع النظام المصرفي الأميركي يبلغ 53 مليار دولار في ذلك الأسبوع، فيما تُظهر بيانات "إنفستمنت كومباني إنستيتيوت" (Investment Company Institute) بشأن رصيد صناديق سوق المال الأميركية في الفترة ذاتها، نمواً يبلغ 121 مليار دولار.