الشرق
يتجه المغرب نحو تحقيق رقم قياسي في إيرادات قطاع السياحة هذه السنة، متوقعاً أن تسجل نحو 114 مليار درهم (11.4 مليار دولار) بزيادة سنوية 9%، بحسب توقعات جديدة حصلت عليها "الشرق" من وزارة السياحة.
يمثل الرقم المتوقع زيادةً بنحو 13 مليار درهم عن المستهدف الأولي العام للحالي. وهو مؤشر على انتعاشة في قطاع يلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد من خلال مساهمته بـ7% في الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن توفيره فرص عمل، ومساهمته في تأمين العملات الأجنبية.
يوظف القطاع السياحي في المملكة نحو 827 ألف شخص، ما يمثل 7.8% من إجمالي اليد العاملة في المغرب، مقابل 5% عام 2019.
بلغ عدد السياح الوافدين إلى المملكة 14.6 مليون سائح حتى نهاية أكتوبر، متجاوزاً في 10 أشهر فقط الرقم القياسي للعام الماضي بأكمله. ويُتوقع أن يبلغ العدد بنهاية العام 16.5 مليون سائح، بحسب تصريح سابق لوزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور.
حتى نهاية أكتوبر، بلغت إيرادات السياحة نحو 97 مليار درهم، بزيادة نحو 10% على أساس سنوي، وفقاً لمكتب الصرف، وهو الجهاز الحكومي المعني بإحصاءات التجارة الخارجية.
اهتمام حكومي في القطاع
"أرقام السياح والإيرادات تقود القطاع لتحقيق إنجازات استثنائية، وهو ما ينعكس إيجابياً على فرص العمل في قطاعات أخرى مثل الصناعة التقليدية والنقل والتجارة والخدمات، ويزيد من مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي"، بحسب مسؤول في وزارة السياحة تحدث لـ"الشرق" مشترطاً عدم الكشف عن اسمه.
تعوّل الحكومة على استقطاب 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد الجاري، بينما تستعد لتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
اعتمدت البلاد العام الماضي خارطة طريق للقطاع 2023-2026 بهدف خلق 80 ألف فرصة عمل مباشرة إضافية، من خلال دعم الاستثمار الخاص في الفنادق والمطاعم، و120 ألف فرصة عمل غير مباشرة في القطاعات المرتبطة.
كما أطلقت برنامج "CAP Hospitality" بقيمة 4 مليارات درهم لتجديد الفنادق، وبرنامج "GO سياحة" بقيمة 720 مليون درهم لدعم 1700 شركة سياحة بحلول 2026، إضافة إلى برنامج "مقاولة سياحية" لدعم الشباب للاستثمار في القطاع.
من شأن تعزيز الربط الجوي بين المملكة والدول الأخرى أن يساهم في الوصول إلى مستهدفات الحكومة السياحية. وفي هذا السياق، رفعت شركات النقل الجوي رحلاتها من المملكة وإليها، كما دخلت "رايان إير"، واحدة من أكبر شركات الطيران منخفض التكلفة، سوق الرحلات المحلية والخارجية في المملكة، ما زاد من عملية الربط مع عدة مدن في الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل المصدر الرئيسي للسياح إلى المغرب.