كيف تدرب الصين كلبك الآلي؟

فهم تطور سوق الروبوتات رباعية الأرجل يُقدم لمحة عمّن قد يفوز في سباق الروبوتات البشرية

time reading iconدقائق القراءة - 7
\"جي 1 هيومانويد\" (G1 Humanoid) و\"جي او 2 روبوت دوغ\" (Go2 Robot Dog) من إنتاج شركة \"يونيتري روبوتيكس\" (Unitree Robotics) أثناء عرض خلال قمة \"Humanoids\" في ماونتن فيو، كاليفورنيا - بلومبرغ
"جي 1 هيومانويد" (G1 Humanoid) و"جي او 2 روبوت دوغ" (Go2 Robot Dog) من إنتاج شركة "يونيتري روبوتيكس" (Unitree Robotics) أثناء عرض خلال قمة "Humanoids" في ماونتن فيو، كاليفورنيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

حظيت الروبوتات الشبيهة بالبشر باهتمام كبير هذا العام. لكن رباعيات الأرجل أو الكلاب الآلية، تبرز كأرض اختبار حقيقية للذكاء الاصطناعي المُجسّد.

تتميز هذه الآلات رباعية الأرجل على نظيراتها ذات الساقين بالاستقرار وخفة الحركة، ما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام في العالم الحقيقي. وفقاً لتقرير صدر الأسبوع الماضي عن شركة ”سيمي أناليسز“ (Semianalysis)، فإن هذه هي "أكثر الروبوتات متعددة الأغراض تطوراً اليوم". وتُهيمن الصين على هذا السوق، لا الولايات المتحدة.

"يونيتري" الصينية: الروبوتات الشبيهة بالبشر ما زالت تفتقر إلى الذكاء الاصطناعي

بالنظر إلى أحدث البيانات المتاحة للجمهور، وجد محللون أن شركة ”هانغجو يونيتري تيكنولوجي“ (Hangzhou Unitree Technology) تتصدر السوق حالياً، حيث استحوذت على حوالي 70% من حجم المبيعات العالمية للروبوتات رباعية الأرجل في عام 2023.

يُرجح أن هذه الأرقام قد ارتفعت بشكل كبير منذ ذلك الحين، لكن حتى قبل عامين، كانت شحنات ”يونيتري“ تفوق عشرة أضعاف إجمالي شحنات منافستها التالية، شركة ”بوسطن ديناميكس“ (Boston Dynamics) الأميركية.

هل استعادة الريادة سهلة بعد خسارتها؟

هذه الريادة ستجعل استعادة الصدارة أمراً يصعب تحقيقه على الولايات المتحدة. تتطور الروبوتات رباعية الأرجل بسرعة من عروض الشقلبة إلى منصات اختبار جادة لأنظمة حاسوبية تتنقل في العالم الحقيقي - وهي نفس الوظائف التي تحتاجها الروبوتات البشرية لتصبح مجدية تجارياً.

إن فهم كيفية تطور سوق الروبوتات رباعية الأرجل يُقدم لمحة عامة عن من قد يفوز في سباق الروبوتات البشرية، الذي يراهن عليه إيلون ماسك لمستقبل شركة ”تسلا“. تتوقع ”مورغان ستانلي“ أن يتجاوز هذا السوق 5 تريليونات دولار بحلول عام 2050.

روبوتات حدادة تعوض ندرة الحرفيين المهرة

أدى دعم بكين لما يُسمى الذكاء الاصطناعي المُجسّد إلى تعزيز قطاع الروبوتات المحلي، في حين أدت سلاسل توريد التقنية والمركبات الكهربائية الضخمة إلى خفض التكاليف وتسريع وتيرة التطوير. كما يُظهر صعود يونيتري كيف ساهم نهج الصين للتعاون المفتوح في تعزيز التقدم.

تكلفة أكبر أدت إلى أبحاث أقل

أعلنت ”يونيتري“ الأسبوع الماضي، عن منصة تعليمية جديدة للطلاب للمساعدة في تدريب كلابها الروبوتية، وتحديداَ طراز (Go2) الأرخص، الذي يبدأ سعره من 1600 دولار. تتيح هذه الخطوة بيئة (Go2) المتكاملة للناس لتعلم التشغيل والصيانة، بالإضافة إلى أبحاث التطبيقات الجديدة.

يجمع هذا بيانات التدريب القيّمة من كثرة من المصادر وفي الوقت نفسه تعزيز الولاء تجاه العلامة التجارية وإنتاج جيل جديد من مهندسي الروبوتات. سيساعد هذا الروبوتات على تجاوز المهام الثابتة والمتكررة، وفتح آفاق أوسع من الاستخدامات.

يُقدم روبوت الكلب "سبوت" من شركة ”بوسطن ديناميكس“ حالياً قدرات أكبر، وقد أُطلق قبل وقت طويل من انضمام الصين إلى هذا المجال. لكن سعره الباهظ أبعده عن معظم مختبرات الأبحاث.

"سوفت بنك" يجري مفاوضات بيع "بوسطن ديناميكس" لـ"هيونداي" الكورية

في المقابل، ساهمت قدرة "يونيتري" على تحمل التكاليف في نشوء منظومة من المطورين والأكاديميين. ومع ازدياد استخدام أجهزتها لدى مزيد من المختبرات والجامعات ومجتمع أوسع، يُتيح للشركة فرصةً قيّمةً للاستحواذ على السوق.

تُحضّر "يونيتري" الآن أحد أكثر الاكتتابات العامة الأولية ترقباً في الصين منذ سنوات، حيث تتطلع إلى تقييم بقيمة حوالي 7 مليارات دولار. وصرح مؤسسها وانغ شينغشينغ، الذي شوهد في الصف الأمامي خلال اجتماع الرئيس شي جين بينغ في فبراير مع المديرين التنفيذيين في مجال التقنية، في وقت سابق من هذا العام أن الإيرادات السنوية تجاوزت 140 مليون دولار، وأنها تُحقق أرباحاً منذ عام 2020، وهو إنجاز نادر في قطاع يشهد استنزافاً للسيولة.

قطاع ما يزال في بداياته لكن هل سيؤتي ثماره؟

ما تزال هناك عقبات لا تُحصى تواجه هذه الصناعة الناشئة. ورغم كل الضجيج، وخاصةً من الصين، إلا أنها لم تنضج بعد. ما يزال الكثيرون يحاولون إثبات فائدتهم، بدلاً من مجرد تسليط الضوء على مهاراتهم. ويُخاطر الدعم الحكومي بتحويل بعض هذه المهارات إلى مجرد قطع عرض باهظة الثمن للشركات التي تملكها الدولة.

كانت بعض عروض الروبوتات العامة في الصين خلال العام الماضي مثار سخرية. كان هناك سباق نصف الماراثون، حيث تعثر المتسابقون وسقطوا ولم يُكمل معظمهم السباق. كما كانت هناك مسابقة ”كيك بوكسينغ“ مُتعثرة، ومباراة كرة قدم خرقاء.

مستقبل الروبوتات قادم على قدمين

لكن لا ينبغي تجاهل هذا على أنه فشل، إذ تُظهر كل تجربة مدى سرعة نضوج التقنية - على نطاق بدا مستحيلاً حتى قبل بضع سنوات فقط. من نواحٍ عديدة، يعكس هذا دورة تقنية ظهرت في مجالات مثل المركبات ذاتية القيادة، التي خيبت الآمال إلى حد كبير قبل أن تتوسع بهدوء. 

كما يُظهر مدى جيش المهندسين في الصين الذين يعدلون على هذه الروبوتات. على الرغم من ألعاب الروبوتات الخرقاء، تشهد بكين أن دفعها نحو الأتمتة يُعيد تشكيل الصناعات.

كان هناك أكثر من مليوني روبوت صناعي يعمل في الصين العام الماضي، وهو العدد الأكبر بين جميع الدول، وفقاً لبيانات الشهر الماضي الصادرة عن الاتحاد الدولي للروبوتات. ركبت جمهورية الصين الشعبية عدداً من الروبوتات الصناعية في عام 2024 (295,000 وحدة) يفوق ما قامت به بقية دول العالم مجتمعة - وبلغ عديد الروبوتات المركبة في الصين في ذلك العام أكثر من ثمانية أضعاف عدد الروبوتات في الولايات المتحدة.

إن الآثار المترتبة على سوق العمل العالمي عميقة، والتهديد يثير قلقاً في الولايات المتحدة. إن الصين، التي تتمتع بحماية أقل للعمالة المنظمة، تُضاعف جهودها في الأتمتة كضرورة ديموغرافية. وهذا مثال حي على ملاحظة الكاتب دان وانغ بأن أميركا يديرها المحامون أما الصين فيتولى إدارتها والصين المهندسون.

من خلال خفض التكاليف وكسب مجتمع البحث العلمي، تمهّد ”يونيتري“ الطريق بهدوء للهيمنة على مجموعة واسعة من التطبيقات في العصر الصناعي الجديد. إذا كان الحلم العالمي للروبوتات البشرية يعني ضرورة المشي على أربع أرجل قبل الوقوف على اثنتين، فإن دروس الصين في كيفية تدريب الكلاب الروبوتية بالغة الأهمية.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

logo

شانغهاي

3 دقائق

12°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 12°/12°
0 كم/س
88%