"لوك أويل" الروسية تبيع أصولها إلى "غنفور" وسط العقوبات الأميركية

الصفقة تشمل نقل شبكة عالمية من الحقول والمصافي ومحطات الوقود إلى عملاقة تجارة الطاقة المستقلة

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعار شركة الطاقة الروسية \"لوك أويل\" - بلومبرغ
شعار شركة الطاقة الروسية "لوك أويل" - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وافقت شركة "لوك أويل" (Lukoil PJSC) الروسية المنتجة للنفط على بيع أصولها الدولية لمجموعة "غنفور" (Gunvor Group) لتجارة الطاقة، وذلك بعد أسبوع من تعرضها لعقوبات أميركية.

قالت ثاني أكبر مُنتجة للنفط في البلاد إنها قبلت عرضاً من "غنفور" وتعهدت بعدم التفاوض مع مشترين محتملين آخرين. وإذا نجحت الصفقة، فستشمل نقل شبكة عالمية واسعة من حقول النفط، والمصافي، ومحطات الوقود إلى واحدة من أبرز شركات تجارة السلع المستقلة في العالم.

أدرجت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عملاقتي النفط "روسنفت" (Rosneft PJSC) و"لوك أويل" على القائمة السوداء، في إطار محاولة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال حرمان موسكو من الإيرادات.

اقرأ المزيد: العقوبات الأميركية الأخيرة ضد النفط الروسي: ما الجديد؟

تُمثل هذه الخطوة أول حزمة عقوبات كبرى تُفرض على قطاع النفط الروسي منذ تولّي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه، ما دفع الحكومات والشركاء التجاريين إلى الإسراع لفهم تداعياتها.

استبعاد وحدات "لوك أويل" بدبي من صفقة البيع

ويتضمّن العرض، الذي لم يُفصح عن قيمته، ذراع التجارة التابع لشركة "لوك أويل إنترناشونال" والمعروف باسم "ليتاسكو" (Litasco)، لكنه لا يشمل الوحدات التابعة في دبي التي أصبحت مؤخراً خاضعة للعقوبات، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.

تتمتع "غنفور" (Gunvor) بتاريخ طويل مع روسيا. فقد وُضع شريكها المؤسّس غينادي تيمشينكو على قائمة العقوبات الأميركية في أعقاب ضمّ الكرملين لشبه جزيرة القرم في عام 2014، إذ ادّعت الحكومة الأميركية حينها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه "استثمارات في غنفور"، وهو ما نفته الشركة بشكل متواصل.

اقرأ أيضاً: رئيس "توتال": أسواق النفط تقلل من تأثير العقوبات على روسيا

منذ أن باع تيمشينكو حصته، أصبحت الشركة مملوكة بغالبيتها لشريكها المؤسّس والرئيس التنفيذي توربيورن تورنكفيست.

شركات تجارة السلع تقتنص صفقات

بعد تحقيق أرباح قياسية جراء التقلبات الأحدث في أسواق الطاقة، تنفق شركات تجارة السلع الغنية بالسيولة مبالغ كبيرة على الأصول بهدف تأمين هوامش ربح أفضل في المستقبل. وقد تمنح الصفقة المحتملة شركة "غنفور" نظاماً متكاملاً من أعمال المنبع والمصب، على غرار وحدات التجارة التابعة لكبريات الشركات مثل "بي بي" (BP Plc) و"شل" (Shell Plc).

تخضع الصفقة لموافقة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، إلى جانب الحصول على التراخيص الأخرى ذات الصلة. ووفقاً لشخص مطلع على الأمر، فقد بدأت "غنفور" بالفعل محادثات مع السلطات الأميركية.

أصول "لوك أويل" الأكثر تنوعاً بين الشركات الروسية

تُعدُ "لوك أويل" الشركة الأكثر تنوعاً على الصعيد الدولي بين عملاقات النفط الروسية. وتشمل أصولها حقول نفط، ومصافي تكرير، وشبكة تضم أكثر من 5 آلاف محطة وقود تمتد من الولايات المتحدة إلى بلجيكا.

قد يهمك: أكبر مصفاة نفط في الهند تبحث عن شحنات من الأميركيتين بعد عقوبات روسيا

قد يُعقّد حجم أعمال "لوك أويل" الدولية الجوانب الفنية لمثل هذه الصفقة، إذ بلغ إجمالي حقوق الملكية لدى "غنفور" 6.5 مليار دولار في نهاية عام 2024، مع امتلاك تورنكفيست نحو 85% منها. كما تمتلك الشركة حصصاً في أصول مثل محطة لتوليد الكهرباء بالغاز في إسبانيا ومصفاة نفط في ألمانيا.

يظهر التقرير السنوي لعام 2023 الصادر عن "لوك أويل إنترناشونال" أن قيمة حقوق الملكية لديها بلغت 19.1 مليار يورو (22.2 مليار دولار)، ما يشير إلى أن الصفقة ستكون على الأرجح كبيرة الحجم، ويبرز الحجم الهائل للشركة في أسواق النفط العالمية.

ما أصول "لوك أويل" في الشرق الأوسط؟

ووفقاً للتقرير نفسه، فقد اشترت وباعت ذراعها التجارية "ليتاسكو" (Litasco)، التي تتخذ من جنيف ودبي مقراً لها، ما معدله 1.19 مليون برميل يومياً العام الماضي، إلا أنها تعرضت لضغوط من البنوك وشركات تجارة السلع الأخرى بعد فرض العقوبات الأميركية والبريطانية على "لوك أويل".

قد يهمك أيضاً: المجر تعترض على عقوبات أوروبية مقترحة ضد "لوك أويل" في دبي

تمتلك الشركة الروسية 75% من مشروع "غرب القرنة 2" العملاق في العراق، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 500 ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى 80% من "الرقعة 10" في المنطقة نفسها. وتشمل أعمالها في قطاع المنبع أيضاً حصصاً أقلية في مشاريع بدول مثل كازاخستان، وأوزبكستان، وأذربيجان، فضلاً عن عدد من الدول الأفريقية. ومع ذلك، لم تشكّل هذه المشاريع سوى 5% من إجمالي إنتاج "لوك أويل" من النفط الخام خلال العام الماضي، وفقاً لتقريرها السنوي.

كما تمتلك الشركة مصفاة نفط في بلغاريا، حيث كان وزير الطاقة في البلاد قد أجرى محادثات مع وزارة الخزانة الأميركية بشأن مواصلة العمليات بعد فرض العقوبات.

تصنيفات

قصص قد تهمك