
الشرق
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي، حرب غزة، بأنها "كابوس ليس فقط للإسرائيليين بل وللفلسطينيين أيضاً"، قائلاً "انتهى الكابوس الطويل أخيراً". مشدداً على أنه "يجب نزع سلاح حماس، حتى لا تشكل خطراً على إسرائيل في المستقبل"
واعتبر ترمب، أن "هذا هو وقت إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط"، متعهداً بالعمل على توسيع اتفاقات إبراهام. وقال إنه "حان الوقت لترجمة الانتصارات في ساحة المعركة" إلى "الجائزة الكبرى المتمثلة في السلام والازدهار لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها"، معتبراً أن إسرائيل "حققت كلما يمكن تحقيقه من نصر بقوة السلاح".
واستبعد الرئيس الأميركي إمكانية استعادة إيران لبرنامجها النووي، مبدياً استعداده لفتح صفحة جديدة مع طهران.
رهانات ديبلوماسية
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة بمنطقة الشرق الأوسط تحمل رهاناً دبلوماسياً هو الأهم في ولايته الثانية، إذ يسعى لتكريس اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" وإعلان نهاية حرب غزة التي استمرت لعامين، في خطوة يعتبرها اختباراً حقيقياً لقدراته على تثبيت السلام في منطقة مثقلة بالنزاعات منذ عقود.
وتشمل الجولة بعد إسرائيل زيارة منتجع شرم الشيخ المصري الذي يستضيف مؤتمراً موسعاً يترأسه مع ترمب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
ويراهن ترمب على نفوذه الشخصي وضماناته المباشرة، إلى جانب الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، لضمان التزام الأطراف ببنود الاتفاق، فيما يزور إسرائيل ومصر لتأكيد الدور الأميركي في تخطيط المرحلة التالية لما بعد الحرب.
نتنياهو ليس مدعواً.. بل سيشارك.. هو تراجع
شهدت الساعات الأخيرة قبل انعقاد مؤتمر شرم الشيخ محاولات لمشاركة نتنياهو، رغم أن الترتيبات المعلنة للمؤتمر تتضمن عدم مشاركة طرفي الحرب: الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس". وتقرر في النهاية عدم مشاركته.
كانت الرئاسة المصرية أعلنت تعديل قائمة المشاركين لتشمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، عقب اتصال بين ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وجاء الاتصال أثناء اجتماع مغلق عقده ترمب ونتنياهو في مقر الكنيست قبل أن يدخل القاعة لإلقاء خطابه.
وبعد أقل من ساعة عاد مكتب نتنياهو ليعلن أنه لن يشارك لأسباب دينية تتعلق بالأعياد اليهودية، وسط تقارير، لم يتم التأكد من صحتها، تؤكد اعتراض أطراف أوروبية وإسلامية من المشاركين بالمؤتمر لاستشعارهم الحرج من وجوده بالنظر إلى أنه مطلوب للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
أجواء احتفالية
وقال الرئيس الأميركي في كلمة إلى الصحافيين عند وصوله إلى مقر الكنيست الإسرائيلي، إنه "يوم عظيم، بداية جديدة كلياً، وأعتقد أنه لم يسبق أن شهدنا حدثاً كهذا". وعندما سُئل عما سيحدث، إذا لم تلتزم حركة "حماس" بوقف إطلاق النار، أجاب: "سيلتزمون".
لمتابعة التغطية المباشرة لأخبار صفقة غزة اضغط هنا
ورغم أن جلسة الكنيست شهدت مقاطعة أحد نواب المعارضة للرئيس الأميركي إلا أنه غلبت عليها أجواء احتفالية بزيارة ترمب الذي يعتبر رابع رئيس أميركي يلقي خطاباً أمام المؤسسة التشريعية الإسرائيلية، وارتدى الأعضاء قبعات كتب عليها شعار "ترمب رئيس السلام"، بينما تم وصفه بأنه أقرب صديق لإسرائيل.
قال الرئيس الأميركي بينما كان يغادر إلى الشرق الأوسط إنه متفائل بأن الأطراف المختلفة ستلتزم بالاتفاق. وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية الأولى "إير فورس وان": "لديّ الكثير من الضمانات الشفوية، وليست مكتوبة، لكنها قُدّمت لي وأعتقد أنه سيتم التمسك بها بشكل قوي للغاية، ولهذا أعتقد أن الاتفاق سينجح".
ومع ذلك، حذّر مسؤولون أميركيون من أن الأيام المقبلة قد تحمل مخاطر تعرقل الهدنة، مؤكدين أن الإدارة الأميركية ستبقى منخرطة لمنع انهيار التفاهمات.
الولايات المتحدة تسلم مفاتيح سياستها في غزة لإسرائيل
تبادل الأسرى
كان الجيش الإسرائيلي أعلن عن تسلمه 13 محتجزاً من الصليب الأحمر الدولي، بعد أن أطلقت حركة "حماس" سراحهم. حيث تم نقلهم إلى خارج القطاع من قبل قوات خاصة إسرائيلية إلى منشأة تابعة للجيش بالقرب من بلدة زعيم الحدودية لإجراء فحص أولي ولقاء عائلاتهم.
وفي وقت سابق، أطلقت حركة "حماس" 7 محتجزين من مدينة غزة. والآن، وبعد إطلاق سراح الـ20 محتجزاً، لم يعد لدى "حماس" أي محتجزين إسرائيليين أحياء، منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
ومن المقرر أن تبدأ "حماس" في وقت لاحق، الاثنين، في إجراءات إعادة رفات 28 محتجزاً آخرين.
وأشارت الحركة، في بيان، إلى أن جناحها العسكري "كتائب القسام" أطلقت سراح 20 محتجزاً إسرائيلياً لدى الفصائل الفلسطينية، وطالبت الوسطاء بـ"إلزام إسرائيل بتنفيذ تعهداتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار".
في الوقت ذاته قال مسؤول مشارك في عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" لوكالة "رويترز"، الإثنين، إن جميع الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 1966 والمقرر إطلاق سراحهم في إطار صفقة التبادل، "صعدوا على متن حافلات في السجون الإسرائيلية"، تمهيداً لإطلاقهم
وأضاف المسؤول أن من بين هؤلاء الأسرى 1716 فلسطينياً من غزة اعتقلتهم إسرائيل بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
من الحرب إلى الدبلوماسية
الاتفاق يمثل نقطة تحوّل بعد فشل إدارات متعاقبة في تحقيق تهدئة دائمة منذ اندلاع الحرب قبل عامين. وجاء التفاهم بعد ضغوط مارسها ترمب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتوازي مع وساطة مكثفة قادتها مصر وقطر وتركيا.
واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس في أكتوبر 2023، وأسفر وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 251 رهينة. ووفقاً للسلطات المحلية في غزة، دمرت الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية غزة وقُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني.
وتبقى تفاصيل المراحل التالية غير محسومة، خصوصاً ما يتعلق بآلية نزع سلاح "حماس" وتشكيل قوة استقرار دولية في غزة، إضافة إلى جدول انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
ويؤكد مسؤولون أميركيون أن الحفاظ على الهدنة مرهون بالتزام إسرائيل بعدم استئناف القتال بعد استعادة الرهائن، وفق "بلومبرغ".
في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" إن الوسطاء الذين ساعدوا في التوصل إلى الاتفاق قرروا تأجيل المحادثات حول القضايا الأكثر تعقيداً، مثل نزع سلاح حماس، لأن الطرفين لم يكونا جاهزين لعقد اتفاق شامل.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن مصر تدعم فكرة نشر قوة دولية في قطاع غزة، ولكن بشرط الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي. وأضاف عبد العاطي في مقابلة مع قناة "سي بي إس نيوز" إن "نشر قوة دولية في غزة مطروح على الطاولة وندعم هذه الفكرة".
وكانت خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة، والتي تتضمن 20 بنداً، نصت على أن "الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء العرب والدوليين لتطوير قوة استقرار دولية مؤقتة (Temporary International Stabilization Force) تُنشر فوراً في غزة، وستقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التي جرى التحقق من أهليتها، بالتشاور مع الأردن ومصر لما لهما من خبرة واسعة في هذا المجال".
جولة إقليمية لاحتواء التوترات
وصل ترمب إلى إسرائيل اليوم الإثنين، حيث سيلتقي عائلات الرهائن ويلقي كلمة أمام الكنيست، قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ في مصر للمشاركة في قمة سلام مشتركة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من القادة العرب والأوروبيين يمثلون ما يصل إلى 20 دولة، بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
الرحلة الخاطفة التي يقوم بها ترمب تحمل بصماته المعهودة كرئيس يهوى عقد الصفقات، إذ يندفع لإتمام الاتفاق حتى قبل تسوية التفاصيل الدقيقة.
دبلوماسية دونالد ترمب الشخصية
قادت المفاوضات الماراثونية شخصيات مقربة من ترمب، أبرزهم مبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، اللذان أجريا جولات تفاوضية مكثفة في القاهرة وتل أبيب انتهت بتوقيع الاتفاق.
وخلال الاجتماعات، شارك ترمب عبر الهاتف في مراحل حاسمة من التفاوض، موجهاً فريقه إلى إنجاز الاتفاق "بأي ثمن"، مع التأكيد على ضرورة أن تكون مرحلة ما بعد الحرب مختلفة عن الوضع السابق في غزة.
ونقلت بلومبرغ عن أحد المسؤولين أن ترمب قدّم ضمانات بأن جميع الأطراف ستلتزم بالاتفاق. وستؤكد زيارته هذا الأسبوع مجدداً هذا التعهّد، إلى جانب نشر 200 جندي أميركي، سيتمركز بعضهم في إسرائيل، للمساهمة في إنشاء قوة دولية للاستقرار.





