
الشرق
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي، مشيراً إلى أن قواته أعادت تموضعها على خطوط انتشار عملياتية جديدة بموجب الاتفاق الذي يشمل أيضاً إعادة المحتجزين.
وأفادت مراسلة "الشرق" في غزة، بأن نازحين فلسطينيين بدؤوا بالعودة إلى مدينة غزة عبر شارع الرشيد دون أن يتعرضوا لإطلاق النار، وذلك بعد سريان الهدنة.
وقال الجيش في بيان: "تتمركز القوات في القيادة الجنوبية وستواصل العمل على إزالة أي تهديد فوري".
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، فجر الجمعة، على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أعلن عنه ترمب، وذلك في أعقاب اجتماع وزاري إسرائيلي حضره مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.
وقال مكتب نتنياهو إن "الحكومة الإسرائيلية توافق على خطة غزة من أجل الإفراج عن جميع المحتجزين".
رغم الموافقة، صوّت 5 وزراء من حزبي "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية"، وهما من أحزاب اليمين المتطرف في إسرائيل، ضد الاتفاق.
ويقود حزب "الصهيونية الدينية" وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فيما يتزعم حزب "القوة اليهودية" وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، ويُعدّ الاثنان من أبرز وجوه اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
ترمب يخطط للتوجه إلى المنطقة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: "أعتقد أنه سيكون هناك سلام دائم بعد اتفاق غزة"، مشيراً إلى أنه سيتوجه إلى مصر لحضور التوقيع الرسمي على الاتفاقية. وتوقع أن يتم تحرير الرهائن المحتجزين في غزة يوم الإثنين أو الثلاثاء.
وأوضح ترمب، خلال اجتماع للحكومة: "الليلة الماضية حققنا إنجازاً تاريخياً في الشرق الأوسط، وهو أمر قال الناس إنه لن يحدث أبداً.. أنهينا الحرب في غزة، وعلى نطاق أوسع بكثير، صنعنا السلام، وأعتقد أنه سيكون سلاماً دائماً، نأمل أن يكون سلاماً أبدياً، سلاماً في الشرق الأوسط".
ترمب أضاف أن "السلام في الشرق الأوسط هو الأولوية". وأوضح أن غزة "سيُعاد إعمارها.. العديد من الدول تدخلت لحدوث ذلك. أعتقد أنكم ستشاهدون بعض الدول العظيمة تنهض، وتضخ أموالاً كثيرة للاهتمام بالأوضاع هناك".
وقال ترمب إن الهجوم على إيران "كان مهماً للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة"، وألمح إلى أنه لولا الهجمة "لكانت إيران تمتلك سلاحاً نووياً". وأضاف الرئيس الأميركي: "وحتى إن كنا وقعنا اتفاقاً، لكانت ستكون هناك سحابة سوداء تحلق في الأفق".
ومع ذلك، قال ترمب: "وضع إيران مختلف الآن، فهم يريدون السلام. ونقدّر لهم ذلك، وسنعمل مع إيران ونريد أن نراهم يعيدون بناء بلادهم أيضاً".
ترمب يعلن الاتفاق
الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على منصة "تروث" للتواصل الاجتماعي، أن "حماس" وإسرائيل وقّعتا على المرحلة الأولى من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، ما يتيح تبادلاً للرهائن والأسرى، وانسحاباً إسرائيلياً من بعض مناطق القطاع.
بموجب ما نشره ترمب، فإن إسرائيل ستقوم بسحب قواتها في غزة إلى خط متفق عليه، وذلك "كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم"، مشدداً على أن "جميع الأطراف ستعامل بإنصاف".
وأكد ترمب أيضاً أن التوقيع على المرحلة الأولى يعني أن إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين سيكون "قريباً جداً"، في حين أشارت "سي إن إن" إلى أن هذه العملية قد تتم السبت أو الأحد.
يقضي الاتفاق بأن تطلق "حماس" سراح نحو 20 رهينة بالإضافة إلى تسليم رفات نحو 20 آخرين قضوا في الأسر، في حين من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجونها، وفق ما نقلته "بلومبرغ".
تم التوصل إلى الاتفاق في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر، خلال محادثات أعقبت كشف ترمب النقاب عن خطة سلام من 21 بنداً في وقت سابق من الأسبوع الماضي. ولا تزال بعض عناصر الخطة المعقدة بحاجة إلى تسوية، إذ تبقى هناك فجوات كبيرة بين الجانبين بشأن قضايا مثل نزع سلاح "حماس".
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية القطرية بأنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من إنهاء الحرب، مؤكدة أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل اتفاق وقف النار لاحقاً.
ونقلت "رويترز" عن ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية أنه تم الاتفاق على كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبما يؤدي لوقف الحرب والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين ودخول المساعدات.
وأكدت "حماس" في بيان "التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة"، داعية الدول الضامنة إلى "إلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فتعهد في بيان مقتضب بعد إعلان ترمب، بـ"إعادة جميع الرهائن"، وأكد أنه سيدعو الحكومة للاجتماع لإقرار الاتفاق.
غزة.. دمار في أغلب القطاع وخسائر أولية تتجاوز 70 مليار دولار
إلى ذلك، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، التابع لحركة "حماس" هذا الأسبوع أن الجيش الإسرائيلي تسبب في "دمار شامل" للقطاع بنسبة 90%، موضحاً أن عدد الضحايا والمفقودين بلغ 76 ألفاً و639 فلسطينياً، فضلاً عن 169 ألفاً و583 بين جريح ومصاب استقبلتهم المستشفيات.
ولفت إلى أن مليونَي مدني فلسطيني تعرضوا إلى النزوح بسبب سياسة "التهجير القسري" الإسرائيلية، من بين أكثر من مليونين و400 ألف فلسطيني يتعرضون للإبادة والتجويع والتطهير العرقي.
وبيّن مكتب الإعلام الحكومي أن أكثر من 19 ألف جريح في حاجة إلى تأهيل طويل الأمد، لافتاً إلى وجود أكثر من 4 آلاف و800 حالة بتر للأعضاء، بينهم 18% أطفال. وذكر أن هناك 1200 حالة شلل و1200 حالة فقدان بصر.
وقال المكتب إن الحرب الإسرائيلية أسفرت عن 56 ألفاً و348 طفلاً يتيماً بلا والدين أو أحدهما، ونبّه أن أكثر من 5 آلاف و200 طفل يحتاجون إجلاءً طبياً عاجلاً لإنقاذ حياتهم.
وأوضح أن "مجموع الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية بلغ 70 مليار دولار"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر ما يزيد عن 94% من الأراضي الزراعية في القطاع، وأكثر من 700 ألف متر طولي من شبكات المياه، ومثلهم من من شبكات الصرف الصحي، فضلاً عن تدمير أكثر من 3 ملايين متر طولي من شبكات الطرق والشوارع.
الخطة الشاملة للرئيس دونالد ترمب لإنهاء النزاع في غزة
1. ستصبح غزة منطقة منزوعة التطرف وخالية من الإرهاب، لا تشكل تهديداً لجيرانها.
2. سيُعاد إعمار غزة لصالح سكانها الذين عانوا ما فيه الكفاية.
3. إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، فستنتهي الحرب فوراً. وستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه تمهيداً لعملية إطلاق سراح الرهائن. وخلال هذه الفترة، ستتوقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستظل خطوط القتال مجمّدة إلى أن تُستوفى الشروط الخاصة بالانسحاب المرحلي الكامل.
4. في غضون 72 ساعة من إعلان إسرائيل قبول هذا الاتفاق، ستتم إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً.
5. بمجرد الإفراج عن جميع الرهائن، ستطلق إسرائيل سراح 250 سجيناً محكوماً بالمؤبد، إضافةً إلى 1700 معتقل من غزة تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المعتقلين في ذلك السياق. وعن كل رهينة إسرائيلي تُسلَّم جثته، ستسلّم إسرائيل رفات 15 فلسطينياً من غزة.
6. بعد إعادة جميع الرهائن، سيُمنح أعضاء حركة حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي وبالتخلي عن أسلحتهم عفواً عاماً. أما من يرغب من عناصر حماس في مغادرة غزة فسيُوفَّر له ممر آمن إلى دول مستقبلة.
7. عند قبول هذا الاتفاق، ستدخل مساعدات شاملة وفورية إلى قطاع غزة. وكحد أدنى، ستتطابق كميات المساعدات مع ما نصّ عليه اتفاق 19 يناير 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما يشمل إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه، الكهرباء، الصرف الصحي)، إعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام وفتح الطرق.
8. سيُتاح دخول وتوزيع المساعدات في قطاع غزة من دون تدخل من الطرفين، عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر، إلى جانب مؤسسات دولية أخرى غير مرتبطة بأي من الطرفين. أما فتح معبر رفح في الاتجاهين فسيخضع للآلية ذاتها التي طُبّقت بموجب اتفاق 19 يناير 2025.
9. ستدار غزة بموجب حكم انتقالي مؤقت من قِبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تتولى إدارة الخدمات العامة والشؤون المحلية لسكان غزة. وستتكون هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تسمى "مجلس السلام"، برئاسة الرئيس دونالد ج. ترمب، مع أعضاء ورؤساء دول يُعلن عنهم لاحقاً، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وستضع هذه الهيئة الإطار وتدير التمويل الخاص بإعادة إعمار غزة إلى أن تُنجز السلطة الفلسطينية برنامج الإصلاح الخاص بها، كما هو موضح في عدة مقترحات، بما في ذلك خطة السلام التي طرحها الرئيس ترمب عام 2020 والمقترح السعودي-الفرنسي، وتصبح قادرة على استعادة السيطرة على غزة بشكل فعّال وآمن. وستستند هذه الهيئة إلى أفضل المعايير الدولية لإنشاء حوكمة حديثة وفعّالة تخدم سكان غزة وتجذب الاستثمارات.
10. ستوضع "خطة ترمب للتنمية الاقتصادية" لإعادة بناء غزة وتنشيطها، عبر لجنة خبراء ساهموا في تأسيس مدن حديثة مزدهرة في الشرق الأوسط. وسيُنظر في العديد من المقترحات الاستثمارية المدروسة والأفكار التنموية الواعدة التي صاغتها جهات دولية حسنة النية، ليجري دمجها ضمن أطر الأمن والحوكمة بما يجذب هذه الاستثمارات ويُيسّرها، لتوفير فرص عمل وبعث الأمل بمستقبل أفضل لغزة.
11. كما ستُنشأ منطقة اقتصادية خاصة تتمتع بتعريفات جمركية تفضيلية وآليات وصول تُتفاوض بشأنها مع الدول المشاركة.
12. لن يُجبر أحد على مغادرة غزة، ومن يرغب في المغادرة فله الحرية في ذلك والحرية في العودة. وسنشجع السكان على البقاء وإعطائهم فرصة لبناء غزة أفضل.
13. تتعهد حركة حماس والفصائل الأخرى بعدم المشاركة في أي شكل من أشكال الحكم في غزة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وستُدمَّر كل البُنى التحتية العسكرية والهجومية والإرهابية، بما في ذلك الأنفاق ومرافق إنتاج الأسلحة، ولن يُعاد بناؤها. وستُجرى عملية نزع سلاح غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، بما يشمل وضع الأسلحة خارج الخدمة نهائياً من خلال آلية متفق عليها للتجريد من السلاح، مدعومة ببرنامج شراء وإعادة إدماج دولي التمويل، مع التحقق من ذلك من قبل المراقبين المستقلين. وستلتزم "غزة الجديدة" التزاماً كاملاً ببناء اقتصاد مزدهر وبالتعايش السلمي مع جيرانها.
14. سيُقدَّم ضمان من الشركاء الإقليميين للتأكد من التزام حركة حماس والفصائل بتعهداتها وضمان ألا تشكل "غزة الجديدة" تهديداً لجيرانها أو لسكانها.
15. ستعمل الولايات المتحدة مع الشركاء العرب والدوليين لتطوير "قوة استقرار دولية مؤقتة" (Temporary International Stabilization Force) تُنشر فوراً في غزة. وستقوم هذه القوة بتدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية التي جرى التحقق من أهليتها، بالتشاور مع الأردن ومصر لما لهما من خبرة واسعة في هذا المجال. وستكون هذه القوات هي الحل الأمني الداخلي طويل الأمد. وستعمل الـ(ISF) مع إسرائيل ومصر للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية، إلى جانب الشرطة الفلسطينية المدربة حديثاً. ومن الضروري منع دخول الذخائر إلى غزة وتيسير تدفق السلع بسرعة وأمان لإعادة بناء غزة وإنعاشها. كما سيتم الاتفاق على آلية لتجنب الاشتباك بين الأطراف.
16. لن تحتل إسرائيل غزة ولن تضمها. ومع تثبيت السيطرة والاستقرار بواسطة قوة الاستقرار الدولية، ستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي وفق معايير ومحطات زمنية مرتبطة بعملية نزع السلاح، يجري الاتفاق عليها بين الجيش الإسرائيلي وقوة الاستقرار الدولية والضامنين والولايات المتحدة، بهدف جعل غزة آمنة بحيث لا تشكل تهديداً لإسرائيل أو لمصر، أو لمواطنيها أنفسهم. عملياً، ستنقل القوات الإسرائيلية تدريجياً السيطرة على الأراضي التي تحتلها في غزة إلى قوة الاستقرار الدولية بموجب اتفاق مع السلطة الانتقالية، إلى أن تكتمل عملية الانسحاب، باستثناء وجود أمني محيط يبقى حتى يتم ضمان خلو غزة من أي تهديد إرهابي متجدد.
17. وفي حال تأخرت حركة حماس أو رفضت هذا المقترح، فإن ما سبق، بما فيه العملية الموسّعة للمساعدات، سيُنفَّذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي تُسلَّم من قوات الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية.
18. سيُنشأ مسار للحوار بين الأديان قائم على قيم التسامح والتعايش السلمي، بهدف تغيير العقليات والسرديات لدى الفلسطينيين والإسرائيليين عبر التأكيد على المنافع المترتبة على السلام.
19. وفي الوقت الذي يتقدم فيه إعمار غزة ويُنفَّذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بجدية، قد تتوافر أخيراً الظروف اللازمة لمسار موثوق نحو تقرير المصير والدولة الفلسطينية، وهو ما نعترف به باعتباره أملاً للشعب الفلسطيني.
20. ستُطلق الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للتوافق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر.





