صندوق مناخي تابع للبنك الدولي يعتزم إصدار سندات بنصف مليار دولار

حصيلة الطرح ستوجه إلى دعم استثمار ات الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة في الدول النامية

time reading iconدقائق القراءة - 6
محطة \"با-كا\" الهجينة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في فاليجارا، بورغوس، إسبانيا - بلومبرغ
محطة "با-كا" الهجينة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في فاليجارا، بورغوس، إسبانيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يستعد صندوق متعدد الأطراف للاستثمار في المناخ لطرق باب أسواق رأس المال للمرة الأولى، في ظل تردد الحكومات في تقديم التمويل الإضافي اللازم لخفض الانبعاثات الكربونية العالمية.

يعتزم صندوق "صناديق الاستثمار المناخي" (Climate Investment Funds)، البالغ حجمه 12 مليار دولار ويتبع للبنك الدولي، إصدار سندات بنحو 500 مليون دولار، فيما ستوجه حصيلة الطرح إلى دعم الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة في الاقتصادات النامية خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.

صرحت الرئيسة التنفيذية للصندوق، تاريا غباديجيسين، في حديثها لـ"بلومبرغ"، بأن "المسألة تتعلق بالاستفادة من رأس المال بشكل أكثر ذكاءً، وتعظيم تأثير المضاعفات".

تعمل صناديق المناخ متعددة الأطراف على جمع التمويل من الدول الغنية وتوزيعه على الدول النامية، إلا أن المساهمات المالية لدعم هذا النموذج لم تصل إلى المستويات الكافية لمواجهة تحديات تغير المناخ.

فجوة تمويل المناخ

في ظل الخلاف الذي شهدته قمة المناخ "كوب 29" (COP29) قرب انتهاء أعمالها نهاية الأسبوع الماضي، اتفق مفاوضون من نحو 200 دولة على هدف سنوي جديد لتمويل العمل المناخي بما لا يقل عن 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035، وهو مبلغ أقل بكثير مما تحتاجه الدول النامية لتحقيق أهدافها المناخية، بحسب التقديرات.

وأوضحت غباديجيسين أن "الوضع معقد، ويدرك الجميع أن علينا بذل المزيد من الجهد، لكن الموارد محدودة"، مشيرةً إلى أن السؤال الرئيسي الآن هو: كيف يمكن تحقيق المزيد باستخدام موارد أقل؟.

وفي هذا السياق، تتزايد أهمية ورواج آليات التمويل المبتكرة التي تسهل الوصول إلى أسواق رأس المال.

آلية أسواق رأس المال

حصلت آلية أسواق رأس المال (Capital Markets Mechanism)، التي سيستخدمها الصندوق لإصدار السندات على تصنيف (Aa1) من وكالة التصنيف الائتماني "موديز"، التي أكدت أن الآلية "تتميز بالحفاظ على مركز رأسمالي قوي واحتياطي كبير من السيولة، مع زيادة ميزانيتها والحصول على التمويل من أسواق رأس المال".

من جهته، أوضح أبيد كارمالي، المدير الإداري لاستشارات الأعمال البيئية لدى "بنك أوف أميركا"، الذي يعمل كمدير رئيسي للإصدار، أن "الصندوق يوفر ميزة كأداة تتيح للدول السيادية التحرك بسرعة أكبر، مع توجيه الأموال نحو القضايا المناخية ذات الأولوية بالنسبة لها".

استقطاب مستثمر القطاع الخاص

أكدت غباديجيسين أن المستثمرين من القطاع الخاص أبدوا اهتماماً أولياً بإصدار السندات. وصرح أحد مديري الأصول لـ"بلومبرغ" بأن التنسيق البسيط يُعد ميزة، حيث يجعل من السهل دمج الصندوق في الصفقات ويعزز الطلب عليه. ومع ذلك، أبدى بعض مديري صناديق الأسواق الناشئة تحفظات حول مدى توافق هذه الآلية مع محافظهم الاستثمارية.

وأشار نيكولاس جاكوير، مدير محفظة بشركة إدارة الأصول "ناينتي وان" (Ninety One)، إلى أن الإصدارات السابقة من الأسواق الناشئة التي كانت تصنيفاتها مدعومة بتحسن الأوضاع الائتمانية "كانت تُقدم بهوامش محدودة للغاية، ولم تكن مناسبة في كثير من الأحيان".

دعم الدول الغنية لقضايا المناخ

اعتمد  الصندوق في تمويله الحالي على تبرعات الدول الغنية، حيث ساهمت دول من بينها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في "صندوق التكنولوجيا النظيفة" (Clean Technology Fund) التابع، الذي تبلغ قيمته 6 مليارات دولار، ويوفر قروضاً تصل فترات سدادها إلى 40 عاماً. وستُستخدم هذه القروض لدعم إصدار السندات المناخية الجديدة، مما يمنح الصندوق القدرة على تأمين التمويل اللازم للاستثمار في الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة قبل الشروع في تحقيق أهداف المناخ لعام 2030.

وأوضحت غباديجيسين أن الصندوق التابع للبنك الدولي يعمل على التحول من كونه "مجموعة محدودة من التمويلات المقدمة من الجهات المانحة التي يجب تقسيمها" إلى "مؤسسة مالية قادرة على تلبية الاحتياجات". وأشارت إلى أن رأس مال الصندوق مستعد لتحمل مستويات مرتفعة من المخاطر بتكاليف منخفضة، واصفة ذلك بأنه "مفيد للغاية".

وأضافت أن الصندوق تمكن سابقاً من استخدام رأس المال المتوفر لجذب استثمارات تزيد بمقدار 10 أضعاف، لكن المستثمرين يطالبون الآن برفع تأثير المضاعف إلى 25 ضعفاً. وأشارت إلى أن المستثمرين يعبرون عن رغبتهم بقولهم: "إذا كنا سنتحمل مزيداً من المخاطر، فإننا نتوقع تأثير مضاعف أكبر ونطاقاً أوسع للاستثمار".

مستقبل تمويل المناخ

تتوقع الرئيسة التنفيذية لـ"صندوق الاستثمار في أنشطة المناخ" أن الاستراتيجية المالية التي يعتمدها الصندوق ستصبح نموذجاً تحتذي به الصناديق متعددة الأطراف الأخرى، مثل "صندوق البيئة العالمي" (Global Environment Facility) و"صندوق المناخ الأخضر" (Green Climate Fund). مؤكدة أن "هذا هو مسار التمويل في المستقبل".

ويشارك كل من "بي إن بي باريبا" (BNP Paribas SA)، و"إتش إس بي سي هولدينغز" (HSBC Holdings Plc)، و"تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities) في الإصدار  بصفتهم مديرين رئيسيين لطرح السندات.

تصنيفات

قصص قد تهمك