أبوظبي للاستثمار يستحوذ على حصص في شركات أسهم خاصة

يعيد جهاز أبوظبي للاستثمار (ADIA) صياغة استراتيجيته في الأسهم الخاصة لاقتناص فرص النمو في السوق الثانوية، رغم أن القطاع ككل يكافح تباطؤاً في عمليات التخارج وصعوبات في جمع التمويل.

ضخت الذراع المعنية بالأسهم الخاصة لدى "جهاز أبوظبي" "رأسمالاً كبيراً" بالتعاون مع الشركاء العامين في محافظ محدودة الشركاء تتسم بتسعير جذاب، بحسب تقريرها السنوي لعام 2024 المنشور اليوم الأربعاء. 

وقال التقرير إن عمليات الاستحواذ على شركات عامة وتحويلها إلى خاصة، وفصل أو بيع الوحدات كانت مصدراً رئيسياً لتدفقات الصفقات.

اقرأ أيضاً: جهاز أبوظبي للاستثمار يعزز مخصصات الملكية الخاصة للأسهم

تخصيص استثماري مستهدف في الملكية الخاصة

حافظ الصندوق السيادي، الذي يشرف على أصول بأكثر من تريليون دولار، على مخصصاته المستهدفة للاستثمار في شركات الملكية الخاصة عند نسبة تتراوح بين 12% و17% من إجمالي محفظته.

كما أبقى الصندوق على المخصصات الاستثمارية المقررة لفئات الأصول الأخرى، بما في ذلك أسهم الأسواق المتقدمة والعقارات، دون أي تغيير.

 على  مدى عقدين، حقق الجهاز عائداً سنوياً بنسبة 6.3%، مقارنة بـ6.4% في العام السابق. أما العائد على مدى 30 عاماً فارتفع إلى 7.1% من 6.8%.

يتزامن التوسع في الاستثمار بالأسهم الخاصة مع انتعاش نشاط الاستحواذ العالمي بأكثر من 30% في 2024، رغم أن جمع رؤوس الأموال انخفض بأكثر من 20%، حسب التقرير.

ضغوط تواجه سوق الأسهم الخاصة

حذر مستثمرون بارزون، من بينهم العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار في الكويت البالغ حجمها تريليون دولار، من أن سوق الملكية الخاصة تواجه ضغوطاً نتيجة نقص فرص التخارج والاكتتابات العامة الأولية، فضلاً عن التقييمات المرتفعة التي تعيق عمليات التخارج.

اتجه المديرون بشكل متزايد إلى صناديق الاستمرارية- وهي أدوات مالية تنقل الشركات من صناديق قديمة إلى صناديق جديدة، مما يمنح المستثمرين خيار إعادة استثمار حصصهم أو سحب أموالهم.

أوضح "جهاز أبوظبي" أن قسم الأسهم الخاصة "سيواصل البحث بنشاط عن فرص لتسييل الاستثمارات، مع الحفاظ على مرونته في التكيف مع تحولات السوق". 

 توسيع الحضور في سوق الائتمان الخاص

كما وسع الصندوق السيادي حضوره في سوق الائتمان الخاص، عبر تقديم تمويل تأسيسي لمنصات جديدة ودعم مديري استثمارات متخصصين.

اقرأ أيضاً: جهاز أبوظبي للاستثمار يسعى لزيادة الابتكار في الائتمان الخاص

تضمنت استثمارات جهاز أبوظبي صندوق "إيه جي إل برايفت كريديت" (AGL Private Credit)، الذي يركّز على إقراض الشركات الأميركية متوسطة إلى كبيرة الحجم، واستراتيجية التمويل الاستراتيجي القائمة على قيمة الأصول الصافية (NAV) لدى "بِمبِرتُن آسِت مانجمنت" (Pemberton Asset Management)، واستراتيجية "الحالات الخاصة" في "بولَس كابِتَل مانجمنت" (Polus Capital Management). 

وأقدمت الصناديق السيادية الأخرى في أبوظبي، ومن بينها شركة مبادلة للاستثمار، على رهانات استثمارية مماثلة.

 نهج تقوده البيانات

تزايد اهتمام "جهاز أبوظبي للاستثمار" بالأسهم الخاصة والائتمان يُعدّ من بين النتائج العديدة لإعادة الهيكلة الداخلية التي أجراها في السنوات الأخيرة. 

تبنّى الصندوق العملاق نهجاً أكثر ارتكازاً على البيانات، عبر إعادة هيكلة أقسامه وتشكيل فريق داخلي يضم أكثر من مئة خبير في الذكاء الاصطناعي والحوسبة والرياضيات، وذلك بهدف تعزيز مرونة الصندوق وتسريع وتيرة اتخاذ قراراته.

 توظف وحدة البحث الكمي الآن أكثر من 125 متخصصاً، أي حوالي 10% من إجمالي الموظفين، من علماء البيانات إلى باحثي التعلم الآلي. وأكد الصندوق أن التوظيف في هذه المجالات سيظل أولوية خلال عام 2025.