
بلومبرغ
توقعت شركة "أبل" قفزة كبيرة في المبيعات خلال موسم العطلات بعد طرحها أحدث أجهزة "أيفون"، في إشارة إلى أن قبضتها على المستهلكين ما زالت قوية، ما عزز ثقة المستثمرين في مستقبلها القريب.
قال المدير المالي للشركة كيفان باريك خلال اتصال مع المحللين يوم الخميس، إن الإيرادات في الربع المالي الأول، الذي يمتد حتى ديسمبر، سترتفع بنسبة تتراوح بين 10% و12%، في حين كان متوسط توقعات المحللين يشير إلى نمو قدره نحو 6% فقط.
وأضاف: "نتوقع أن تنمو إيرادات أيفون بمعدل من رقمين على أساس سنوي، ما سيكون أفضل ربع لأيفون في تاريخنا".
توقعات قوية رغم التحديات التجارية والعالمية
تعكس هذه التوقعات قدرة "أبل" على تجاوز مجموعة من التحديات العالمية، بما في ذلك التوترات التجارية، وضعف السوق الصينية، وتأخر تطوير ميزات الذكاء الاصطناعي.
ومع طرحها أحدث إصدارات "أيفون" في سبتمبر، أدخلت الشركة تصاميم محدثة وقدمت طرازاً جديداً فائق النحافة باسم "إير" (Air). ولا يزال خط "أيفون" يمثل أكبر مصدر للإيرادات لدى الشركة، إذ يساهم بنحو نصف مبيعاتها الإجمالية.
ارتفع سهم "أبل" بأكثر من 4% في تعاملات ما بعد الإغلاق، بعد أن كان قد صعد بنسبة 8.4% منذ بداية العام حتى جلسة الإغلاق الأخيرة.
نمو في المبيعات والأرباح خلال الربع الرابع
في الربع المالي الرابع المنتهي في 27 سبتمبر، ارتفعت المبيعات بنسبة 7.9% إلى 102.5 مليار دولار، متجاوزةً متوسط التقديرات البالغ 102.2 مليار دولار. كما ارتفعت الأرباح إلى 1.85 دولار للسهم، متفوقةً على متوسط التقديرات البالغ 1.77 دولار.
استفادت الشركة، التي تتخذ في كوبرتينو كاليفورنيا مقراً لها، من نمو أقوى من المتوقع في قطاع الخدمات خلال الفترة، ما ساعدها على تعويض التباطؤ في الصين. كما حقق قسم "ماك" والأجهزة القابلة للارتداء أداءً أفضل من التوقعات.
تأثير الرسوم الجمركية وتوقعات النفقات
أضافت الرسوم الجمركية 1.1 مليار دولار إلى النفقات خلال الربع، بما يتماشى مع توقعات الشركة. وتتوقع "أبل" أن تبلغ تكاليف الرسوم 1.4 مليار دولار خلال فترة ديسمبر، فيما ستتراوح النفقات التشغيلية بين 18.1 و18.5 مليار دولار.
انخفضت الإيرادات من الصين الكبرى بنسبة 3.6% إلى 14.5 مليار دولار في الربع الأخير، مقارنةً بتقديرات المحللين البالغة 16.4 مليار دولار، ما جدّد المخاوف من تراجع موقع "أبل" في سوق كانت سابقاً من أسرع الأسواق نمواً بالنسبة لها.
وتواجه الشركة منافسة متزايدة من شركات الهواتف الذكية في الصين، كما تعاني من صعوبات في توفير مزايا ذكاء اصطناعي متقدمة في البلاد. ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إنه يتوقع عودة الشركة إلى النمو في السوق الصينية خلال الربع الحالي.
أداء قوي لـ"أيفون" وخدمات الشركة
زادت إيرادات "أيفون" بنسبة 6.1% لتصل إلى 49 مليار دولار خلال فترة سبتمبر، بدعم من الطرازات الجديدة، رغم أنها جاءت أقل قليلاً من التقديرات البالغة 49.3 مليار دولار. وأشارت الشركة إلى أن القيود على الإمدادات ربما حدّت من نمو المبيعات.
تضمّن الربع نحو أسبوعين من توفر "أيفون 17"، وبدت الطلبات الأولية قوية، مع تسجيل نفاد الكميات في متاجر "آبل" وقنوات البيع الأخرى.
واختار معظم المشترين طرازات "أيفون 17 برو" الأعلى سعراً، ما ساهم في رفع متوسط سعر البيع. كما ساعد طراز "أيفون إير" الجديد بسعر 999 دولاراً، وهو أغلى من الطراز الذي استبدله، في دعم الإيرادات الإضافية.
قطاع الخدمات يواصل ريادته
ظل قطاع الخدمات الأسرع نمواً لدى "أبل" خلال الربع الأخير، إذ ارتفعت الإيرادات بنسبة 15% لتصل إلى 28.8 مليار دولار، متجاوزةً التقديرات البالغة 28.2 مليار دولار.
ورغم هذا النمو القوي، لا يزال نشاط الخدمات يواجه ضغوطاً تنظيمية من الجهات التي تسعى إلى تعديل سياسات متجر التطبيقات "آب ستور"، ما قد يؤثر على إيرادات البرمجيات والاشتراكات.
اقرأ أيضاً: قيمة "أبل"السوقية تتخطى 4 تريليونات دولار
إلا أن "أبل" حققت انتصاراً قانونياً مؤخراً عندما رفض قاضٍ إلغاء صفقتها السنوية مع "جوجل" التابعة لـ"ألفابت"، والتي تدر عليها نحو 20 مليار دولار سنوياً.
تحسّن في مبيعات "ماك"
ارتفعت إيرادات "ماك" بنسبة 13% لتصل إلى 8.73 مليار دولار، متجاوزة متوسط التقديرات البالغ 8.6 مليار دولار. وكانت الشركة قد حدّثت خطوط "ماك بوك إير" و"ماك ستوديو" في مارس، وأطلقت جهاز "ماك بوك برو" جديداً للمبتدئين في وقت سابق من هذا الشهر.
أما قسم "أيباد"، فقد قدّم نماذج جديدة منخفضة التكلفة وطراز "إير" في مارس، إلى جانب إصدار محدث من النسخة "برو" هذا الشهر، وسجّل مبيعات بقيمة 6.95 مليار دولار، من دون تغيير يُذكر عن العام السابق.
وتراجعت مبيعات قسم الأجهزة القابلة للارتداء والمنزلية والإكسسوارات، الذي يشمل سماعات "إيربودز" والساعات الذكية وأجهزة "آبل تي في" ومكبرات الصوت "هوم بود"، بنسبة تقل عن 1% إلى 9.01 مليار دولار، في حين كان المحللون يتوقعون انخفاضاً أكبر.
آفاق مستقبلية لمنتجات جديدة
بعد أن كان هذا القسم يُعد محركاً رئيسياً للنمو وبلغ ذروته في عام 2021 بإيرادات قاربت 15 مليار دولار خلال ربع موسم العطلات، تواجه المنتجات القابلة للارتداء تحديات في استعادة الزخم. كما لم يتمكن جهاز "فيجن برو" المحدث بشريحة أسرع من تحقيق انتشار واسع حتى الآن.
ومع ذلك، ترى الشركة فرصاً لتجدد الاهتمام في الأعوام المقبلة عبر طرح نظارات ذكية وأجهزة منزلية متصلة جديدة، ما قد يعيد الزخم لهذا القطاع الحيوي في محفظة "أبل".





