
بلومبرغ
أعلنت شركة "ألفابت" أن مبيعاتها الفصلية تجاوزت تقديرات المحللين، مدعومة بأداء قوي لوحدة الحوسبة السحابية التي تشهد نمواً متسارعاً مع ازدياد إقبال شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة على خدمات "جوجل" وقدراتها الحاسوبية. وارتفعت أسهم الشركة بنسبة وصلت إلى 7.5% في تعاملات ما بعد الإغلاق.
قالت "ألفابت" في بيان الأربعاء إن مبيعات الربع الثالث، باستثناء المدفوعات للشركاء، ارتفعت إلى 87.5 مليار دولار، متجاوزة متوسط توقعات المحللين البالغ 85.1 مليار دولار، وفقاً لبيانات "بلومبرغ". وبلغ صافي الربح 2.87 دولار للسهم، مقارنة بتقديرات "وول ستريت" البالغة 2.26 دولار.
تستثمر الشركة مبالغ قياسية لتعزيز تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي ودمج القدرات المستندة إلى نموذجها اللغوي الكبير "جيميني" في منتجاتها الأكثر شعبية، بما في ذلك محرك البحث. وذكرت أن نفقاتها الرأسمالية السنوية ستتراوح بين 91 و93 مليار دولار، ارتفاعاً من التقدير السابق البالغ 85 مليار دولار.
قالت الشركة إن إنفاقها الكثيف على الذكاء الاصطناعي بدأ يُترجم إلى زخم في الأداء، خصوصاً في مجالي الخدمات السحابية والإعلانات عبر البحث. وتعتبر "ألفابت" أن استثماراتها الضخمة في البنية التحتية والأبحاث واستقطاب المواهب ضرورية لمنافسة عمالقة الحوسبة السحابية مثل "أمازون" و"مايكروسوفت".
اقرأ أيضاً: "جوجل" تخطط لاستثمار 15 مليار دولار لتشييد مركز بيانات في الهند
وأغلقت أسهم "جوجل" مرتفعة بنسبة 2.7% عند 274.57 دولار في تداولات الأربعاء، لتصل مكاسبها منذ بداية العام إلى نحو 45%.
وحدة "جوجل كلاود" تسجل قفزة في الأرباح
أبرمت "جوجل كلاود" صفقات كبرى مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، من بينها اتفاق ضخم بمليارات الدولارات لتزويد شركة "أنثروبيك" بشرائح ذكاء اصطناعي متخصصة. ورغم أن الوحدة لا تزال أصغر حجماً من "أمازون ويب سيرفيسز" و"مايكروسوفت آزور"، فإنها تنمو بوتيرة أسرع.
اقرأ أيضاً: صفقة شرائح ذكاء اصطناعي بعشرات المليارات بين "ألفابت" و"أنثروبيك"
حققت الوحدة نمواً سنوياً في الإيرادات بنسبة 33.5% لتصل إلى 15.2 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 14.8 مليار دولار. كما سجّلت أرباح تشغيل بلغت 3.59 مليارات دولار، مقارنة بتقديرات السوق البالغة 3 مليارات دولار.
وتُعتبر هذه الوحدة المحرك الأقوى لنمو "ألفابت" وأوضح مؤشر على مساهمة طفرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز مبيعاتها. وأشارت الشركة إلى أن لديها عقوداً بقيمة 155 مليار دولار لم تُنفذ بعد.
قطاع الإعلانات والبحث يواصل الصمود
بلغت مبيعات الإعلانات عبر البحث 56.6 مليار دولار، متجاوزة متوسط التقديرات البالغ 55 مليار دولار. ولا يزال هذا القطاع القوة الدافعة الرئيسية لأعمال "جوجل" الإعلانية الأوسع، رغم المنافسة المتزايدة من روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، ولكن يتعين على "جوجل" ضمان استمرار ربحية البحث.
ويُعد نموذج "جيميني" حجر الأساس في استراتيجية "جوجل" الدفاعية لتعزيز قدرات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إذ دمجته الشركة بسرعة في محرك البحث ومنتجاتها الأخرى. وكانت "جوجل" قد تجنبت هذا العام تداعيات سلبية في قضية احتكار كبرى تتعلق بالبحث، بعدما خلص القاضي إلى أن أعمالها تواجه بالفعل تهديداً متزايداً من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تواجه الشركة ضغوطاً متزايدة لإثبات قدرتها على تحقيق إيرادات من الإعلانات ضمن النتائج المولدة بالذكاء الاصطناعي، مع إطلاق شركات مثل "أوبن إيه آي" أدوات بحث ومتصفحات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: جوجل تتحدى مايكروسوفت و"OpenAI" في سباق الذكاء الاصطناعي للمؤسسات
ووفقاً لمذكرة أصدرها دانييل مورغان، مدير المحفظة في "سينوفوس ترست"، فإن "حصة جوجل من عمليات البحث المفقودة لصالح "تشات جي بي تي" قد استقرت" خلال الربع الثالث. بينما يرى المحلل في بنك "بي إن بي باريبا" ستيفان سلونسكي أن خطة إعادة هيكلة "أوبن إيه آي" تمهد الطريق أمام الشركة لاعتماد نموذج ربحي يسمح لها بإدراج الإعلانات في "تشات جي بي تي"، ما قد يزيد المنافسة مع "جوجل".
"يوتيوب" يتفوق في الإيرادات و"وايمو" توسّع نشاطها
سجّل موقع "يوتيوب"، الذي يحتفل هذا العام بمرور 20 عاماً على تأسيسه، إيرادات بلغت 10.3 مليار دولار، متجاوزاً تقديرات المحللين البالغة 10 مليارات دولار.
اقرأ أيضاً: "جوجل" تخسر جولة قضائية مهمة بشأن متجر التطبيقات
واستثمرت المنصة بقوة في مجال البث الصوتي (بودكاست)، وأعلنت مؤخراً أن المستخدمين يشاهدون حالياً البث الصوتي لمدة 100 مليون ساعة يومياً.
أما وحدة "الرهانات الأخرى" التابعة لـ"ألفابت"، والتي تشمل مشاريع المستقبل مثل وحدة علوم الحياة "فيرِلي" وشركة السيارات الذاتية القيادة "وايمو"، فقد سجلت إيرادات بقيمة 344 مليون دولار وخسائر تشغيلية بلغت 1.43 مليار دولار، مقارنة بتوقعات بخسارة 1.2 مليار دولار.
وتعمل "ألفابت" على توسيع أعمال "وايمو" بشكل كبير، في حين تشجع مشاريعها الأخرى على التحول إلى شركات ناشئة مستقلة بدلاً من البقاء وحدات تابعة للشركة الأم.





