
الشرق
ارتفعت بورصة السعودية قليلاً في أول جلسة تداول بعد عيد الأضحى، وسط تجاذب بين غياب المحفزات الأساسية المحلية الكافية لعكس الاتجاه العام الهابط للسوق منذ الشهر الماضي، وأجواء إيجابية عالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي عن التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن الرسوم الجمركية.
أغلق مؤشر السوق السعودية الرئيسية "تاسي" مرتفعاً بنحو 0.5% إلى 11005 نقاط، وذلك بقيادة القطاع المصرفي، فيما ارتفع 11 قطاعاً من أصل 20. وتلقى المؤشر الدعم من ارتفاع أسهم "أرامكو" و"البنك الأهلي السعودي"، و"مصرف الراجحي" و"سابك" بينما تراجع سهم "أكوا باور". اتسمت الجلسة بالتقلب، إذ صعد المؤشر 1.6% في البداية، ثم تحول للهبوط بعد ذلك، قبل أن يغلق على صعود.
افتقار للمحفزات القوية
"أعتقد أن المؤشر السعودي ما يزال أداؤه ضعيفاً، البيع يقوده سهم أكوا باور، الذي لم يصمد أمام الضغوطات البيعية. نقترب من عطلة الصيف وسط افتقار للمحفزات. تاسي قرب أدنى مستوى في أربع سنوات، ولا توجد حوافز قوية في الأفق، لا نتوقع تعافياً في المدى القريب، لكن ربما يكون المؤشر عند مستوى يتطلع فيه المستثمرون للشراء في بعض الشركات"، بحسب نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم الأبحاث في "سيكو بنك" (SICO BANK).
عن العوامل المؤثرة في أداء السوق خلال الفترة القادمة والتي من بينها أسعار النفط، قال لاخوتيا "هناك حالة من عدم اليقين بشأن أسعار الخام، خام برنت ربما يتجه لمسار هبوطي بسبب زيادة الإمدادات.. إذا انخفضت الأسعار إلى مستوى 60 دولاراً للبرميل قد تتعرض السوق لضغوط. العامل المحفز التالي للأسواق هو نتائج الربع الثاني المنتظر بدء الإعلان عنها الشهر القادم".
وأوضح "في الربع الثالث، نتوقع أن يعود الكثير من مديري الصناديق لشراء الأسهم السعودية بطريقة انتقائية، وخاصة الشركات التي من المتوقع أن تؤدي بشكل أفضل في العام القادم، نعتقد أن أداء تاسي سيكون أفضل بعد عدة أشهر ولكن العامل المحفز سيكون نتائج الشركات، حتى وإن تماسكت أسعار النفط".
وعن أبرز القطاعات التي سيركز عليها المستثمرون، قال "القطاع المصرفي سيكون محل اهتمام، وكذلك قطاع السلع الذي يرتبط إلى حد كبير بالمستجدات الدولية، القطاع أبدى أداء متماسكا، واعتقد أنه سيزداد جاذبية من ناحية التقييم في النصف الثاني من العام".
كان يوسف يوسف المحلل المالي والمحاضر في التمويل والاستثمار قال في مداخلة مع "الشرق" إن أسهم البنوك السعودية تتسم بالجاذبية حالياً، إذ يتداول القطاع المصرفي عند مكررات ربحية تبلغ 10 مرات، ما يقل بكثير عن متوسط مكررات السوق البالغة 18.5 مرة.
تحرك سلبي لسهم "أكوا باور"
"لم تكن هناك أخبار جوهرية خلال عطلة العيد من شأنها أن تؤثر على المسار الأساسي للسوق، الذي يميل إلى الهبوط منذ مايو وبداية الشهر الجاري، فعلياً الزخم الشرائي في بداية الجلسة لم يقف خلفه سبب محدد، هناك شريحة من السيولة جرى ضخها في السوق واستغلت فرصة تلك الحركة الإيجابية، لكن التحرك السلبي لأكوا باور أثر على مؤشر السوق، وهو سهم يتسم بانخفاض حجم السيولة وبالتالي فهو يتأثر بأي إقبال على البيع، حتى لو كان بوتيرة متوسطة"، بحسب ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في "بي إل إم إي كابيتال كيه إس إيه" (BLME Capital KSA).
السعيد أضاف أن تقلص حركة القطاع المصرفي وميل سهم العربي الوطني إلى التراجع، ساهم في خفض مكاسب السوق.
وعن تأثير الإعلان الإيجابي للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين بخصوص الرسوم الجمركية، أجاب السعيد:" السوق وضعت في اعتبارها بالفعل التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين منذ التوصل إلى تفاهمات جنيف.. السوق السعودية ترتبط بشكل غير مباشر بأزمة الرسوم الجمركية عبر التأثير على النفط والبتروكيماويات، وقد استوعب القطاعان تلك التأثيرات بالفعل على مدى الفترة الماضية".