أسعار النفط ترتفع وسط تفاؤل بانفراجة تجارية بين بكين وواشنطن

ارتفعت أسعار النفط مع تغلّب مؤشرات على احتمال تحقيق انفراجة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، على المخاوف من زيادة إنتاج تحالف "أوبك+".

صعد خام "برنت" تسليم أغسطس بنسبة 0.7% ليستقر عند 65.34 دولار للبرميل، كما ارتفع خام "غرب تكساس" الوسيط بنسبة 0.8% ليستقر فوق 63 دولاراً للبرميل.

تأتي هذه الارتفاعات بعد أن أفادت وكالة الأنباء الرسمية الصينية بأن الرئيسين دونالد ترمب وشي جين بينغ أجريا اتصالاً هاتفياً. وقد عزّز هذا الاتصال التفاؤل بإمكانية توصّل الزعيمين إلى حل للخلاف التجاري الذي يهدّد النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.

وقالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في الطاقة لدى "سي آي بي سي برايفت ويلث غروب": "التواصل بين شي وترمب يدعم الأصول المحفوفة بالمخاطر والنفط الخام، لأنه يرفع احتمالية تحقيق تقدم في مفاوضات الرسوم الجمركية".

وأضافت: "كانت حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم عبئاً أساسياً على أسواق الخام، إذ دفعت التوترات غير المحسومة إلى مراجعات هبوطية لتوقعات الطلب".

ومع ذلك، فإن العداء المستمر بين أكبر اقتصادين في العالم يزيد القلق بشأن قطاع النفط الصخري الأميركي. امتنعت الصين عن شراء النفط الخام الأميركي للشهر الثاني على التوالي، وهي أطول فترة انقطاع منذ جائحة "كورونا"، ما يُعد سلبياً للمنتجين الأميركيين الذين يعتمدون جزئياً على الطلب الخارجي.

حرائق كندا وتراجع المخزون الأميركي يعززان المخاوف

يتهيأ المتعاملون لاحتمال حدوث نقص في إمدادات الخام على المدى القريب. فقد تسببت حرائق الغابات في كندا في تعطيل نحو 350 ألف برميل يومياً من إنتاج النفط في البلاد، ما قد يحد من تدفقات الخام إلى مركز التخزين في كوشينغ، أوكلاهوما، وإلى محطات التصدير على الساحل الأميركي لخليج المكسيك.

وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام تراجعت بمقدار 4.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ نوفمبر.

لكن بحث تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية، إضافة ما لا يقل عن 411 ألف برميل يومياً من الإنتاج في أغسطس، وربما في سبتمبر، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، حد من المكاسب. مع ذلك، فإن ارتفاع الطلب على الوقود خلال فصل الصيف قد يساعد السوق على امتصاص تلك الكميات الإضافية.

تراجعت أسعار الخام بنحو 12% هذا العام بسبب المخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة إلى كبح النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة. وكان الرئيس ترمب قد دعا في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى محادثات بشأن الرسوم الجمركية مع شي جين بينغ، الذي بدا متردداً في المضي قدماً في مفاوضات رفيعة المستوى في هذه المرحلة.

في الأثناء، خفّضت "أرامكو السعودية" سعر خامها الرئيسي للمشترين في آسيا للتحميل في الشهر المقبل، لكن بمقدار أقل من الخفض الذي أشارت إليه نتائج استطلاع "بلومبرغ".