
الشرق
واصل مؤشر سوق الأسهم السعودية الهبوط للشهر الرابع على التوالي، مسجلاً أطول سلسلة خسائر شهرية في 10 سنوات، وسط تأثر معنويات المستثمرين بهبوط أسعار النفط وضبابية الأسواق.
أنهى مؤشر "تاسي" تعاملات اليوم الخميس منخفضاً 0.56% عند 10990 نقطة مع تراجع معظم الأسهم القيادية بقيادة "أرامكو" و"مصرف الراجحي"، لتبلغ خسارته 6.4% خلال مايو وهي أكبر خسارة منذ الشهر نفسه في العام الماضي.
ولا يزال أحدث وافد إلى السوق، سهم "المتحدة لصناعات الكرتون"، يُتداول دون سعر الإدراج إذ انخفض اليوم 3.7% مسجلاً 45.1 ريال مقابل 50 ريالاً عند الإدراج.
الرسوم الجمركية إلى الواجهة
عادت الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية إلى الواجهة بعد قرار محكمة التجارة الدولية الأميركية الليلة الماضية بوقف تنفيذ الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب في أبريل الماضي، لكن إدارة ترمب أعلنت بدء إجراءات للاستئناف على الحكم.
وخلال مداخلة مع "الشرق"، قال أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية"، إن استئناف إدارة ترمب "يجعل من الصعب التوصل لاتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة لأن الدول ستنتظر لترى نتيجة الاستئناف".
قفزت قيم التداولات اليوم إلى 10 مليارات ريال مقارنة مع متوسطها الذي لم يتجاوز 5 مليارات ريال على مدى الأسبوعين الماضيين. ويرى المحللون أن السيولة تأثرت على مدار الأسابيع الماضية بعدة عوامل منها اقتراب الصيف وعطلة عيد الأضحى، ووجود عوائد مغرية خارج السوق من إصدارات الدين والودائع البنكية، إلى جانب الاكتتابات المرتقبة التي قد يفضل المستثمرون ادخار سيولتهم للمشاركة فيها.
وتقول ماري سالم، المحللة المالية لدى "الشرق"، إن انخفاض السيولة يشير أيضاً إلى ضعف معنويات المستثمرين، إذ ينتمي أغلبهم لفئة الأفراد "وهؤلاء عادة ما تكون قراراتهم عاطفية لا تستند إلى العوامل الأساسية".
تأثير أسعار النفط
على الرغم من ارتفاعها خلال الأسبوع الجاري، لا يزال سعر خام برنت يُتداول حول 65 دولاراً للبرميل وهو مستوى منخفض قياساً إلى متوسطه خلال الربع الأول من العام وهو ما يشكل ضغطاً على ميزانية المملكة التي لا يزال اقتصادها يعتمد بنسبة كبيرة على النفط، كما تضغط على النتائج المالية لعملاقة النفط الحكومية "أرامكو"، صاحبة أكبر سهم على المؤشر العام للسوق.
كان الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر قال في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ" اليوم إن "أرامكو" ستواصل الاقتراض لتتمكن من تغطية الفجوة التمويلية لديها وتوزيع الأرباح النقدية على المساهمين، وذلك بعدما تضررت أرباحها خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام بفعل انخفاض أسعار النفط.
وأشار جنيد أنصاري، مدير قسم استراتيجية الاستثمار والبحوث في "كامكو إنفست"، إلى أن الأسواق ستنتظر نتيجة اجتماع "أوبك+" خلال عطلة نهاية الأسبوع الذي سيقرر بشأن سياسة إنتاج المجموعة، وهو ما من شأنه أن يحرك السوق السعودية.